ملف مرفق 2225
في أثناء استقبال إمبراطور ألمانيا غليوم الثاني عام 1898م في دمشق ,
لاحظت الإمبراطورة حمارا أبيض
, فاستلفت نظرها وطلبت إلى الوالي أن يأتيها به , لكي تأخذه معها ذكرى ,
فراح الوالي يبحث عن صاحبه .
فعلم أنه يخص أبا الخير أغا .
وكان الأغا من وجوه بلدته , ويفاخر دائما بأن له حبيبين : الحمار وحفيده
حسني ! .
استدعى الوالي أبا الخير ,... وطلب إليه إهداء الحمار إلى الإمبراطورة , فاعتذر .
فعرض عليه شراءه منه , فأصر على الرفض ,
ولما اشتد الوالي في الإلحاح , أجابه أبو الخير :
يا أفندينا , إن لدي ستة رؤوس من الخيل الجياد ,
إن شئت قدمتها كلها للإمبراطورة هدية مني ,
أما الحمار فلا !
. استغرب الوالي هذا الجواب , وسأله :
لماذا ؟
قال : سيدي إذا أخذوا الحمار إلى بلادهم ستكتب جرايد الدنيا عنه ,
ويصبح الحمار الشامي موضع نكتة وربما السخرية , فيقول الناس ,
إن إمبراطورة ألمانيا لم تجد في دمشق ما يعجبها غير الحمار
, ولذلك لن أقدمه إ ليها , ولن أبيعه !.
ونقل الوالي الخبر إلى الإمبراطور وزوجته , فضحكا كثيرا , وأعجبا بالجواب ,
وأصدر الإمبراطور أمره بمنح أبي الخير وساما , فسمَاه ( وسام الحمار ) .
.......... (( مذكرات البارودي