مسكين هذا المواطن ؛ المحنى كعود الثقاب ؛البسيط كسيجاره ؛ المهموم كمطارد ؛المنسى كشهيد ؛ ذو اللحيه الشوكيه والشعر المموج ذو السعله الحاده والصوت المخدوش بكلمه صاحب الضحكه المبتسره والاسنان المثلمه والشفاه الزرقاء المحروم من كل شئ ذلك العائد الى البيت بساقين نحياتين ملتفتين فوق رصيد يومى لا تتغير ملامحه ولا تزداد اناته ؛ مسكين هذا المواطن ...لقد اصبح مثل المرشح يراه "صوتا" يمشى على الارض كنترول الباصراه "بريزه" وسائق الشاحنه يراه "قطه" وشرطى النجده يراه"شبهه" الغنى يراه"الصدقه" الخباز يراه"رغيفا" الشحا يراه" رديفا" الزوجه تراه"قسمه" والاولاد يرونه"صرافا اليا" المؤجر يراه"شهرا" الحكومه تراه رقما وربما لاتراه وديوان الخدمه يراه"عبئا" والليل يراه"جرذا" ؛امريكا تراه "رصاصه " الاونروا تراه"قصاصه" ؛ الصليب الاحمر يراه "جرحا"
ذات يوم واثناء عودته ؛ توقف فى منتصف الطريق ؛دخل استوديو عتيق ؛التفت خائفا ؛ثم جلس على كرسى للتصوير ؛ طلب صوره شخصيه ليتاكد "اى الاشياء هو"لمع ضوء فضى على ملامحه الممسوحه حرك المصور كرت الصور الف مره حتى جف اللون ثم ناولها للزبون ..الغريب..تاملها الرجل جيدا ؛رفع باتجاه الضوء الخافت ؛ثم ضحك طويلا ...و...مات المسكين حتى صورته ظهرت نيجاتيف
منقووول من مجله