حقوق الأباء على الأبناء وحقوق الأبناء على الأباء
*
*
*
*
*
*
*
*
اخواننا واخواتنا
يسرنى أن أقدم لكم هذا الموضوع القيم لعل يستفيد منه الجميع
وهو حقوق الأباء على الابناء وحقوق الأبناء على الاباء
نبدأ الجزء الاول بحقوق الاباء على الابناء
بسم الله نبدأ
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، أما بعد : ---
إن من أعظم النعم التي أنعمنا بها رب العزة والجلال ، هي نعمة الإسلام ، وفي هذا الدين الحنيف من المحاسن
الفاضلة التي لاتعد ولا تحصى ، وقد قال الله عزوجل في كتابه الكريم ( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها )
http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com8.gif
ومن ضمن هذه النعم وهذه المحاسن الفاضلة : تنشئة الأسرة ، التنشئة الإسلامية الصحيحة ، وتربية أفرادها
التربية الإسلامية ، وتقويمهم على النهج السليم كبارا كانوا أم صغارا ، أسوة بالسلف الصالح الذين
نشأوا وترعرعوا تحت ظل لواء الإسلام ، وأصبح لهم شأن عظيم ، حتى أن الله عزوجل امتدحهم وقال
عنهم في كتابه الكريم ( كنتم خير أمة أخرجت للناس )
ولابد لنا من تبيان حقوق الآباء على الأبناء ، وحقوق الأبناء على الآباء حتى نستطيع جميعا أن
نؤدي هذه الواجبات والإمتثال بها ، وقد قال الله عزوجل ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه ، وبالوالدين
إحسانا ، إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا
كريما ، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ) الآية
نستدل من هذه الآية الكريمة المعاني الكثيرة للخنوع والخضوع والتذلل للوالدين وطاعتهما والدعوة
لهما ، وتلبية رغباتهما
http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com8.gif
ومن ضمن حقوق الآباء على الأبناء البر بهما والإحسان اليهما ، وفي صحيح البخاري عن
عبدالله قال : سألت النبي صلى الله علي وسلم ، أي العمل أحب إلى الله عزوجل ؟ قال :
الصلاة على وقتها قال : ثم أي ؟ قال : ثم بر الوالدين قال : ثم أي ؟ قال :
الجهاد في سبيل الله ويقول القرطبي رحمه الله : أمر الله تعالى عباده بعبادته وتوحيده
وجعل بر الوالدين مقرونا بذلك كما قرن شكرهما بشكره عزوجل فقال عز من قائل
( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا ) وقال ( أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير)
http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com8.gif
وفي صحيح مسلم : عن عبدالله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
(إن من الكبائر شتم الرجل والديه قالوا : يارسول الله وهل يشتم الرجل والديه ؟ قال :
نعم ، يسب الرجل أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه )
وهناك أحاديث شريفة أشار فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن عقوق الوالدين من
الكبائر والعياذ بالله 0 فعن أبي بكر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( ألا أنبئكم بأكبر الكبائر (ثلاثا ) قلنا : بلى يارسول الله قال : الإشراك بالله ، وعقوق
الوالدين ، وكان متكئا فجلس فقال : ألا وقول الزور ، وشهادة الزور فما زال يكررها
حتى قلنا ليته يسكت ) وعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال : ( الكبائر : الإشراك بالله ، وعقوق الوالدين ، وقتل النفس ،
واليمين الغموس ) رواه البخاري ، وعن إبن عمر رضي اله عنهما قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : ( بكاء الوالدين من العقوق ) أخرجه البخاري ، وفي رواية : بكاء الوالدين
من العقوق والكبائر وفي الصحيح عن عبدالله بن عمرو قال : جاء رجل الى النبي صلى الله
عليه وسلم يستأذنه في الجهاد فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : أحي والداك ؟ قال : نعم
قال : ففيهما جاهد ) وفي رواية : إذهب فأضحكهما كما أبكيتهما ) ومن تمام برهما صلة
أهل ودهما ، ففي الصحيح عن إبن عمر رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول : إن من أبر البر صلة الرجل أهل ود أبيه بعد أن يولى
http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com8.gif
وروى أبو أسيد
رضي الله عنه -- وكان بدويا -- قال : كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم جالسا فجاءه رجل
من الأنصار فقال : يارسول الله هل بقي من بر والدي من بعد موتهما شيئ ؟ فقال : نعم
الصلاة عليهما ، والإستغفار لهما ، وإنفاذ عهدهما ، وإكرام صديقهما ، وصلة الرحم التي لا رحم
لك إلا من قبلهما ، فهذا الذي بقي عليك ) وقال بعض التابعين ( من دعا لوالديه خمس
مرات في اليوم ، فقد أدى حق والديه في الدعاء لأن الله عزوجل قال ( أن اشكر لي
ولوالديك الي المصير ) فشكر الله عزوجل أن يصلي خمس مرات في اليوم ، كذلك شكر الوالدين
أن يدعوا لهما في كل يوم خمس مرات والدعاء لهما بالرحمة ( وقل ربي ارحمهما كما
ربياني صغيرا ) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إن الرجل لترفع درجته في الجنة ، فيقول يارب أنى لي هذا ؟ فيقال : باستغفار ولدك لك)
رواه احمد وابن ماجد والبيهقي ، وفي الحديث عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا مات إبن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث ، صدقة جارية ، أو
علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعوا له ) رواه البخاري ومسلم وابو داوود
http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com8.gif
ومن البر كذلك بعد موتهما أن تتصدق عنهما لما رواه أحمد ومسلم فعن أبي هريرة رضي الله
عنه قال : قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم : ( إن أبي مات وترك مالا ولم يوصي فهل
يكفر عنه أن أتصدق عنه ؟ قال : نعم رواه أحمد ومسلم وغيرهما
وعن الحسن عن سعد بن عبادة أن أمه ماتت فقال : يارسول الله إن أمي ماتت أفأتصدق عنها ؟
قال : نعم قلت : فأي الصدقة أفضل ؟ قال : سقي الماء ) قال الحسن : فتلك سقاية
آل سعد بالمدينة رواه أحمد والنسائي
كذلك الصوم عنهما ، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : جاء رجل الى النبي صلى الله
عليه وسلم فقال : ( يارسول الله إن أمي ماتت وعليها صوم شهر أفأقضيه عنها ؟ قال :
لو كان على أمك دين أكنت قاضيه عنها ؟ قال نعم قال : فدين الله أحق أن يقضى )
رواه البخاري كذلك الحج عنهما والصلاة وقراءة القرآن وقد روى مسلم عن أبي هريرة
رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : رغم أنفه ، رغم أنفه ، رغم
أنفه ، قيل : من يارسول الله ؟ قال : من أدرك والديه أحدهما أو كليهما ثم لم يدخل
الجنة ) وعن أبي هريره رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( ثلاث دعوات مستجاب لهن لاشك فيهن : دعوة المظلوم ، ودعوة المسافر ودعوة الوالدين على
الولد ) وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
( من سره أن يمد له في عمره ويزداد في رزقه فليبر والديه وليصل رحمه ) وصدق
الرسول صلى الله عليه وسلم عندما أشار الى ضرورة البر بالوالدين فقد قال ( بروا
آباءكم تبركم أبناؤكم ، وعفُوا تعف نساؤكم ) رواه الطبراني
يتــــــــــبع