كلمات أرسلها من قلبي علّها أن تلامس شغاف قلوبكم
إلى متى إخوتي ونحن في غفلة إلى متى ؟؟
هل إلى أن يقال فلان مااااات ..!!
ووقتها لن تنفعك الحسراااات..!!
مالك تنظر خلفك وكأن المقصود غيرك .. !!
لما كلما نسمع المواعظ نركّبها على الآخرين وكأننا سالمين ..!
أنت يا من تقرأ كلماتي أنت أنت من أقصد
فأعطني دقائق من وقتك واسمعني وافقه قولي
سيأتي يوم وينادى في القوم فلااااان مااااات ..
يا الله .. سيُقال عنك أنك مت ..
هل تصورت ذلك اليوم ؟؟
هل أنت مستعد له ؟؟
هل أعددت العدة ؟؟
أم أن طول الأمل ألهاك .. وفي دنياك أرداك ..!
سأصور لك الموقف على تلك التي تلازمني بل وتسكن بين جنبي
سأصوره على من تجرني إلى المعاصي جرا..
وأنا أسوقها إلى الطاعات سوقا ..
يا ترى من سيغلب في نهاية المطاااف..؟؟؟؟
ياااااارب لطفك ,, وعفوك ,, ورحمتك أرجو ..
::نعم سأصوره على نفسي::
يمر يومي من الصباح إلى المساء .. يمر سريعا ومع هذا فأنا اشتاق إلى انتهاءه لأبدأ يوم جديد ...!!
تطوي الأيام نفسها .. ويطول معها الأمل .. وتزداد الغفلة ...
و فجـــــــــأة
يناااادى في القوووم فلااااااانه مااااتت ..
يااااا الله .... تجمع الأهل والأصحاب نزلت دموعهم لفراقي ..
كيف لا وهو الفراق الذي لا لقاء بعده في هذه الدنيا أبداااا
نزلت دموعهم كنهر جار .. سيبكووون والله سيبكووون
وأقولها ثقة بربي ثم بأحبابي والله سيبكون
ربما يوم .. يومان ..أسبوع .. شهر بل قل سنة ..
ثـــــم ماذا ..؟؟
ربما يذكرونني ويترحمون عليّ وربما تلهيهم دنياهم عني
كما ألهتنا اليوم عن موتانا ...
يا الله .. هل سأكون مااااضي ؟؟
هل سأُنسى وأصبح في طي النسيااااااان ؟؟
هل سيذكرونني ..!
بل إن ذكروني ماذا تراهم سيقولون عني ...!!
ياربي رحماااااك
,,
أمي الغالية ,, خارت قواها وألجمها الصمت وتحدثت دموعها بدلا عنها وأنهكها حزنها عليّ .. ليتني أستطيع الجلوس بجانبك والتخفيف من حزنك ..
أبي الحنون ,, مالي أراك ضعفت لم أعتد على رؤيتك في هذا المنظر .. أبي كن قويا كما عرفتك .. أبي لا تضعف أرجوووك .. وأبي يردد بغصة ..إنا لله وإنا إليه راجعوون ..
أخي الغالي ,, يا سندي وعضدي يا بشوش الوجه ويا باسم المحيى مالي أرى ملامحك وقد رسم الحزن عليها لوحة ,, وبإتقان..
أختي وحبيبتي ورفيقة أيامي ,, لم تفارق سريرها منذ فجعت بي
ذرفت دموعها دمعاااات حتى غابت عن الوعي سااااعات وسااااعات
وهؤلاء أقاربي قد تجمعوا وقد غطى الحزن ملامحهم..
(اللهم اجعلني يوم حزنهم ضـــاحكةً مســــرورة)
ذهبوا بي إلى مكان غسلوني فيه ثم كفنوني وفي عباءتي لفوني .. ثم وضعوني أمام الرجاااال .. يااااا الله ممددة أمامهم ..
ياربي رحماااااك وسترك
هناك جدي يدافع عبراته وبجانبه عمي قد تلثم بشماغه ما كنت لأعرفه .. وهناك خالي وقد غطى عينيه بنظارة سوداء والحزن يبدو على محياه .. وهذا أبي وقد أمسك به أخواي يصبرانه وهما من يحتاج إلى من يصبرهما ..
ثم حملوني .. وفي مكان لم أدخله في حيااااتي أدخلوني
وهناك في حفرة ضيقة أنزلوووني ..
أنزلوني في حفرة ...حفرة ...
ياااا الله هل هنت عليهم ..!!
كشف أبي عن وجهي ليمطرني بدموووعه ثم قبلني ..
وتركــــــني في الظـــــــلام وحـــــــدي ..!
أبي لاتتركني وحدني .. أبي أنت تعلم أنّي أخاف من الظلام والوحده ..
أبــــي .. أبــــي ..
,,
إلى هنا أقف فقد اختلطت حروفي أمامي .. وهرب القلم مني ..
آآآآآآآآآآآه خرجت من أعماق أعماق قلبي ,,
قلبي .. نعم قلبي تحسسته فإذا هو ينبض إذن أنا لازلت أتنفس أنا لازلت على قيد الحياااااة
لك الحمد ربي .. لك الحمد ربي
يا من تعلم سري وجهري .. ولا يخفى عليك شيء من أمري
اغفر لي وتجاوز عني
,,
يحبونك ,, ولكن سيأتي يومك ويتركونك وفي حفرة ضيقة يضعونك وربما ومع الأيام ينسونك..!
لنفسي أبكي لست أبكي لغيرها
لنفسي في نفسي عن الناس شاغل
أنا اليوم معكم وربما غدا لا أكون
وأنت .. أنت يا من قصدتك في حديثي وعشت معي لحظات عزائي أنت اليوم معنا وربما غدا لا تكون
فالموت يأتي بغتة .. قلي بربك ما يكون !!
قال تعالى : { وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ }
لابد أن نتعاهد على الطاعة لابد أن يذكر بعضنا بعضا ..لنبتعد عن الغفلة
الغفلة التي أنستنا أُخرانا ,, وأردتنا في دنيانا
قال إبراهيم التيمي : مثلث نفسي في الجنة آكل من ثمارها , وأشرب من أنهارها , وأعانق أبكارها . ثم مثلث نفسي في النار آكل من زقومها , وأشرب من صديدها , وأعالج سلاسلها وأغلالها . فقلت لنفسي : أي شيء تريدين ؟ قالت : أريد أن أرد إلى الدنيا فاعمل صالحا . فقلت : فأنت في الأمنية فاعملي .
ونحن ماذا قلنا لأنفسنا وهل وضعنا لها حد ..؟؟
أم تركناها تتجاوز كل مد ..!!
فالدنيا وما فيها من نعم وملذات أشبهها كغرفة لها بابان باب تدخل منه وما تلبث إلا وتخرج من الآخر ..!!
فتزودا من الأعمال الصالحة
وخير الزاد التقى
{ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَاد التّقوى }
واستعدوا ليوم المعاد
{ أَن تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطَتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ الغَافلِين }
واعلم أن من تضيع آخرتك لأجلهم (سهر على المعاصي ,, لهو ورقص وغناء ,, أكل للحرام ,,مشاهدة الحرام,, دخان ومسكرات,, تضييع للأوقات ....)
اعلم أنهم سينسوك ويلهون بدنياهم فلا تكن أبله بل كن ذلك المؤمن الفطن اليقظ
في النهاية أقول
أنا الآن حتى كتابة هذه الكلمات وأنتم حتى قراءتكم لكلماتي .. في دار العبور والفرصة أمامنا فلنتزود بالطاعات فهناك في تلك الحفرة لن يبقى مع كل منا سوى عمله إن خيرا فخير وإن شرا فشر .. أسال الله العفو والعافية والثبات على الحق حتى نلقاه
فاعملوا يا رعاكم الله وجدوا في العمل .. واعمروا الدار قبل سكناها
فالقبر يناااادي .. والجنة غاااالية
لفتهـ
هناااك على ضفاف الجنة .. سينسى صاحب الهم همه,,
ستنسيه الجنة وأطيارها وحورها ونسماتها ما مر به .. من تعب وصبر على المعاصي ..
فيقول : وعزتك وجلالك ما مر بي بؤس قط ..
هناااااك فقط لا تعب ولا نصب
فصبراً أخي وصبرا أختي على مجاهدة الشهوات وعلى المعاصي والملهيات
فما بيننا وبين النعيم إلا أن يُقال :
(( فلاااان مااااات ))
,,
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن أكون وإياكم ووالدينا ممن حطوا رحالهم على ضفاف الجنة وفي الفردوس الأعلى
وأسأله تعالى أن تكون هذه الكلمات حجة لنا لا علينا
