البرادعى بين الحاضر و الماضى ...
البرادعى بين الحاضر والماضى
١١/ ٨/ ٢٠١٠
«إن الأمة متى أبعدت عن إدارة حكومتها وجهلت مقاصد حكامها، أو ظهر لها منه عين الاستئثار بالمنفعة دونها وحملها على ما تهوى وما لا تهوى من غير أن تستشار- كل ذلك يدفع بها إلى أن تتبرم بحكومتها»
.. الكلمات السابقة قالها أحمد لطفى السيد باشا فى عدد الجريدة الصادر فى ٨ مايو ١٩٠٧ ورغم مرور أكثر من مائة عام على تلك الكلمات.. فإن صلاحيتها لم تنته، بعد، حيث وضعتنا مواد الدستور المعيبة فى مأزق ترشيح البرادعى وغيره من المستقلين.
ورحنا نسأل عن جدوى التوكيلات التى حتى وإن حصل عليها فلن تمكن البرادعى من اللجوء للمحكمة الدستورية العليا لتعديل المواد الثلاث ٧٦-٧٧-٨٨، لأن الدستور ذاته به نصوص آلية تعديله، كما أن المحاكم فقط هى المنوط بها إحالة أى مادة قانونية للمحكمة الدستورية للطعن فى دستوريتها ولا تختص بتعديل تلك المواد.
ووجدنا أنفسنا أمام السؤال المهم: هل يمكن أن يقوم من بيده تعديل الدستور بتعديله مرة أخرى ولكن فى الاتجاه الصحيح؟ ونتيجة لحالة التبرم من الحكومة، رحب الكثير منا بالبرادعى حتى قبل أن يعرض برنامجاً انتخابياً! مع كامل الاحترام للسيرة الذاتية للرجل الذى يراهن على الشعب وهو يلمس معاناة هذا الشعب، من فقر وجهل ومرض وفساد وجمود يطلق عليه البعض استقراراً!
يلوح الرجل فى حديثه بالديمقراطية فيغازل العقل والوجدان للتحول من حوار الطرشان إلى حوار له طرفان. وهذا هو جوهر ما قاله أحمد لطفى السيد حيث إن الأمة يجب أن تكون طرفاً أصيلاً يستشار بنزاهة كيلا ينتهى لمرحلة التبرم التى قد تبعدنا جميعاً عن الرشد السياسى والتفكير العقلانى وترمى بنا لبحر الانفعالات العاطفية فلا نستبين الصالح من الطالح، فإذا احترمت الحكومة عقل وفكر المواطن فسوف تحترم الأمة كلها بالتبعية فلا يجب أن تدفع الحكومة مواطنيها إلى درجة التبرم الذى يشيع اليأس والقنوط.. رفقاً بنا يرحمكم الله.
المصرى اليوم