http://public.blu.livefilestore.com/...ykRA/salam.gif
هل فكرت يوماً بأن تغير حياتك ؟
ولماذا نحلم جميعاً بالتغيير ولكن دون فائدة ؟
ولماذا يبقى الوضع كما هو عليه ؟
جميع الباحثين يؤكدون وجود قوة خفية للتغيير فى داخلنا ولكن معظمنا
يجهلها، لنقرأ.....
منذ سنوات طويلة وأنا أحلم بأن أغير أشياء كثيرة فى حياتى ، ولكن المحاولات كانت تبوء بالفشل ، فأجد أن الأوضاع تبقى على حالها ، وذلك حتى حدث شىء مهم قلب الأمور رأساً على عقب ، إنه القرآن الكريم .
فقبل عشرين عاماً بدأتُ أتعلّق بهذا الكتاب العظيم – كتاب الله – وبدأتُ أكتشف أشياء مذهلة لم أكن أعلمها من قبل. وربما يكون الشىء الأهم الذى أحدَثَه القرآن هو إيقاظ قوة التغيير بداخلى ، هذه القوة التى بقيت مختفى ونائم حتى جاءت كلمات القرآن لتوقظها فتبدأ بممارسة نشاطها.
إنها قوة عملاقة تكمن فى داخل كل منا ، يمكن أن أسميها "قوة التغيير"
هذه القوة هى التى تجعل الإنسان غنياً وتجعل إنساناً آخر مبدعأً وتجعل بعض الناس قادة أو فنانين أو علماء. وسوف أحاول أن آخذكم معى فى رحلة إلى الأعماق حيث تسكن هذه القوة فلا نراها، ولكن يمكننا أن نتسلل إليها ونستثمرها بالشكل الأمثل.
قوة التغيير فى داخلك!
فى البداية أود أن أخبركم بأن هذه القوة موجودة فى كل واحد منا، وهى تنتظرك حتى توقظها من رقادها، لتستمتع بالحياة وتعيش وكأنك ولدتَ من جديد. ولكن هنالك بعض الحواجز التى تغلف هذه القوة وتمنعك من الوصول إليها، فما هو الحل؟
أولاً يجب أن تعلم بوجود قوة التغيير فى أعماقك، وأن تثق ثقة مطلقة بأنك ستصل إلى هذه القوة. وتكون بذلك قد قطعت نصف الطريق نحو التغيير. ويمكنك الحصول على هذه الثقة بأن تقنع نفسك بأنك ستتغير لأن الله يطلب منك ذلك ثم أسرتك تطلب منك ذلك والحياة تطلب منك ذلك!
فالله تعالى يقول: (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) [الرعد: 11] إذن هناك تغيير يجب أن يبدأ من داخل النفس، وسوف يؤدى ذلك إلى تغيير فى الظروف المحيطة بك، وهذا الكلام كلام الله تعالى يجب أن نثق به.
لو تأملتَ كل شىء من حولك تجد أنه فى حالة تغير دائم، الماء الذى تشربه، الطعام الذى تأكله، اللباس الذى تلبسه، حتى الناس من حولك يتغيرون، فلماذا تبقى على حالك، لابد من اتخاذ إجراء يضمن لك السعادة فى الدنيا والآخرة.
أخى .. أختى ... فى اللحظة التى تنوى فيها التغيير سوف تجد أن الله معك فهو القائل: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) [العنكبوت: 69]. تأمل معى هذه الآية كم تعطيك من قوة لتغير نفسك باتجاه الأفضل وبالاتجاه الذى يُرضي الله تعالى عنك، لأن الجهاد المقصود فى الآية هو جهاد النفس وجهاد العلم وجهاد الدعوة إلى الله وجهاد الصبر على أذى الآخرين ... لأن هذه الآية نزلت فى مكة ولم يكن الجهاد بالسيف قد فُرض، ولذلك هى تتحدث عن تغيير ينبغى عليك أن تقوم به فى نفسك أولاً ثم فى غيرك.
تقنيات التغيير الناجح
إن السبب الرئيس فى أن كثيراً من الناس لا يتغيرون هو أنهم لم يدركوا شيئاً عن قوة التغيير فى أعماقهم، ولذلك تجدهم يبقون على ما هم عليه، ويمكنني أن أخبرك سراً أخى الحبيب وهو أن معظم الإبداعات التى حققتها فى حياتى كانت بعد قراءة أسرار هذا التغيير وتطبيق تقنياته.
إذن هنالك تقنيات لابد من تعلمها بل وممارستها لتحصل على أعلى النتائج، فأهم شىء هو أن تعيد برمجة نفسك من جديد. فكل واحد منا تعود في حياته على برنامج محدد، وغالباً ما كان هذا البرنامج يتحكم في ماضينا وحاضرنا، ولكن هل يمكن أن نقوم بإعداد برنامج جديد نتحكم نحن من خلاله بمستقبلنا؟
أهم تقنية في التغيير هي أن تدرك أن هذا التغيير لن يحدث إلا بأمر من الله تعالى! وتأمل معي هذه الكلمات الإلهية الرائعة: (وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ) [يونس: 100]. فاطلب الإذن من الله تعالى فى أن يهديك إلى أقصر طرق التغيير، فهو الذى خلقك وهو أعلم بما يصلحك، وهو أعلم بمستقبلك منك. عندما تفعل ذلك ستحسّ بقوة عظيمة تتولد فى نفسك لأن الذى تلجأ إليه هو أعظم شىء على الإطلاق فأنت تستمد قوتك منه سبحانه وتعالى، فممن تخاف بعد ذلك؟
الشىء الثانى يجب عليك أن تستفيد من تجارب غيرك وأخطائهم، ويمكنك أن تمارس هذه التقنية بمراقبة تصرفات الآخرين ومدى فشل أو نجاح هذه التصرفات، أى أن تكسب خبرة من تجارب غيرك، وهذا هو الإنسان الذكى الذى يشبه التاجر الناجح لا يخسر شيئاً، بل تجده فى حالة ربح دائم، فعليك أن تراقب جيداً وتحلل وتستخلص العبر.
حاول أن تتخذ القرار الصحيح، بالتوكل على الله فهو القائل: (فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) [آل عمران: 159]. فمع هذا التوكل صدقنى لن تتخذ قراراً واحداً خطأ، بل ستجد جميع قراراتك صحيحة، وتحقق لك النجاح، لأن الله تعالى هو من أرشدك إليها فالذى يعتمد على الله ويتوكل عليه يكفيه الله ويلهمه القرار الصحيح، فهو القائل: (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) [الطلاق: 3]، أى هو يكفيه ولا حاجة أن تعتمد على غيره!
إن اتخاذك للقرارات الصحيحة سيقوى ثقتك فى نفسك أكثر وستشعر بالنجاح والقوة بعد كل قرار صحيح. ثم تحسّ بأنك بدأت تسيطر على حياتك شيئاً فشيئاً، وستشعر بأنك بدأتَ تسيطر على عملية التغيير وأنه بإمكانك أن تطور نفسك نحو الأفضل.
هنالك تقنية هامة جداً وهى أن تفكر طويلاً وتقارن بين ما سيكون وضعك عليه إذا ظللتَ على حالك، وكيف سيكون وضعك فيما لو تغيرت أو قررت التغيير! تقارن مثلاً بين الحياة التعيسة التى تعيشها وبين الحياة السعيدة التى سيمنحها لك التغيير!
إن هذه المقارنة ضرورية جداً لتعطيك دافعاً مهماً في التغيير، ونتذكر بأن القرآن مليء بالمقارنات، مثلاً يقول تعالى: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ) [الزمر: 9] إن أسلوب المقارنة يثير فى النفس البشرية حب التغيير نحو الأفضل، ولكن لا تستعجل التغيير فأهم تقنية فى التغيير هى الصبر، واستمع معى إلى هذه الكلمات التى قالها موسى لقومه فى أصعب الظروف التى مرت بهم : (قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) [الأعراف: 128]. إذن التغيير قادم ولكن عليكم أن تلجأوا إلى الله وتستعينوا به وتتوكلوا عليه، وتصبروا، فإن الله سيعطيكم كل شىء ترغبون به.
