عايزين ايه ؟

قد نتفق أن الزمالك يتعرض لظلم تحكيمي، وقد نتفق أنه يتعرض للظلم من جانب لجنة المسابقات، ولكن ما يفعله جمهور ومسؤولي النادي الأبيض وجهازه الفني بقيادة التوأم أمرا صعبا ولا يحتمل، وينذر بكوارث وعواقب وخيمة.
وقد كنت أول من انتقد التحكيم ضد الزمالك في لقاء الأهلي وإنبي، والذي حدثت فيه أخطاء واضحة ضد إنبي لصالح الأهلي، وبالتالي كانت ضد الزمالك، لأن المباراة كانت تحمل أخطاءا تحكيمية عديدة وواضحة، وصبت كلها في صالح الأهلي، وكانت مثيرة للشبهات، أما أن تظل أخطاء التحكيم هي الشماعة والحجة لأي تعثر أو اخفاق للفريق الأبيض وكأنه فريق لا يخسر أبدا تحت قيادة التوأم فهو أمر مرفوض، كما أنه يجب ألا يكون رد الفعل بهذا العنف وعدم الاحترام حتى لو كانت هناك أخطاء فعلا.
وعندما انتقدت التحكيم المنحاز في لقاء الأهلي وإنبي قلت أنه قد يكون سببا في عدم فوز الزمالك بالدوري وفوزه بالأهلي، ولكني أكدت وقتها أنه سببا من ضمن الأسباب وليس هو السبب الرئيسي، وعددت تلك الأسباب والتي كان أبرزها فقدان الزمالك لنقاط عديدة في الدور الأول، وقلة خبرة لاعبيه، بالاضافة لعصبية التوأم.
وعندما أكدت من قبل أن فوز الزمالك بالدوري في المشمش كتبت بالنص فقرة في أخر المقالة تقول "تأكيدي بأن الزمالك لن يفوز بالدوري ليس ضد جماهير الزمالك أو لاعبيه أو مدربه ولكنه على العكس تماما، فمن الأفضل أن يلعب الزمالك بهدوء وبدون ضغط عصبي للمنافسة على البطولة لعمل فريق قوي ينافس في الموسم المقبل، ولكن تحميلهم أعباء المنافسة على الدوري في هذه الظروف الصعبة سيكون له أثر عكسي بالغ الخطورة عند أول تعثر للفريق وابتعادهم تماما عن المقدمة وهو ما سيسبب لهم إحباطا كبيرا".
وما كتبته قبل شهرين بالتمام والكمال حدث على أرض الواقع في لقاء الزمالك واتحاد الشرطة، فجماهير الزمالك ولاعبيه وجهازه الفني الذين تعلقوا بحبال الأمل الدائبة بالفوز بالدوري اصطدمت بالحقيقة المرة على أرض الواقع عقب التعادل مع الشرطة والذي أضاع أمل الفوز بالدوري، فانهارت الجماهير في المدرجات وقامت بالشغب وخلفت تلفيات كبيرة، وانهار الجهاز الفني واللاعبين في الملعب وحولوا أرض الملعب إلى حلبة ملاكمة.
وبالعودة لمباراة الشرطة فإن حكم اللقاء توفيق السيد لم ينحاز بشكل صارخ ضد الزمالك مثلما تردد جماهيره التي تقول أن الفريق له ست ركلات جزاء صحيحة وهو أمر كوميدي، فالزمالك له ضربة جزاء واضحة هي عرقلة شيكابالا في الشوط الأول، أما باقي ضربات الجزاء فلم تكن صحيحة بالمرة، ومن الوارد جدا أن زاوية الرؤية لتوفيق السيد لم تجعله يرى ركلة الجزاء الصحيحة، وأنه لم يكن متعمدا.
كما أنه حتى في حال احتساب ركلة الجزاء فإن تسجيلها يكون في علم الغيب، فمن أكد لجمهور الزمالك أنها كانت ستسفر عن هدف، فكم من ركلات جزاء أهدرت مثلما أهدر ميدو ضربة جزاء للزمالك أمام بتروجيت في الدور الأول وخسر الزمالك اللقاء، فهل هاجمت الجماهير ميدو لاضاعة الضربة مثلما تهاجم الحكام التي لا تحتسب هذه الركلات؟.
كما أن توفيق السيد منح الزمالك 18 دقيقة وقت بدل ضائع لم تكن مستحقة دون أن يعلن عنها من خلال الحكم الرابع وكأنه ظل منتظرا حتى يتعادل الزمالك حتى لو استمر اللعب لليوم التالي، وهو أمر يؤكد عدم انحيازه لأنه كان من الممكن أن ينهي المباراة قبل هدف التعادل الأبيض.
بالاضافة لذلك فإن حكم لقاء الأهلي والمقاولون العرب لم يحتسب ركلة جزاء صحيحة لعماد متعب فقد بسببها الأهلي نقطتين ثمينتين ولم يحدث اعتراض من لاعبيه أو جماهيره، كما أن حكم لقاء الاسماعيلي والزمالك منع الزمالك من هزيمة مؤكدة بعدما ألغى هدفا صحيحا للمعتصم سالم.
كما أنه من الغريب أن تردد جماهير الزمالك أن لجنة المسابقات تتربص بالفريق لايقاف حازم إمام وعلاء علي وإبراهيم حسن، رغم أن إمام وعلي لا يلعبان بصفة أساسية مع الفريق الأبيض وكلاهما ليسا من نجوم الفريق اللذان قد يحدثان الفارق، كما أن وجود إبراهيم حسن في المدرجات من عدمه لن يؤثر بالسلب على الزمالك لأنه ليس مديرا فنيا يقود المباراة.
خلاصة الموضوع:
اذا تحدث جمهور الزمالك بواقعية وعقلانية وبهدوء، فسيعلم تماما أن الحكام واتحاد الكرة ولجنة المسابقات ليسوا هم السبب في ضياع الدوري من الزمالك هذا الموسم، فالفريق الأبيض فقد 21 نقطة بالتمام والكمال في أول 12 مباراة له في الدوري، وخسر وتعادل في مباريات سهلة معظمها أقيم على ملعبه ووسط جماهيره بالقاهرة، وهو رقم لم يخسره الأهلي طوال الموسم حتى الأن حيث فقد 19 نقطة فقط.
فمحمد حسام الدين وسمير عثمان وتوفيق السيد وعامر بركات ليسوا هم السبب في ضياع الدوري هذا الموسم، ولكن السبب الأول هو المدعو هنري ميشيل الفاشل والذي فقد الزمالك تحت قيادته العديد من النقاط، والسبب الثاني هو ميشيل ديكاستل الذي بدأ الزمالك الموسم تحت قيادته وقدم أداءا متواضعا، والسبب الأهم هو مجلس ادارة الزمالك بقيادة ممدوح عباس الذي أبقى على ديكاستل وأبقى على ميشيل رافضا التعاقد مع التوأم أو حتى أي مدرب وطني أخر، بالاضافة لتعاقده مع عمرو زكي وميدو في صفقة استعراضية "للمنظرة فقط"، وكلاهما لم يقدم للزمالك أي شىء.
نقطة أخيرة:
الدوري ضاع من الزمالك هذا الموسم منذ فترة طويلة وليس في مباراة الشرطة، ويجب على جماهير الزمالك وجهازه الفني بقيادة التوأم ولاعبيه التركيز في الفترة المقبلة والتزام الهدوء حتى لا تزداد الخسائر في الفترة المقبلة من ايقافات وعقوبات قد تؤثر على مسيرة الزمالك في كأس مصر، أو حتى في بداية الموسم المقبل من الدوري.
واذا كان الزمالك يتعرض لظلم تحكيمي كما يردد مجلس ادارته وجهازه الفني وجماهيره منذ فترة طويلة، فلماذا لم يقم ممدوح عباس رئيس النادي باستقدام حكام أجانب لمباريات الفريق وهو أمر مشروع ومن حقه وغير مكلف بالنسبة لشخص بحجم عباس، واتخاذه لهذه الخطوة سيريح جماهير الزمالك وجهازه النفي وسيريحنا جميعا من هذه المهاترات التي لا داعي له، أم أنه لم يفعل ذلك حتى يجد حجة وشماعة يعلق عليها أي تعثر للفريق؟