ردا على تساؤلات السائلين وإجابة للمستفتين حول مسألة بناء الجدار الفولاذي على حدود غزة مما نتج عنه إحكام الحصار حول إخوان العقيدة وإخوة الجهاد الواقفين حماية للأرض والعرض والعقيدة والدين على أراضي فلسطين وهو لا يصب إلا في مصلحة اليهود المجرمين والظلمة المغتصبين نقول وبالله التوفيق
إن الإجابة على هذه التساؤ...لات وبيان الحكم الشرعي فيها ينطلق من عدة ثوابت عقديه أجملتهانصوص شرعية أجمع عليها الفقهاء قديما وحديثا وهي :
1) عقيدة التوحيد التي يدين بها المسلمون صادقين لها لوازم وواجبات حيث توجب بين المؤمنين عقدا للإخوة وميثاقا للإيمان تأسيسا على قوله تعالى " إنما المؤمنون إخوة " وقوله تعالى " والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر " وإذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " المسلم اخو المسلم لا يسلمه ولا يظلمه ولا يخذله " وقال الرسول صلى الله عليه وسلم " المسلمون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم وهم يد على من سواهم "
ومن هنا فقد أوجب الله وفرض على المسلمين جميعا نصرة المسلمين المجاهدين ودعمهم وبخاصة إذا كانوا مستضعفين " .. وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر .. "
2) قضية فلسطين وتحرير المسجد الأقصى لا تخص أهل فلسطين وحدهم بل هي فريضة على أمة محمد صلى الله عليه وسلم جميعا كل بما يملك وكل حسب استطاعته .
فقد شرفها المولى عز وجل في كتابه فقال " سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله ... "
وعده الرسول صلى الله عليه وسلم من المساجد التي تشد إليها الرحال وبشر بمضاعفة ثواب المصلين فيه حتى اشتهر بين المسلمين بأنه ثالث الحرمين ..
ولذا فقد وجب على الأمة جمعاء الامتثال لقوله تعالى " يا أيها الذين ّامنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم " سعيا في تحريره وتطهيره من دنس اليهود .
3) من المعلوم شرعا وتاريخا وسياسة وواقعا أن أشد عداوة تواجهها أمة محمد صلى لله عليه وسلم - عموما والمصريين خصوصا هي عداوة اليهود لقوله تعالى " لتجدن أشد الناس عداوة للذين امنوا اليهود والذين أشركوا .. "
أكدت هذا شواهد الشرع الحنيف ووقائع التاريخ المعاصرة لا القديمة فقط وأحدثها زمنا قتل جنودنا على حدود سيناء بلا ذنب أو جريرة , بناء السدود في أثيوبيا وتحريض دول حوض النيل على تقليل حصة المصريين من المياه وآخرها السعي في إسقاط مرشح مصر والعالم العربي من موقع مدير عام اليونسكو في مؤامرة يهودية مفضوحة شهد بها العدو قبل الصديق
4) وأيضا من واجبات العقيدة وفرائض الإيمان التبرؤ من الكافرين والحذر من موالاتهم ومساعدتهم على المسلمين فقد قال الله عز وجل " يا أيها الذين امنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء.. "
وقال عز وجل ومن يتولهم منكم فانه منهم , وحذر الرسول صلى الله عليه وسلم من محبة أعداء المسلمين ومودة الكافرين المحاربين فقال صلى الله عليه وسلم " المرء يحشر مع من أحب "
5) كما أنه من المعلوم شرعا أن الله أدخل النار امرأة في هرة سجنتها لا أطعمتها وسقتها ولا تركتها تأكل من خشاش الأرض " صدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
كما انه تاريخيا لم يحدث أن شارك المسلمون في حصار مسلمين يجاهدون إعلاء لكلمة الله عز وجل بل إن المشركين من قريش تضامنوا مع رجالهم وأبنائهم من المسلمين عندما حاصرهم المشركون في شعب أبي طالب "
وفي ضوء ما سبق يتضح لنا عن اطمئنان ويقين حرمة بناء هذا الجدار والمشاركة فيه إذ كان الغرض من بنائه تقويه اليهود على المجاهدين , وحصار المسلمين وتجويعهم وقتلهم بالبطيء فإن قتل المسلم أو المساعدة عليه كبيرة من الكبائر ويقول ربنا عز وجل " إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما "
وحذر رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلا " من أعان على قتل مسلم ولو بشطر كلمة جاء مكتوبا بين عينيه أيس من رحمة الله "
والله غالب على أمره
الموقعون :
1) فضيلة الشيخ أحمد المحلاوي . شيخ علماء الإسكندرية ومن علماء الأزهر الشريف
2) الشيخ محمد حسين عيسى الفقيه والعلامة السكندري
3) فضيلة الشيخ سيد الصاوي . من علماء الأزهر الشريف وكبير الوعاظ بدولة الأمارات وعضو لجنة الفتوى سابقا
4) الدكتور احمد السيد احمد . أستاذ بجامعة الأزهر
5) فضيلة الشيخ السيد بكر مدير عام بالأزهر الشريف
6) فضيلة الشيخ أسامه فتوح . من علماء الأزهر الشريف
7) فضيلة الشيخ إبراهيم زامل . من علماء الأزهر الشريف
8) الداعية الإسلامي ابوزيد محمد كاتب إسلامي
9) فضيلة الشيخ جمال الزمراني من علماء الأزهر الشريف
10) فضيلة الشيخ صبحي الرافعي من علماء الأزهر الشريف
11) الأستاذ يسين منصور من علماء الأزهر الشريف
12) الداعية الإسلامي محمد المصري مستشار البحوث والدراسات بالموقع وكاتب أسلامي
13) الباحث والداعية الشيخ محمد بشير من علماء الأزهر الشريف
14) الداعية الإسلامي الدكتور توكل مسعود من علماء الأزهر الشريف
