ضعي يديك على يدي وخدي الحنان خدي الهيام تدللي
الحبُّ رفَّ جناحهُ وَعَلَى سَمَا الدُّنيا سَمَا
أَفَهَلْ يُرى بالعيْنِ أمْ . . هلْ يفهمونَهُ بالوَمَى ?
وأنا الحريصُ عليهِ كالطِّفل الصَّغيرِ على الدُّمى
وأخافُ غمزَ العينِ فيهِ فكيفَ في لَمْزِ اللَّمى !
بِدمِي أنا أرويهِ . . كمْ أخشى عليهِ من الظَّما !
أَفهــلْ أُدانُ وهــلْ أُلامُ إذا أُروِّيــــهِ الدِّمَــا ?
** ** ** **
والحبُّ ليسَ كما يُقالُ خُرافةً وحَكَايَا
الحبُّ حقٌّ ثمَّ أمرٌ واقِعٌ . . وقَضَايا
ويكُونُ أجملَ مايكونُ . . .
إذا تغلغلَ في الدِّماءِ . . وباركتهُ حنَايا . .
ويكُونُ أعذَبَ مايكونُ رؤىً وصدقُ نَوايَا . .
** ** ** **
والحبُّ مثلُ الماءِ للصَّادي . .
وترنيمٌ على فَنَنٍ . . شَدَا ألحانَهُ الشَّادي ..
وشعرْتُ حينَ سمعتُهُ بحلاوةِ الإيمانِ . .
إذْ إنِّي ذكرتُ بحِينها ترنيمةَ الأورادِ . . .
والحبُّ شوقُ صَفَا لمروةَ . . ساعِهِ شيخٌ
. . بأبيَضِ حلَّةٍ نادى العليَّ بقولِهِ :
لبَّيكَ إنِّي رائِحٌ . . لبَّيكَ إنِّي غادي . .
والحبُّ . . شوقٌ قدْ جرى مع دمعةٍ
سحَّتْ على خدٍّ لِصبٍّ هامَ في أمويَّةٍ
أوْ أنَّهُ شوقٌ سَرَى في ليلَةٍ قمراءَ
نحوَ الشَّامِ . . يالله ماأحلى . .
هواكِ دمشقُ ماأحلى. . . .
وأحلى . . حين يمتزِجُ الهوى
بِهوىً يُزَفُّ مع النَّسيمِ . . بِذَا
يصير كلاهما فرداً سُمَاقاً
خالِصاً لبَنِي أميَّة . . . .
والحبُّ . . . . . . . . .
مثلُ نعيمِ ثديٍ ليسَ ينضُبُ خيرُه
وعليْهِ طفلٌ حينَ ملَّ بأوَّلٍ . .
نادى بأُمِّهِ أنْ ملَلْتُ بِذا . . فَيَا أمَّاهُ
هيَّا ناوليني غيرهُ . . .
والحبُّ سرٌّ إنَّما هوَ ليسَ يخفى أمرُهُ
فإذا تريدُ لِذا الهوى كتمانا
لابُدَّ أنْ يلقاهُ كلُّ النَّاسِ في شفَتَيْكَ
في عينيكَ . . في نبضِ الفؤادِ عيانا
أفهلْ تكونُ جبانا . . .
قلْ للورى هذا هوايَ وإنَّني
أسكنْتُهُ الخفَّاقَ والأجفانا . . .
** ** ** **
والحبُّ دمعٌ قد هَمَى من عينِ شيخٍ وانْهَمَرْ
في اللَّيلِ أوقات السَّحَرْ
وكِتابُ ربّي في يديهِ . . وقلْبُهُ . .
يتلُو ويتلُو مايشاءُ من السُّوَرْ
لا. . لايُكَفْكَفُ دمعُهُ . . أَوَهلْ تُكفكَفُ دمعةٌ
سحَّت على حبِّ الإلهِ . . .
وكمْ لها فوقَ الخُدُودِ من الأثَرْ . . .
والحبُّ بسمةُ شاعرٍ ماانفكَّ يلمَحُ في القَمَرْ
ما قدْ يشاءُ من الصُّوَرْ
يندَاحُ فِكْرُهُ حينَها . .
يَجْنِي ويَجْنِي مايَشاءُ من الثَّمَرْ
** ** ** **
والحبُّ صمتٌ . . .
ترجَمتهُ وأوضحتْهُ لُغاتُ عينِ متيَّمٍ
لمْ يسْتَطِعْ إخفاءَ مافي قلبِهِ . .
فَضَحَتهُ مقلَتُهُ ورَعشُ فؤادِهِ
فَدَرَى الورى بهُيَامِهِ وَوِدادِهِ . . .
والحبُّ صوتٌ . . .
ليسَ عنْهُ يُصمُّ سمعُ . .
ليسَ فيهِ يُفِيدُ رَدْعُ . .
ولَهُ ولوْ تدري بأرواحِ الورى وقعٌ وَوَقْعُ
فَإذا جزَمتَ بمُلكِ قلبٍ فادْرِ أنْ
ماعادَ ينفعُ بعْدَ ذا نصبٌ ولا رفْعُ . . .
** ** ** **
ماعادَ إلاَّ أنْ تقولَ وإنْ يَكُنْ بالهمسِ . .
أوْ بيَديكَ أومِئْ دونَ مَسْ . .
لابأْسَ إنْ أومى المحبُّ وإنْ همَسْ . . .
ياحلوتي . . .
فيك الهوى نسنَسْ . . وبخطوِهِ بَسْبَسْ . .
وجَلاَ فضائي بعدَ ليلٍ كان قدْ عَسْعَسْ
وسَلاَ فؤادي بعدَ كبْتٍ . . بعدَ وَجْدٍ . . بعدَما حَسْحَسْ . .
وإليكِ مدَّ جُسُورَ وُدٍّ لمْ تُدَسْ
فطَئِي بنعلِكِ حلوتي . . ولتَعبُري . .
ولكِ الأمانُ فحوْلَ جِسْري قد زرعتُ عساكراً
وتَركتُ رهنَ إشارةٍ منْ إصبَعٍ في راحَتَيْكِ
كَتِيبَةً . . وتركتُ آلافَ العَسَسْ . .
والشَّمسُ مالتْ للغروبِ
وكلُّها شَفَةُ ابتِسامٍ , كانَ في طيَّاتِها
حُبٌّ وَوُدٌّ زانَها لونُ الوَرَسْ . .
ياحُلوَتِي . . وأنا الَّذي
آنسْتُ نوراً قد ملاَ عينيْكِ . .
يركُضُ في مَجالِهِما
يُنِيرُ الدَّربَ إنْ أحدٌ بدربٍ ضلَّ
أوْ فيهِ التَبَسْ . . .
آنسْتُ نورَكِ فامنَحيني حلوتي
وَهَبِي فؤادي من سَنا عينيْكِ
لولا تسْمحِينَ هوَىً . .وبعضاً منْ قَبَسْ
علِّي أُسلِّي النَّفْسَ إذْ نفسي بغيرِ هواكِ لاتسْلُو
ولا تهنا . . ولا تحلُو . .
ولا ترقى إلى العلْيا . . بغيرِ هواكِ لا تعلُو . .
فَتعالِ لا تَتَردَّدِي , وصِلِي ولا تَتَبَعَّدي
فلأنتِ وردٌ , أنتِ عطرٌ , أنتِ كلُّ زَبَرجَدِ . .
ولأَنتِ ماتحتَ البِحارِ وإنَّني
منْ غاصَ بحثاً يرتجِي اللُّقيا
ولمْ يَعنَى بِساعاتِ العَنَى . .
ونَسِي هُناكَ لأَجلِ عيْنَيْكِ الضَّنى
وبَغَى وِصالَكِ حينَ غوصِهِ والتَمَسْ . .
وَتَعالِ . . . لا تَتَردَّدي . .
وضَعِي يَدَيْكِ على يَدِي
وخُذِي الحَنانَ . . خُذِي الهُيَامَ . . تدلَّلِي . .
وتَمايَلي . . مثلَ الفَراشِ تنقَّلي . .
وتَبَختَري . . . وتعلَّلي . .
فحنانُ قلبي مثلُ نبعٍ إنَّما وُدَّاً بعينيْكِ انبَجَسْ . .
** ** ** **
وتَعالِ . . كمْ هوَ مؤلِمٌ إنْ في الهوى خِلٌّ تبَعَّدْ
وَتَعالِ لي فالقلبُ فردٌ في هواكِ تفرَّدْ
لاتسألي . . عنْ قولِ عاذلةٍ ولا عن عاذِلٍ
فالعاذِلُونَ غُثَاءُ مَوجِ كلُّهم
والموجُ . . كمْ في الموجِ منْ زَبَدٍ إذا أزْبَدْ
وكمْ في الموجِ . . كمْ في الموجِ من جزْرٍ ومَدْ . .
لاتسألي . . فَلأَنتِ قدسٌ . . أَنتِ طُهْرٌ . . أَنتِ حَدْ. .
** ** ** **
وَتَعالِ لي . . ثمَّ ارشُفي من زهرِ قلبي
ماتَشائي منْ رحيق . .
حطِّي بأضلاعي , ونامي تحتَ هدهدَةٍ
وموسيقى لنَبْضٍ باتَ مثلَ حُداءِ حادٍ
ظاعِنٍ مع عيسِهِ
يحدُو لَها كيْ لايَملَّ من الطَّريقْ
وَهُنالِكَ افتَرِشي الحَنايا أيْكَـةً
وتوسَّدي الشَّغَفَ الرَّقِيقْ . . .
نامي . . ونامي . . حلوَتي
وتذكَّري . . إذْ ما يَطُولُ بكِ المَنَامُ فإنَّني
لابُدَّ أهمِسُ عنْدَ رَأْسِكِ أحرُفاً
كالأمِّ تهمِسُ عنْدَ رأسِ وَلِيدِها
إذْ ما يَطُولُ بِهِ المنَامُ بِقولِها . . .
( يالله تفيق . .
. .يالله تفيقْ . . .
. . يالله تفيقْ . . . ).