نحن نعلم نظرت المجتمع فى هذا الزمن الى الرجال وهى نظره عابره نظره ماديه محضه فالمجتمع ينظر الى الرجل نظره كثرة المال وقلته ويزيد به قدره ويقل اما نظرة القران عن الرجال فهى نظرة تقدير ايمانيه فالرجل فى القران قدره يزيد بقوة ايمانه ويقل بقلته وان القران وضع لنا رجال قد تحدث عنهم ليجعلهم نماذج ايمانيه يقتدى بهم غيرهم حتى يصلوا الى ما وصلوا اليه وناخذ من هؤلاء الرجال كنموزج الخضر و ذو القرنين وسوف اتحدث عنهم كلمحه فى سطور قليله لانى اعلم انكم جميعا تعرفوا قصتهم جيدا ........
اولا الخضر |وهو رجل من الصالحين ومن الاولياء الذين بربهم عارفين وموقنين قد اعطاه الله من عنده علم واسع و فهو كالبحر الزاخر وقد قصى لنا القران عنه فقال عبد من عبادنا اتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما فقد اعطاه الله العلم اللدنى وقصى لنا ما دار بينه وبين نبى الله موسى من حوار خرق السفينه وقتل الغلام واقامة الجدار على مالم يستطع موسى الصبر على ما فعله الخضر لان علم موسى علم شرعى ياخذ بظواهر الامور فى الحكم بللحلال والحرام اما علم الخضر فهو علم لدنى ياخذ ببواطن الامور وشتان بينهما لذالك لم يستطع موسى استكمال تلقيه للعلم من الخضر وافترقا بعد ان اخبره الخضر باسباب ما فعله وبين له انه ما فعله بارادته ولكنه بارادة الله تعالى وسبب تسمية الخضر بهذا الاسم لانه كان يصلى على الارض الجامده القاحطه فتهتز من تحته خضراء مرويه فهذا هو الخضر رجل من الرجال ولكن وصل بدرجة تقواه وايمانه ان اعطاه الله العلم الواسع وبعث له النبى موسى مع جلالة قدره ليتعلم منه فانظروا الى التشريف من الله للرجال الذى ربوى انفسهم على تقواه
ثانيا |ذو القرنين وهو من الصالحين والاولياء العارفين الذى شرفه الله بان اصبح ملك على الارض كلها يحكمها دون منازع من غيره واخذ يجول فى الارض حتى بلغ اقصى الارض من المغرب فنظر الى الشمس فى غروبها فوجدها تغرب فى عين حمئه سوداء من شدة سواد الارض فكانها تغوص فيها ثم بلغ اقصى الارض من المشرق حتى انتهى الى جبالها وتلالها وصخورها الصلده المقفره واخذ يمشى بجنوده حتى وجد طريق بين الجبلين فدخل فيه فوجد قوم من عدم اختلاطهم بالناس لا يكادون يفقهون قولا واخبروه ان السبب فى ذالك هو قبيلتان يخرجان عليهما فيحطمن كل شى وياكلون كل شى يجدونه امامه فلا يدعون صلبا ولا لينا حتى ياكلوه ولما اخبروا ذو القرنين بمدى خطرهم على العالم كله ونظروا الى قوته وجنوده طلبوا منه انقاذهم من هؤلاء القوم وهم ياجوج وماجوج وعرضوا عليه اجر فرفض الاجر وقبل ان يبنى سدا يكون مانع لياجوج وماجوج ان ينفذوا اليهم ثانيا وطلب منهم الاعانه على ذالك حتى بنى السد على ما قصه لنا القران الكريم وانما سبب تسمية ذو القرنين بهذا الاسم لانه ملك الارض كلها بامر الله وجال فيها حتى بلغ اقصاها من جهة المغرب واقصاها من جهة المغرب فكانه بلغ فى الارض قرنيها شرقا وغربا
وانا ارجوا ان اكون قد وفيت بهذه السطور القليله لضيق الوقت وخوفى من الاطاله عليكم فتاخكم السامة والملل منى فارجوا ان اكون وفيت حقهم و افدتكم معلومه على ما عندكم وانا ارجوا من حضراتكم التعليق على هذا الموضوع مع قلته فان رايكم يهمنى كثير شكرا لحسن قراتكم لهذا الموضوع واستودعكم الله الذى لا تضيع وضائه