رسالة إلى مجلس الأمن
قُــل مــا تـشـاء ، فـلـم يـعُـدْ يعنـيـنـا
منـك الحديـثُ ، ولــم يـعـد يُشجيـنـا
قــل مــا تـشـاء فـأنــت أكـبــر كِـذبــةٍ
جعلـتْ مــن الـغـثِّ الــرديء سميـنـا
قـل مـا تشـاء فأنـت مجلـس أمنهـم
تُـــرضـــي أعــاديــنـــا ولا تُـرضــيــنــا
إنـــــــي أراك بــمــقــلــةٍ مــجـــلـــوَّةٍ
فــــأراك وجــهـــاً ، قُـبــحُــه يُـؤذيــنــا
وأُحــكــم الــقــران فــيــكَ فــمــا أرى
عــــدلاً ، ولا عــقــلاً لــديــك رزيــنـــا
يا مجلس الأمن المخيفَ عجبتُ من
أمـــنٍ يـخـيــف الآمــــن المسـكـيـنـا
وعجـبـتُ مــن دعـــواك أنـــك عـــادلٌ
وأراك تُــرســل رمــحــك الـمـسـنـونـا
وأراك تــرســم كــــلَّ يـــــومٍ خُــطـــةٍ
فـيــهــا رأيـــنـــا لـلـجــنــون فــنــونــا
أعلنـت فـي الصومـال مـوقـف حــازمٍ
وعلـى سراييـفـو بقـيـتَ ضنيـنـا ؟!!!
يا مجلس الأمـن المخيـف أدر علـى
مــــا تـشـتـهـي دولابــــك الـمـأفـونـا
كــنـــا نــحـــذَِر قــومــنــا ، لـكـنــهــم
ظـلــوا بفـعـلـك يـحـسـنـون ظـنـونــا
فلكـم رفعـنـا الـصـوتَ نـرشـد قومـنـا
لكـنـهـم خُـدعــوا ، فــمــا سـمـعـونـا
حتـى إذا كشَّـرتْ عـن نــاب الـهـوى
وجعـلـت يُـسـري الظالـمـيـن يمـيـنـا
وكشـفـتْ أقـنـعـة الـدعــاوى معـلـنـاً
بــعــد الـتـخـفِّـي ســــرَّك المـكـنـونـا
وفتـحـت للـصِّـرب الـطـريـق فـأفـرغـوا
حـقـداً عـلـى المستضعفـيـن دفيـنـا
وتــركــت إسـرائـيــل تــمــلأُ كــأســهـاً
بـدمـائــنــا ، وتـــواصـــل الـتـوطـيـنــا
بُهتـت عقـولُ القـوم حـتـى أصبـحـوا
فــــي لُــجَّــة الأوهــــامِ يصـطـرخـونـا
خُـدعــوا بمـظـهـرك الأنــيــق وإنــمــا
يـغـتــرُّ مــــن لا يــعــرف الـمـضـمـونـا
قالـوا لنـا : مـاذا تسـمِّـي مــا جــرى
في مجلـسِ الأهـواءِ ، قلـتُ : جنونـا
قالـوا لنـا : والغـربُ ؟ ، قلـتُ صناعـةٌ
وســيــاحـــةٌ ومــظــاهـــرٌ تُــغــريــنــا
لـكــنــه خـــــاوٍ مــــــن الإيـــمـــان لا
يــرعــى ضـعـيـفـاً أو يــســرُّ حـزيـنــا
الـغـربُ مقـبـرةُ الـمـبـادئ لـــم يـــزل
يـرمــي بـسـهـم المـغـريـات الـدِّيـنــا
الــغــربُ مـقـبــرةُ الـعـدالــة ، كـلـمَّــا
رُفـعــت يـــدٌ أبـــدى لـهــا السـكـيـنـا
الـغــرب يـكـفــر بـالـســلام، وإنــمــا
بـســلامــه الـمــزعــوم يسـتـهـويـنـا
الـغــرب يـحـمـل خـنـجــراً ورصــاصــة
فـعــلامَ يـحـمـل قـومُـنـا الزيـتـونـا ؟!!
كــفــرٌ وإســــلام ، فــأنَّــى يـلـتـقـي
هـــذا بــذلــك أيُّــهــا الـلاهـونــا ؟! ؟!
أنــا لا ألــوم الـغـرب فـــي تخطـيـطـه
لــكــن ألــــوم الـمـسـلـمَ المـفـتـونـا
وألــوم أمتـنـا الـتـي رحـلــت عـلــى
درب الـخــضــوع تُـــرافـــقُ الـتـنـيـنــا
وألــــوم فـيـنــا غـفـلــةً صــرنــا بــهــا
نـسـتـمـرئُ الـتـخـذيــل والـتـدجـيـنـا
وألـــوم فـيـنـا نـخــوةً لــــم تـنـتـفـضْ
إلا لـتـضــربــنــا عــــلــــى أيــديـــنـــا
يا مجلس الأمن المخيفَ إلـى متـى
تـبـقــى لـتـجــار الــحــروب رهـيــنــا؟
وإلـى متـى ترضـى بسلـب حقوقنـا
مـــنــــا ، وتـطـلـبــنــا ولا تـعـطــيــنــا
لعبـت بـك الـدول الكبـار فصـرتَ فــي
مـيـدانــهــن الـــلاعـــب الـمـيـمــونــا
شـكـراً ، لـقـد أبــرزت وجــه حـضـارةٍ
غــربــةٍ ، لــبــس الـقـنــاع سـنـيـنــا
شـكـراً لـقــد نـبَّـهـتْ غـافــل قـومـنـا
وجـعـلـتَ شـــكَّ الواهـمـيـن يـقـيـنـا
وكـشـفـت للمستـغـربـيـن حـقـيـقـةً
كــانــوا عــلـــى أوهـامــهــا يـبـنـونــا
يـا مجلسـاً فـي جسـم عالمنـا غـدا
مــرضــاً خـفـيــاً يُـشـبــه الـطـاعـونــا
تشـكـو رفـوفُـك مــن قضايـانـا الـتـي
لـم تلـق فيـكَ علـى الحقـوقِ أميـنـا
يـتـعـوَّذ الإهـمــالُ مـنــك ويشـتـكـي
مـنــك الــخــداعُ ، ويُـعـلــن التـأبـيـنـا
يا سالـب الطفـل الأمـانَ إلـى متـى
تسقـيـه مــن بـعـد الأنـيـن أنيـنـا ؟؟
وإلى متى يبقـى الهـوى لـك سيِّـداً
وتـظـلُّ للـظـلـم الـرهـيـب قـريـنـا ؟؟!
يـا مجـلـس الأمــن انتـظـر إسلامـنـا
سـيُـريــك مــيــزان الــهــدى ويُـريـنــا
إنــــي أراك عــلــى شـفـيــر نـهـايــةٍ
ستـصـيـر تــحــت ركـامـهــا مـدفـونــا
إن كنت في شكٍ فسل فرعـون عـن
غـرقٍ ، وســل عــن خسـفـه قـارونـا