مـــش شغـــلي
حقيقة
ترددت كثيرا
في كتابة العنوان السابق
ولكنني وجدته
الأقرب
بمحتوى الموضوع
فتركته كما هو
المشهد
شباب صغار يخرجون من مدارسهم
بمجرد بصّم الحروف
التي صموها يخرجون ورؤوسهم
قد تم إفراغها تماما من تلك المعلومات
لأن الهدف منها انتهى
بمجرد الخروج
من قاعه الامتحان...؟
هل الإشكال
في ذلك للأسف لا
بل الأخطر تلك الدقائق
التي تسبق وصول هؤلاء الصغار لمنازلهم
حيث ترتفع نسبة التفحيط والتدخين
أطفال وليسوا شبابا
أي طلبة
المرحلة الابتدائية يتعاطون التدخين
أمام بوابات المدارس
وعند مطاعم الوجبات السريعة
المعلمون يخرجون
ولا يحرك فيهم المشهد شيئا
هل هي ثقافة مش شغلي
ثم هؤلاء الصغار يعبثون
بالممتلكات العامة
ويحطمون اللمبات
ويكسرون الأشجار
وينثرون الكتب هنا وهناك
ثم تحضر أسرهم لتأخذهم
وترى كل ذلك بأم عينها
باستثناء التدخين
فيكون الصمت
وأيضا وفق ثقافة مش شغلي
رجل المرور
إن لم يكن في فترة عمله الرسمي فإن
التخريب مش شغله
خطورة
مشهد الأطفال
أنها لا تقف عند الدخان
وهو نفق مظلم يؤدي للكثير
من الأمراض الجسدية
الخطورة
أنه الخطوة الأولى نحو تعاطي المخدرات
خاصة
وأن هؤلاء الصغار
لا يدركون مخاطر التجربة الأولى
والتي تؤدي للهلاك
ثقافة مش شغلي
تنتقل إلى حيث يتمكن الفساد الإداري
والمالي
من مؤسساتنا
فتلك الحديقة التي نرى جميعنا العبث بها
ولا نتحرك هي جزء من منظومة
الممتلكات العامة
التي علينا الحفاظ عليها
لتكون جزءا
من برامج تنموية
نستمتع بها فترة أطول
وهؤلاء الصغار
دورنا معهم ليس التلقين
بل البناء
العقلي والروحي والنفسي
لأنهم
ثروة الوطن الحقيقية
إمام المسجد الذي يعتقد
أن الشباب مسئوليته
داخل المسجد فقط لا يدرك أهمية دوره
البعد في ثقافة مش شغلي
يرتبط في النهاية بحالة التذمر
التي نعاني منها
والتي نجني أشواكها في غير موقع
هؤلاء الصغار مسئولية
الجميع
وخاصة وزارة التربية والتعليم
التي عليها أن تدرك
أن متابعة هؤلاء الصغار وحمايتهم من الانحراف
لا تقل أهمية عن تعليمهم
خاصة
وأن صغارنا في السنوات الأخيرة
لا يعرفون معنى الرسوب
حيث نظام الترفيع جعل النجاح
متوقعا للأغلبيه
إن لم يكن الجميع
عدم متابعة الوزارة
لظاهرة التجمع الطلابي
أمام أبواب المدرسة
وتمزيق الكتب
أو إشعالها
وتعاطي الدخان أمر غير مقبول
بل عليها
أن تبحث عن حلول لتلك الظاهرة
لأن الأمر خطير
أبسط شيء إقامة أنشطة ترفيهية لهؤلاء
بمجرد انتهاء الامتحان
و إعطاؤهم دروس تقوية في مواد الغد
لنضمن على الأقل تضييق مساحة الانحراف
بعد الامتحان
حمى الله أبناءنا وبناتنا
ووطننا