اخى العزيز هارى بوتر مشكور جدا على موضوعك و الذى طرحت فيه وجهة نظر بعض الائمة بغض النظر عن اختلافى معك او معهم فى ارائهم فالكل مجازى يوم القيامة على افعاله خيرا كانت او شرا و لكن سامح لى ان اعرض لك بعض الاراء من علماء لهم ثقلهم فى العالم الاسلامى و المعروف عنهم الحياد و الاعتدال و كلامى كذلك مؤيد بالاحاديث النبوية الشريفة و اليك هذه المقالة :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا رأيت أمتي تهاب أن تقول للظالم: يا ظالم فقد تودع منهم" أي فقدوا استحقاق الحياة ولحقوا بالأموات, وفي بعض الروايات: "وبطن الأرض خير لهم من ظاهرها
وقول الرسول صلى الله عليه وسلم حين سئل عن أفضل الجهاد بأنه "كلمة حق عند سلطان جائر",
الشهادة على طريق الإصلاح الداخلي من أعلى درجات الشهادة في سبيل الله كما ورد في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "سيد الشهداء حمزة, ثم رجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله".
الشعب الخاضع المستكين: فلا يمكن أن ينتشر فساد ويتغلغل في شعب حي يرفض الفساد ويقاومه بيده وبلسانه وبقلبه. وقد ذم القرآن المتخاذلين عن مقاومة الفساد والمنكرات, واستخدم في ذلك الذم لفظ اللعن "لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ* كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ" (المائدة 78,79). وفي الحديث الشريف يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده, فإن لم يستطع فبلسانه, فإن لم يستطع فبقلبه, وذلك أضعف الإيمان" (رواه مسلم وغيره عن أبي سعيد الخدري).
وللدكتور القرضاوي تعليق مهم على هذا الحديث حيث يقول: "ومن الخطأ الظن بأن المنكر ينحصر في الزنا وشرب الخمر, وما في معناها, إن الاستهانة بكرامة الشعب منكر أي منكر, وتزوير الانتخابات منكر أي منكر, والقعود عن الإدلاء بالشهادة في الانتخابات منكر أي منكر, لأنه كتمان للشهادة, وتوسيد الأمر إلى غير أهله منكر أي منكر, وسرقة المال العام منكر أي منكر, واحتكار السلع التي يحتاج إليها الناس لصالح فرد أو فئة منكر أي منكر, واعتقال الناس بغير جريمة حكم بها القضاء العادل منكر أي منكر, وتعذيب الناس داخل السجون والمعتقلات منكر أي منكر, ودفع الرشوة وقبولها والتوسط فيها منكر أي منكر, وتملق الحكام بالباطل وإحراق البخور بين أيديهم منكر أي منكر, وموالاة أعداء الله وأعداء الأمة من دون المؤمنين منكر أي منكر. وهكذا نجد دائرة المنكرات تتسع وتتسع لتشمل كثيرا مما يعده الناس في صلب السياسة, فهل يسع المسلم الشحيح بدينه, الحريص على مرضاة ربه, أن يقف صامتا أو ينسحب من الميدان هاربا أمام هذه المنكرات وغيرها... خوفا أو طمعا أو إيثارا للسلامة؟".
وخيرية أي أمة ارتبطت بحيويتها وقدرتها الدائمة على مقاومة الخبائث والمنكرات والمفاسد التي تتسلل إلى جسدها من وقت لآخر, وهذا مصداق لقوله تعالى:"كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله". أما إذا عجزت الأمة عن تنظيف صفوفها ولفظ خبثها واستسلمت للظلم وخضعت للظالمين خوفا وطمعا, فهنا يصدق عليها قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا رأيت أمتي تهاب أن تقول للظالم: يا ظالم فقد تودع منهم" أي فقدوا استحقاق الحياة ولحقوا بالأموات, وفي بعض الروايات: "وبطن الأرض خير لهم من ظاهرها".
ونظرا لخطورة تغلغل الفساد في أي مجتمع نرى أن النصوص الدينية تعلي من أمر مقاومته وتضعه في الأولويات, فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم حين سئل عن أفضل الجهاد بأنه "كلمة حق عند سلطان جائر", وكأنه هنا فضل الإصلاح الداخلي على جهاد الأعداء على الحدود أو خارجها, وهذا منطقي جدا فالفساد الداخلي يمهد ويسهل للغزو الخارجي بكل أنواعه العسكرية والاقتصادية والثقافية. ومن أجل هذا تصبح الشهادة على طريق الإصلاح الداخلي من أعلى درجات الشهادة في سبيل الله كما ورد في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "سيد الشهداء حمزة, ثم رجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله". وربما نفهم ذلك في إطار أن الإصلاح الداخلي يحتاج لقدر عال من الوعي وقدرة على الخروج على المألوف والسائد في المجتمع الذي عمه الفساد وأصبح عرفا مقبولا فيه, ثم قدرة أكبر للخروج على ضغط الجماعة, ثم قدرة أكبر وأكبر لمواجهة أركان الفساد والمستفيدين منه بكل مالهم من سطوة وغلبة وتأثير في ظل رأي عام متصف بالسلبية والخوف واللامبالاة.
اود ايضا ان اعلق على جزئية قد ذكرتها فى كلامك عن المظاهرات و هى التشبه بالكفار دأب البعض على استخدام لفظ التشبه بالكفار و خصوصا بعض العلماء المتقربين من الحكام لتبرير افعالهم و انا ارى و رأيى يحتمل الصواب او الخطأ اننى من الممكن ان اخذ من الكفار ما يناسبنى ولا يتعارض مع دينى فمثلا هل المسلمين هم من اخترعوا الموبايل لا غير المسلمين و دول مسيحية هل معنى ذلك ان لا استخدم الموبايل لانه تشبه بالكفار !!
المظاهرات السلمية و اؤكد السلمية هى نوع من التعبير عن رفض الشئ بمنتهى التحضر و فى الغالب فى دولنا العربية عناصر التخريب التى تكون مندسة داخل المظاهرات تكون عناصر امنية الهدف منها وصم المظاهرات بالتخريب و حتى يخرج ائمة الحكام و الموالين لهم بالقول ان المظاهرتا هى نوع من الفوضى الذى يرفضه الاسلام
فى النهاية الساكت عن الحق شيطان اخرس و تعطيل الاشغال و الاعمال ليس بسبب المظاهرات و المطالبة بالحقوق المسلوبة فالعبادات و المصالح معطلة من الاساس بالمظاهرات او غيرها
و لك منى كل التحية و التقدير