مَن يَعرفني يَعرف أني لا أذهب أبداً للنهر
لا أحتاج لأن أصطاد لأن أقتات طوال الشهر
لا يشغلُ بالي إن كانت ترقبني نظرات الدهر
لا أحْملُ هماً أتحرك أتسابق كالطير الحر
صارت تلك عقيدة عندي ..لا أذهب أبداً للنهر
خرج منادي يعلن يوماً نهر البلدة تحول بحر
نطق فؤادي بألا تذهب أستشعرها شباك الأسر
صمت فؤادي الآن تأهب لا ترهب أن تخطو الجَمر
قلت لأذهب لا أتغيب.. والبحرُ فلن يبقي العمر
وأنا تلك عقيدة عندي..لا أذهب أبداً للنهر
كان المشهد سحرٌ شافي وقمرٌ صافي وقت الظهر
ذهبت نفسي وكلي مخاوف أن أخضع أبداً للقهر
صرت أسير كطفل حالم يخطو سطر ويترك سطر
بهرت عيني أخذت عقلي ورمتني بسهام الخير
بقيت تعزف أعذب لحنٍ وتحاورني حتي الفجر
صارت تلك عقيدة عندي..أن أذهب دوماً للنهر