حسن الخاتمة الرجاء المشاركة
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين:
أما بعد : -
حسن الخاتمة هو: أن يوفق العبد قبل موته للتقاصي عما يغضب الرب سبحانه، والتوبة من الذنوب والمعاصي، والإقبال على الطاعات وأعمال الخير، ثم يكون موته بعد ذلك على هذه الحال الحسنة، ومما يدل على هذا المعنى ما صح عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا أراد الله بعبده خيراً استعمله) قالوا: كيف يستعمله؟ قال: (يوفقه لعمل صالح قبل موته) رواه الإمام أحمد والترمذي وصححه الحاكم في المستدرك.
كل منا مرت يعرف العديد من القصص التي نرى فيها حسن الخاتمة وسوء الخاتمة فمن لديه موضوع يريد التحدث فيه فالرجاء مشاركتنا بموضوعه وسوف أبدأ بنفسي هذه قصة أخي الأكبر
اترككم مع الموضوع
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواني الأعزاء وأحبتي في الله
لقد أخذت على نفسي عهداً أمام الله أن أقوم بنشر هذا الموضوع الخاص بحسن الخاتمة لأخي الأكبر وحبيبي وصديقي فكان لي بمثابة الأب الرحيم كان على خلق يحسد عليه لا يتكبر ولم تلمس نفسه ذرة كبر أو غرور رغم انه كان رائد شرطه (أسمه خلف محمد محمد مجاور) عمل في بني سويف في نقطة دنديل مركز ناصر وقاي وسدمنت الجبل مركز إهناسيا ثم في نقطة الحلافي بمركز البلينا بسوهاج ثم مركز المنشاة ثم أبيدوس العرابا ثم في نقطة قلوصنا التابعة لمركز سمالوط بمحافظة المنيا ثم عمل سجن الفيوم وتوفي وهو في سجن الفيوم (أنا ما ذكرت هذه البلاد إلا لو أن أي من أعضاء المنتدى من هذه البلدان وسأل فأكيد سيعرفه جيدا ) هو من محافظة بني سويف مركز ببا قرية أبو شربان عاش حياته في صحة جدية والحمد لله إلى أن أصابه مرض لعين وهو فيرس سي أخذ علاج له أدى إلا إصابته بأورام سرطانية في الكبد عمل عملية منظار لحقن البؤر السرطانية بالتردد الحراري بمستشفى الشرطة ولكن للأسف الإبرة المستخدمة في الحقن تستخدم لبؤرة قطرها ثلاثة ونصف سم ولكن قطر البؤرة كانت 5.5 سم وبالتالي لم تحقنها كاملة مما أدى إلى انتشار المرض في جسمه مما أدى إلى اختناق الحبل الشوكي النازل من المخ ليغذي باقي الجسم والأطراف عند الفقرة السادسة صدرية مما افقده الحركة إلا من يدية ورأسه ورغم ذلك كان راضيا مبتسما كان رغم آلامه لا يتألم ولكن ألمه كان يظهر في الكلمات الأدعية التالية (لا اله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) ( يا رب) ولما كنت أحب أواسيه بالكلام الذي نعرفه جميعا في المواساة يقول يا أخي أنا عمري ما اشتكيت من مرض في حياتي أكبر حاجه اشتكيت منها صداع إزاي لما ربنا يبتليني بمرض إزاي ما اصبرش والله يا رب انا صابر وراضي والحمد لله.
كنت قد سمعت الشيخ أحمد عبده عوض يقول أن اصحاب الأسرة البيضاء هم الذين يكرمهم الله في الدنيا فلما أبلغته قال الحمد لله *يا رب اجعلني منهم *يا رب اكون منهم.
هذه بوادر صبرة قبل ان يتحكم به المرض في الايام الأخيرة التي كان فيها فاقد الوعي والسيطرة على الكلام سمعت منه كلمات والله تذيب الحجر فكان لسانه دائما لا يفتر عن ذكر الله سواء بقراءة القرآن أو بالتسبيح فقد ألهمه الله تعالى التسبيح وهو في فراش الموت (بمستشفى الشرطة غرفة 810 قسم الباطنه ) حتى أن الأخوه الممرضين في المستشفى يقولون نادر جدا ان نجد في المستشفى مثل هذه الشخصية
لم يأت عليه يوم واحد ويدعو الله بالشفاء أو التعب إلا قبل وفاته بيومين قال (يا رب انا تعبت وتعبت الناس معايا ارحمني) في نفس اليوم ده وهو يوم الأربعاء 30 يناير 2008 طلب مني ان اوجهه ناحية القبله وهو في غيبوبه ولما حضرت الدكتورة قالت مين حركه كدا قلتلها يا دكتورة هو طلب كدا قالت لا اعدلوه تاني كنا انا واخي الأصغر مني وممرض أسمه خالد فاروق وهو الآن يعمل في معهد الأورام
بعد ما عدلناه وهو في غيبوبة قال
بسم الله الرحمن الرحيم
قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيئ قدير صدق الله العظيم
وقفنا جميعا في حالة ذهول فكنا جميعا نعلم أنه في حالة غيبوبة تامة ولكنه أحيانا كان يقول كلمات غير مفهومة أو كان يقول كلمات (أنا لم أشرب الخمر والمسكرات ولن أجبرها على شرب الخمر والمسكرات ) وكان يرددها كثيرا
وكان يدعو دائما ويقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار
لا اله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
معظم أدعية القرآن كان يدعو بها وهو في حالة غيبوبة تامة لا يعلم شيء عن العالم حوله ولكنه كان في عالمه الخاص مع الله طلب مني أن أقرا له قرآن قال (أنا عايز اسمع الآية الخاصة بالعزيز الحكيم ) اعتقدت أنها سورة يس ولكني قرأت له الحواميم وبعد وفاته اكتشفت انها سورة الزمر لان أول آيه فيها (بسم الله الرحمن الرحيم ((حم تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم)) صدق الله العظيم ) وكان آخر ما قاله لا اله الا الله محمد رسول الله وهذا كان في صباح الجمعة حوالي الساعة الثالثة والنصف صباحا وهكذا سكت اللسان حتى صعدت الروح إلى خالقها بعد أذان المغرب من يوم الجمعة الموافق 1 فبراير عام 2008 ودفن يوم 1 فبراير 2008.
وكان أعظم ما رأيته كانت له ملابس التي توفي فيها احضرتها ليتم غسلها وإذا برائحة مسك غير عادية تفوح من الملابس (على الرغم من وجود به قرح فراش اصابت ملابسة بالدم ) فسألت أخي الأكبر مني هل وضعت أي روائح على هذه الملابس فاجبني وضعت برفيوم من اللي كان عنده (لابيدوس) قلت له بالتحديد هل وضعت مسك أو أمسكت بالملابس وفي يديك مسك قال لا ولما شم الرائحه كان في حالة ذهول وظلت هذه الرائحة في الملابس ما يقرب من 6 شهور
هذا ما رأيته بعيني وسمعته بأذني خلال فترة المرض التي ظلت أربع شهور بمستشفى الشرطة بغرفة 810والله على ما أقول شهيد
