اٌاٍنزٍعواٌ عنكــم هذاٌاٍ القناٌعٍ وٍكفاٌكم كذباُوخداٌع
http://www.up.3ros.net/get-12-2008-bm1j2t5g.gif
طالما حلم أفلاطون
ذلك الفيلسوف الإغريقي الشهير
بتأسيس مدينة فاضلة
أساسها الصدق و الإحترام و الألفة
المتبادلة بين القلوب...
مدينة تملأ سماءها
ضحكات الأخوّة و أهازيج المحبة
لكن للأسف،
فالواقع المرير كفيل بأن يبقي ذلك الحلم القديم
مجرد أمنية مستحيلة التحقيق، و أملاً صعب المنال
في ظل مجتمع تسوده الصراعات و النزاعات الدامية
مجتمع أساسه الأول و الوحيد...
النفاق !!!
http://www.lakii.com/img/all/Aug08/CjhiGc08240758.jpg
ذلك الوحش الكاسر
الذي يفتك بعلاقاتنا الانسانية النبيلة
و يوشح قلوبنا بسواد الكره و الانتقام
ذلك الوباء الذي استفحل في مجتمعنا
و عجزت أنفسنا عن إيجاد علاج لمخلفاته الوخيمة
كل صباح
أخرج لأتجول بين ثنايا هذه الارواح التائهة
واتفحص في شخوصها المبهمة الضائعة..
املا مني في إيجاد وجه حقيقي
يشع أملا و حياة...
وجه غارق بين بحور هذه الاقنعة الزائفة...
ولعل ما عمق نظرتي التشاؤمية هذه
ما رأيته احد الأيام بأم عيني...
http://www.lakii.com/img/all/Aug08/hHQvjY08240801.gif
إذ صادف يوما أن التقيت مع صديقة لي
( لا أعرف حقا إن كان يجدر بي أن أطلق عليها لفظة الصديقة
في زمن بادت فيه الصداقة و انتهت)
جاءت لتحدثني عن صديقة لها...
وللأسف فقد تحدثت عنها بالسوء...
رغم انها على فراش المرض بعد تعرضها لحادث خطير...
" يا لها من فتاة متكبرة... مغرورة
أحمد الله انها قد اصابها ذلك الحادث..
اسأل الله ان يبقيها معاقة عاجزة بقية عمرها..
حتى تكف عن غرورها و تباهيها امامنا"
في الحقيقة صدمت من كلام هذه الصديقة..
و استغربته كثيرا لأنني كنت اظنهما صديقتان حميمتان..
لكنني قلت في نفسي
لعل تلك الفتاة قد أخطأت في حق صديقتي...
لكن ما أثار صدمتي أكثر، ...
اذ بعد هذه الحادثة بأسابيع
التقيت بالصديقتين معا مجددا...
والابتسامة تعلو محياهما...
و اذ بصديقتي تقول للاخرى و الدموع تملأ عيناها...
" الحمد لله على سلامتك أختي الحبيبة...
أقسم لكِ أن الأيام التي مرت وأنتِ مريضة
لم أذق فيها طعم النوم...
و تمنيت ألف مرة أن أكون أنا من أصابها الحادث مكانك"
http://www.gerrycheevers.com/product...ieMasks-sm.jpg
تفاجئت كثيرا من ذلك...
و قلت في نفسي سبحان مغير الأحوال !!!
يبدو أنهما تصالحتا و لله الحمد...
لكن ما صدمني أكثر بعد ذلك
ان صديقتي جاءت لتحدثني ...
فعاتبتها كثيرا لأنها تحدثت يوما بالسوء عن تلك الفتاة...
و جعلتني أسيء الظن بها...
لكنها أجابتني بالحرف الواحد و بكل برودة دم
" والله انتِ مسكينة يا اختي... لانك صدقتيني...
لأنه أنا ليس من مصلحتي أن أظهر لتك الفتاة كرهي و حقدي...
لأنها الوحيدة التي اعتمد عليها في الدراسة " !!!
http://spiritualoasis.files.wordpres...crite-mask.gif
يا لها من صدمة !!!!
يا إلهي
ألهذه الدرجة من النفاق اصبح بعض البشر ؟؟؟؟
نسأل الله المغفرة والرحمة... !!!
أنا شخصيا لم أعد أفهم شيئا من هؤلاء؟؟؟
أين انت أيها الصدق...
بين هذه الأكوام من الكذب والخداع؟؟؟
أين لنا أن نبحث عن بسمة بريئة
بين هذه الابتسامات المصطنعة البائسة
في زمن أصبح عنوانه الأهم
" المظاهر و الخدع"؟؟
كيف لنا أن ننير أبصارنا
ونحن نعلم أن بصيرتنا عميت و شلّت
عن تحديد ما هو صالح لحياتنا؟؟
كيف لنا أن نجرؤ على أن نتحدث
عن القيم الاسلامية النبيلة..
و نحن نضحك في وجه ذلك مرة
ونغتابه في ظهره الاف المرات؟؟
لقد حان الوقت لنعرف جميعا
أن النفاق قد قتل بذرة الخير في قلوب البعض...
و أفقدنا الثقة في الكثيرين للأسف...
وقد أصبح عادة دنيئة... خسيسة..
ينقاد خلفها البعض دون أدنى تفكير...
لا لشيء سوى لتحقيق مصالحه و رغباته الشخصية
أو خوفا من الآخرين...
اذ يبدو ان نسي حتما أن عليه أولا وأخير أن
خوف الله تعالى.. ونسي قوله الكريم
(إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا )
(النساء:145)
فكفانا نفاقا جميعا...
و كفانا كذبا و افتراء...
ولنرمي هذه الأقنعة السوداء جانبا...
و نرمي معها ايضا
كل تلك المجاملات الزائفة والكلمات الخادعة...
ولنكن و لو لمرة ...
صادقين... صريحين مع ذاتنا...
فلا شي اجمل من الصدق والصراحة
لتحقيق امالنا المنشودة...
و رغم أن مجتمعنا أصبح
أسير هذه الآفة الاخلاقية المنتشرة..
إلا أن أملنا مازال كبيرا
نظرا لوجود يد طاهرة نقية
بإمكانها انتشالنا من الغرق في
مستنقع الضلال و الظلمة...
و هو ديننا الإسلامي الحنيف..
. الذي ينص أولا و اخرا على مبدأ الأخوة ..
و يرفض كل انواع الكذب و الخداع..
فلنهتدي كلنا بهذا الكنز الزاخر الذي نملكه..
و لننير ابصارنا و عقولنا بعقيدتنا الغراء...
فهي خير منارة تضيء عتمة نفوسنا...
و خير بلسم يداوي كل ألم دفين في قلوبنا..
و لنعمل بمقولة رسولنا الأكرم صلى الله عليه و سلم
(لا يـُؤمـن أحـدكـم حـتي يـُحـب لأخـيـه مــا يـُحـبـ لـنـفـسـه)
و لنتحابب في الله...
فكلنا إخوة في الله..
و ما هذه الدنيا سوى درب طويل من الأشواك والورود..
فلنتعاون جميعا على قطف ورودها...
و على رمي أشواكها جانبا..
و لنجعل قلوبنا صافية... بريئة
و لنحميها من دنس النفاق و الافتراء...
وأخيرا فلنعلم أن الله يرانا
أينما كنا... ومهما فعلنا..
و أختم حديثي بقول الله تعالى
(كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ)
فلا تجعل نفسك ممن يمقت بهم الله يوم الحساب
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه