لا أعرف
لماذا يصر الكثيرون
على تصور
أن هناك لحظة قادمة
ستكون فيها الحياة أكثر هدوءا
تصبح الحياة فيها قليلة
أو عديمة المسئوليات
لحظة
لا يكون فيها أعمال كثيرة
متراكمة
أو واجبات مؤجلة
ويتخيلون
أنه عندما تأتي هذا اللحظة
سيفعلون
كل هذه الأشياءالمهمة والجميلة
التي كانوا يأجلونها في حياتهم
بدءاً من تعلم رياضة الغطس
مرورا بتعلم اللغة الصينية
والقراءة عن ثقافات قبائل
الزولو
المشكلة أن هذه اللحظة لا تأتي أبدا
ونظل نحن
بإصرار غريب
نؤجل أشياء مهمة في حياتنا
تحت دعوى أن هناك أشياء ضرورية أخرى يجب
الإنتهاء منها الأن
أو بإدعاء أننا مشغولون أكثر من اللازم
لفعل هذه الأشياء
نظل ننتظر هذه اللحظة ونبقي الأشياء
التي نريدها معلقة للأبد
حتى يأتي اليوم الذي نكتشف فيه
أن هذه الأشياء أصبحت قديمة لا لزوم لها
أو إستجدت أشياء أخرى ندعي كالعادة
أنها أكثر أهمية
أنا أؤمن تماما بأن كل شخص يدعي أنه
مشغول جدا دائما
وأنا منهم
ليس مشغولا بقدر ما أنه لا يجيد تنظيم
وقته
هل تتخيل أنني أريد أن أذهب لطبيب
الأسنان منذ أكثر من عام الأن
هل يعقل أن خلال هذا العام لم يتوفر لي
ساعتين زمن فقط اذهب فيها للطبيب
لو كنت رئيس جمهورية كنت وجدت الوقت
لهذا
مهلا ربما رئيس الجمهورية ليس مثالا جيدا
هنا
هؤلاء القوم لا يملكون أصلا إلا الوقت
والسفر للتنزه في الدول الأجنبية بدعوى
تقوية العلاقات الخارجية
كم من فكرة رائعة خطرت لي وأجلت
تنفيذها لحين الإنتهاء من العمل الممل
الذي في يدي
وطبعا العمل الممل لا ينتهي أبدا لأننا لا
نفهم أنه أكتسب صفته بكونه مملا بسبب
قابليته للإستمرار
وكم من أشياء أريد أن أتعلمها وأقوم
بتأجيلها حين تأتي هذه اللحظة المقدسة
التي سنفعل فيها كل شيء
المؤسف أنه حين يحدث أن تجد بعض الوقت
فإننا غالبا نقضيه في الراحة والنوم
بدعوى أننا منهكون من العمل وبحاجة
للراحة والترفيه
هل علمت لماذا توقعك لمجيء هذه اللحظة
شيء خيالي لن يحدث
لقد جائتني فكرة رائعة للتغلب على هذه
المشكلةلكني سأؤجل تنفيذها حين يكون لدي بعض الوقت
لذلك
فأنا الأن مشغول جدا جدا كما تعلم