الغرق مصيرهم.. مثل فرعون!
[25/05/2010][09:56 مكة المكرمة]
http://www.ikhwanonline.com/images/save.gif http://www.ikhwanonline.com/images/print.gif http://www.ikhwanonline.com/images/send.gif
http://www.ikhwanonline.com/Data/2010/5/23/img5.jpgد. محمد جمال حشمتبقلم: د. محمد جمال حشمت
في لحظات التأمل التي تمر بالإنسان تبدو له أحيانًا الصورة أكثر قتامةً مما يتخيَّل، والصورة هنا هي حال مصر في ظل حكم الحزب الوطني، وقد حاولت كثيرًا أن أركِّز في نصف الكوب الممتلئ لكني اكتشفت أنه صار كوبًا مخرومًا، لن يمتلئ أبدًا في ظل هؤلاء الذين مارسوا كل الرذائل وكل المفاسد في حماية القوة المسلَّحة، وبعد أن جعلوا للفساد مؤسساتٍ وقوانينَ تحمي الفاسدين وتطارد الشرفاء، وحقَّقوا إنجازات في طريق إفساد الشعب وإفقاره وهدم قيمه ومحاربة المقاومين لسياستهم ومطاردتهم! فأغرقوا الشعب في الديون (بنك القرية، والصندوق الاجتماعي، ومعارض السلع، وشراء السيارات والعقارات) فأصبح الجميع مدينًا، نظامًا وشعبًا! شاعت الرشوة في كل المؤسسات حتى بدت نظرية "مستر تن برسنت" 10%! هي الشائعة في البنوك والقروض والمشاريع والاستثمارات وغيرها.
ومع الفقر وانهيار القيم شارك الشعب حكومته في تلقِّي الرشى؛ كي يحيا حياة الكفاف أو يستمتع كما يستمتع الناهبون من أهل الحكم و"البيزنس" بلا مجهود حقيقي! لقد اكتشفت أن حجم الفساد توطَّن في نفوس هؤلاء القوم، فلم أفهم مثلاً في ظل أزمة الطيران العالمية نتيجة بركان أيسلندا، وتوقف حركة الطيران، وخسارة شركة مصر للطيران ملايين الجنيهات، لماذا تمَّ إعدام آلاف الوجبات التي تقدَّم للطائرات دون أن يفكِّر أحد في تقديمها للمحرومين في مصر، وما أكثرهم، حتى لو لموظفي الشركة المصريين؟!! وما الحكمة في دعم الصرف الصحي بمفروم الوجبات؟!
ولم أتصوَّر مثلاً من باب المحافظة على مصداقية الرئيس في آخر أيامه وفي ظل الاهتمام الدولي بما يجري في مصر، خاصةً أيام الانتخابات، لماذا تمَّ تزوير نتائج قبول أوراق المرشحين من اللجنة العامة للانتخابات التي يحرم الطعن على قراراتها، فاستعلت بذلك على الدستور والشريعة التي لا تنفذ أحكامها؟ ولماذا تطارد الشرطة مرشحي الإخوان وتعتقل أنصارهم وتقطِّع وتمزِّق دعايتهم رغم وعد الرئيس في آخر خطبه أن الانتخابات ستكون نزيهةً؟ فإن كان الرئيس لا يعلم فتلك مصيبة وإن كان يعلم فالمصيبة أفدح!.
من قال لهؤلاء البؤساء الذين يحكموننا إن الحال سيدوم لهم! إذا تصوَّروا هذا فهم إذًا لا عقل لهم ولا رؤية ولا بصيرة، ولا توفيق يلازمهم، ولا فهم ينقذهم من مصيرهم الأسود كما حدث لأسلافهم! ولماذا هذا الفجور وهم في الرمق الأخير؟! لكني تذكَّرت زعيمهم الأكبر فرعون موسى؛ الذي "اتلحس" عقله وغابت بصيرته وهو يدخل إلى حتفه بقدميه عندما انشقَّ البحر بعصا موسى؛ ليصنع الله له ممرًّا لنجاته ومن معه! فإذا بالغباء يتسلَّط على عقل فرعون وأتباعه فيتبعون موسى في طريقه الذي خطَّه الله له فيغرق هو وجنده ويبقى آيةً لمن يعتبر طوال الدهر!.
فقد تعدَّى وطغى وأفسد وهلك حيث مظنة النجاة! وغرق عندما تعدَّى على عباد الله الذين يمشون في طريقه الذي رسمه لهم! وسيبقى غباء فرعون واستعلاؤه رغم قوته نقطتي ضعفه ومكمن هلاكه! وها نحن نرى الآيات تترى أمام أعيننا غباءً واستعلاءً واعتداءً على نهج وطريق الله، فأبشروا بغرق الكوب وحامله!.
--------------
* الأستاذ بمعهد البحوث الطبية بالإسكندرية- [email protected]
