لطالما كنــت أتطـلع إلــى السمــاء مـن نـافذة حجــرتي فــي الليــالي الممـطرة
متمنيــة مـن أعمــاق قلبــي أن تتحــقق أحــلامـي
فكــنت أعجــل الأيــام و الليــالي لأخــطو خطــوات تحقيــقها
و هـا أنــا ذا واقفــة ع شـاطــئ أحــلامـي
أنظــر إلـى أمــواج مـاضيي و تقـبل نحــوي أمــواج مستقبـلي
أنتــظرهــا بلهفـــة و شــوق و هــي تــأخـذ فـي الاقتـراب
و إذ أرى عـن بــعد شيــئاً يقتـــرب يبحــر ع أمــواجي
فـقلــقـت بشــأن هــذا ...
فــإذ هــي قنيـــنة تحــوي رســالة!!!
أســرعــت ، أخــطو خطــوات سريــعة ع أمــواجــي
كيــف سـرت عليها؟ .... لا أدري
كيـف لـم أغــرق؟ ..... لا أدري
فمـن الممكـن فضـولي و قلقــي مـن هــذه الرســالة
جعــلنـي أخــطو خطــوات سريعــة ع أمــواج أحــلامي
كــأننـي فــهد أجــري نحــو فريســة ....
جعلنــي كالحمــامة أطيـر بسرعتــي فــوق المــاء بــدون ملامستــها
و خطــفت القنينــة فــي لمــح البصــر
و قلبــي يخفــق بشــدة مـن شــدة القــلق
انتزعت الرســالة مـن داخــلها ....
كمــا انتــزع قلبــي مـن بيـن ضلوعــي ....
عندمــا علمـت بالأمــر و لكـن دعنــا لا نعجـل بالأحــداث
أخــذت أقــلب فـي الرسالـة لأعــلم ممـن أرســلت؟...
و لمــاذا أنــا بالتحديـد؟
فهــذا شاطـئي و هــذه أمــواج أحــلامي لا يجــرؤ أحــد ع اقتحامها بـدون أذنــي
و كــانت المفــاجـأة الــتي كـانت تراودنــي في كـابوسي
و تهيــم فــوق ميــاهي
إنــه المجهــول الـذي يــأتــي بـدون دق الأجــراس و لا حتــى سابــق إنــذار
ليــهدم بيــت السعــادة ... ليبخــر أمــواج الأحــلام
ليــتعــس المخــلوق ... ليغــير مجــرى الحيــــاة
و كــان نــص الرســالة كالآتــي:
بعــد مشــاق السفــر و الرحــلة الطويــلة مـن تقلــب الريــاح و الأمطــار
أحــب أن أخـطر لكـم أن رحــلة أحــلامكـم قـد ألغيـــت بقــرار نهــائي و لا رجعــة فيــه
و ستـأتــي الأعــاصيــر لتــذرو بحــركم و تتركـكم كمــا كنتـم
فــودع أحــلامكـ فـي الحــال....
الــــوداع يا سعــادتي
الــــوداع يا كــل أمـالي
ضـاعــت السعــادة
و ضــاعت معهـا الحيــاة
فهــل هــذا المجهــول هــو مـا يسمــى بالقــدر ...
هـل هـذا الــذي كنــت أسمــع عنــه مـنذ طفــولتي؟
هـل هــذا هــو الــذي يخــاف له القلــوب و يشيــب لـه شــعر الرأس؟
أنــه الــذي يغــير مــلامـح الحيــاة
يغــير كــل فــرحة إلـى حــزن
يحــول كـل دمــعة فرحــة إلــى دمــعة حــزن
يغيــر كـل بكـــاء مـريــر إلــى ضحــكـ هستــيري
هــذا قـدري ألغــى رحلتـي .. رحــلة أحـلامــي
ليفــاجئنــي بمــا هـو خفــي .... ســيئ .. مريــر .. جميــل
أخــذت كـل هــذه الأفكــار تحــلق كالنســر الهـائم فـي ذهنــي
و أنــا أرتجــف و يـدي ترتــعش مــن الخــوف .....
الخــوف مــن المجهــول و المستقبـل الخفــي الـذي يبعـد كــل البعــد عـن أحـلامــي
فمــا الـذي يخفــى عنــي و يخفيــه القــدر؟
قلبــي يعتــصر مــن فــرط الحــزن
الحــزن علـى الــذي ضــاع هبــاء مــن مجهــود و تعــب لأولــى خطــواتي
و بينمــا أنـا على هــذا الحـال أمــام أنقــاض شــاطئـي
و أذرف دمعــي لتصبــح دمــاء
فإذا بصـوت يــأتــي مـن أبعــد مكــان
يقـول لـي :
و عســى أن تكرهــوا شيئــاً و هــو خيــر لكـم
في البــدايــة كــان هــذا الصــوت خــافت بشــدة
و أخــذ يعــلو و يعــلو .....
فبحــثت فــي كــل بــوصة ع شـاطئ أنقــاضي لأعــلم مـن أيــن المصــدر؟
و أخــذت أبحــث هنــا و هنــاكـ لأعــلم أنــه .......
أنــه ضميــري ... نعـم أنــه ضميــري فــلم يقــوى على ضعــف إيمــاني
و عــدم رضاي عـلى ما هــو مــكتوب لـي
فـأراد أن يوقظــني مــن غفلتــي
و يــوقــظ مـن حــولي مـن غفــلته
فهــذا القـدر و المجهــول الــذي ترفضــه .....
هــو المقــدر لـك ...
و كـل مـا هــو مقــدر منــاسب لــك
فـلا تنــظر لغيــرك و لا تنقـم على النعمـة التـي بيـن يديــك
و لا تــذم قــدرك و نصيـبك مـن الحيــاة
و تــذكر هــذا:
و عســى أن تكــرهوا شيئــاً و هـو خيــر لكـم
أنظــر للأمــور مـن كــافة النــواحــي و قــلب تفكيــرك
و لا تجعــله يقــف عـند حـد معيـن ألا و هــو:
مــا هــذا النحــس !!!!