نجمات الليل
ليسوا بالتأكيد مشاهير هوليوود
الذين يتحول ليلهم إلى نهار من أضواء كاميرات تصوير المتطفلين
في كل مكان
ليسوا أولئك اللواتي يبدلن مركباتهن
بحسب لون ملابسهن
وليسوا أولئك الذين يبدلون عشيقاتهم أسرع مما يبدلون أحذيتهم
بالعكس تماما
إنهم أناس عاديون جدا لا يعلمهم أحد
لا يحتاجون إلى أضواء كاميرات التصوير لكي يظهروا
بل هم أنفسهم يشعون نورا
هؤلاء هم نجوم الليل يزينون ثوب الليالي
يتراءون لأهل السماء
كما تتراءى النجوم لأهل الأرض
يقفون بين يدى الله
يناجونه بالخضوع واللجوء والسؤال
في وقت يكون أخرون غارقون في سباتهم القطبي
أو يقضون ليلنهم
في أحد النوادي الليلية التي تعلن بكل فخر
نسهر حتى ساعات الصباح الأولى
يقفون بين يدي الله
يلبون نداءه
هل من مستغفر فاغفر له
هل من تائب فأتوب عليه
هل من سائل فأعطيه
يخيم الصمت الرهيب
فيرسلون الثناء ويتبعونه بالرجاء
يروون الأرض بدموعهم
يعلمون تماماً أن قمة عزهم
وهم ساجدون لله لا لأحد غيره
في هذه اللحظة
يخشع الإحساس وتجري الدموع سيولا
فتتسارع ضربات القلب
فتصبح كالزلزال
في الصدور ينسف جبال الذنوب المتراكمة
يقولون بلسان حالهم
لا بلسان مقالهم
ويتبادر
إلى أذهانهم قول خير البرية
إن ربكم تبارك وتعالى
حى كريم
يستحى
من عبده إذا رفع يديه إليه
أن يردهما صفرا
خائبتين
لنا ذنوب مثل الرمال ولكنك
يا رب تغفر وتستر قبح الفعال
يا رب لقد أتيناك
بذنوب أتلفت الجسد والنفس
يا رب
ضاقت بنا أرجاء الكون الواسع
فاكشف الضر عنا يا رب
لا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا من الظالمين
واغفر لنا
وارحمنا
يا رب
يا رب