بين هؤلاء وهؤلاء
هناك من يحبطنا كثيرا
ويعلق الجرس أمامنا
باستمرار
ويشعرنا بالكثير من العجز
ويدفعنا إلى الانكفاء على
الذات
ويدعونا إلى اعتزال عباد الله
وإغلاق
جميع الطرق المؤدية إلى الحياة
والتحول بعد ذلك إلى جماد
وإلى قلب مثقوب
ونفس شاحبة
وإحساس ميت
وكأن الحياة لا تستقيم إلا إذا
أوصدنا النوافذ
وخنقنا الأنفاس
وقاطعنا
العالم بكل ما فيه
ومن فيه
وعلى العكس من ذلك
فإن
هناك من يملأون حياتنا
بالبهجة
ويطلقون سراح مشاعرنا
وأحاسيسنا
وغرائزنا
ويشجعوننا على التفلت والانعتاق
والانغماس
في مختلف أوجه اللهو
والاستمتاع بكل مباهج
الدنيا
والتخلص من الخوف
ومن الحصار
ومن التعب النفسي
ومن الجفاف الحسي
المتناهي
وعلى الارتماء في أحضان
الليل
والاستمتاع بكل ما لذ
وطاب
وإسقاط كلمة لا
من كل قواميس العالم
وسجونه
والبحث عن الحياة أكثر
فأكثر
وهناك من يفتح لنا نافذة
ولكنه يغلق أمامنا بابا
آخر
ويحرك في دواخلنا كل كوامن القدرة
والعطاء
ويحارب فيناالعبث
والهرب من المسؤولية
واستمراءحياةالليل ومصادرالراحة
اللامسؤولة
ويقتل فينا كل دواعي
الفرح
ويحل محلها كل ما يدفعنا إلى الحياة
الجادة
وإلى المستقبل الطموح
ويستنفر فينا كامل قواناالمخبوءة
أو الميتة
لكي نعيش حياةأخرى
من نوع آخر
نوع لم نخلق له
ونوع لا نقدر عليه
ونوع لا نشعر بالمتعة
فيه
ونوع يصادر فينا لحظات جميلةوغائمة
فإذا نحن رفضنا ذلك
فإننا سنبحث عن
أنفسنا
بعد كل ذلك فلا نجدها
ونبحث عن مستقبلنا
فلا نعرف كيف نصل إليه
فلا نجد فينارمقا يتحرك
وبين هؤلاء وأولئك
نعيش
حالة من التشردوالعذاب
ومن القلق والتوجس
ومن الأمل والألم
ولا نعرف ماذا نفعل
ولا إلى أين نتجه
ولا كيف نعيش هذه الحياة
وتلك
لتمضي بنا الأيام
وتتهاوى الأحلام
وندخل موجة من الاكتئاب
ولا نخرج منها