►█◄♥ღϠ تعلم من ذبابه يا غافل ღϠ♥►█◄
تُعرض الذبابةُ عن التقاط العسل ، وتدير رأسها عنه، فإذا وقعت عليه ، التصقت به ، فكان في ذلك هلاكها !! مشهد لعل أكثرنا رآه يوماً ما ، ذبابة عالقة في قطرة عسل ، وتحاول الخروج منه ،
فلا تستطيع حتى تهلك وهي تحاول محاولتها اليائسة المتعثرة ..!!
ألا يتعلم أكثر الخلق من مثل هذا المشهد العجيب ..؟!
إن كثيراً من الناس يحرصون على تتبع الشهوات التي لا تحل لهم ، ولا يزالون يطوفون بها ، ويدورون حول حماها ، فإذا واقعوها كانت بعينها سبب هلاكهم !!
أترضى أن تكون والذبابة في العقل سواء !!
وقد ورد في المثل :
أن ذبابة قالت : من يأخذ ديناراً ويضعني على قطرة عسل ..!
فلما وقعت عليها ، وأحست بمخالب الموت تعصرها ، أخذت تصيح :
من يأخذ دينارين ويخرجني من هنا !!
قال العقل : لقد كنتِ في غنى عن هذا أصلا ً ..!!
ألا ترى أن هذا المشهد أيضا سيتكرر مع خلق كثير لا يحصيهم إلا الله ، حين يحس أحدهم بسكرات الموت ، وتتحشرج نفسه ، وتبلغ روحه الحلقوم ، فإذا به يصيح ويستغيث وينادي :
{ حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ }
هيهات هيهات !! لقد تعثرت في العسل ، ولم يعد بالإمكان إنقاذك منه !
فلابد لك من عمليات تطهير كثيرة ، تمر بمحطاتها ، لعلك تنجو في النهاية !
فالعاقل حقا من يبادر من الساعة التي هو فيها الآن ،
ليعزم عزماً أكيداً فيصطلح مع مولاه سبحانه ، فيقبل عليه بهمة ، وفي شوق ، ورغبة ..
قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله ..
ثم أن على هذا العاقل أن يتذكر مثال الذبابة هذا ،
فلا يغتر بحلاوة العسل ، أعني حلاوة الشهوة ، فإنها مجرد فخ منصوب بإحكام ..!
