المرآه لم تعد تعكس الصوره...
http://photos.azyya.com/store/up1/080401184001t7B2.gif
بين الصورة والحقيقة بون شاسع
كنا نظن ان المرآة تعكس الصورة
والصورة تعكس الحقيقة
لكن كان هذا قديما
الآن يختلف الأمر تماما
ربما تنظر في المرآة فتجد آخر ينظر إليك
المـــــــــرآة لم تعد تعكس الصورة
وما تراه بعينيك ليس بالضرورة أن يكون كما تراه
ليس بالضرورة أن يكون كما تظن
إن الســــــــــــــراب يشبه المــــــــــــــاء
وقد تقسم أنه ماء
لكنــــــــــــــه ليس كذلك
انظر الى صاحب الملبس الضيق هذا الذي يتمايل هناك
هل ترى هذا الشعر الطويل والهيئة العجيبة
لو اعتمدت على هذه الصورة فستخدعك
إنه ليس كما قد يخيل لك من أول وهلة
كلا ليس من أبناء الطبقة الراقية ولا من أصحاف الترف
لو ترى أباه وهو غارق في عرقه من أجل أن يوفر له ما يجعله يذوب وسط أصدقائه لعلمت
وهذه الفتاة هنــــــــــــــاك
تلك التي تكشف أكثر مما تستر
نعم هذه التي يلتف حولها مجموعة من الشبان
كلا لم تخرج من المرقص إنما من الجــــــــــامعة
وهنــــــــــــــاك
هذا الذي يرتدي حلــــــــة فخمة أشبه بالوزراء
أحمق أنت لو ظننته وزيــــــــــــــرا
وهل رأيت وزيرا من قبل دون حراسة
إنه ليس وزيرا ولا مديرا
إنها عدة العمل
إنه منــــــــدوب مبيعات
وهذا الشخص المهيب ذو الشعر الأبيض في التلفاز
هذا الذي يتحدث بكل جوارحه ومشاعــــــــــره
كلا إنه لا يتحدث عن محاولات هدم المسجد الأقصـــــى
إنه ناقد رياضي
وإياك أن تنخدع في هذا الشاب مفتول العضلات
ربما تتخيل أنه بطل العالــــــم في كمال الأجسام
يا لك من ساذج
أؤكد لك أنك لو دفعته لأسقطته على الأرض
إنه مجرد هيكل خارجي
لم تترك له السهــــــــرات الحمـــــــراء والدخان الأزرق عــــــافية
ولماذا أراك تنظر باحتقار الى هذا العامل البسيط
خدعتك ملابسه المتواضعة أوهيئته الرثة
إنه يعمل حتى يستطيع الإنفاق على نفسه
فهو يحتاج لمراجع كثيرة ليكمل رسالة الماجستير
كلا لم أنتهي بعد
انظر هناك الى هذا الرجل ذو اللحية الطويلة
كلا ليس ابن لادن
انزل ببصرك قليلا.. لا أقصد تلك الصورة
إياك أن تنخدع بلحيته
لم تعد اللحية بالضرورة تعبر عن التدين
قد كثر الذين يستغلونها في الخداع
فإياك إياك أن تحكم بالظاهر
فلم تعد المرآة تعكس الصورة
وفي زمانا هذا الذي اختلطت فيه المعايير
كثيرا ما تجد صور ومصطلحات براقة لكنها في الحقيقة لا تعكس الحقيقة
وماذا نقول وقد أصبح
المشروع محظورا
والاستسلام سلاما
والعمالة تعاونا
والكفر فكرا والعهر فنا
والهلاوس أدبا
وفي زماننا هذا ليس من الضروري أن يكون حجم رد الفعل مساويا للفعل
وليس من الضروري أن يكون الرجل المناسب في المكان المناسب
ألم تر
عندما يقدم حملة المباخر
ويؤخر العالم للصف الاخر
وزير الثقافة ما ثقافته؟
شيخ الأزهر من شيّخه؟
المفتي لمن يفتي؟
أهل التنوير لماذا يملأون الأرض ظلاما؟
الفكر الجديد لماذا أراه قديما؟
أما عن رد الفعل فأمر عجيب
أذرع العنكبوت تغزل خيوطها حول السودان
وصراخ الجماهير على الهدف الضائع في اليابان
مليون قتيل والعراق تباع في سوق النخاسة
ونشيج المشاهدين يرتفع أمام الشاشة
الأقصى يرقص رقصة الوداع قبل الإنهيار
فلا تتعجب بعد هذا إن وقفت أمام المرآة فلم تجد صورتك
ولا تجزع إن رأيت فيها شبح قبيح ينظر إليك
ربما تكون هذه من المرات القليلة التي صدقت فيها المرآة
فتأملوا