مبارك يحاول أن يجهز ابنه جمال مبارك
قالت مجلة «التايم» الأمريكية في تقرير نشرته أمس، تزامناً مع اختتام جلسة التفاوض الأولي بين الفلسطينيين والإسرائيليين برعاية أمريكية أن أكثر ما لفت النظر في هذه المفاوضات هو الدور المصري الذي مثله الرئيس حسني مبارك الحليف الأقوي للولايات المتحدة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي.
وأشارت المجلة الأمريكية إلي أن مبارك يحاول أن يجهز ابنه جمال مبارك ـ الذي وصفته بأنه «غربي» ـ لرئاسة مصر بطريقة سلسة، متسائلة في الوقت نفسه عن السبب الذي يجعل جمال مبارك يرافق والده في رحلته إلي الولايات المتحدة التي تقام فيها المفاوضات المباشرة بين السلطة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية، مفسرة ذلك بأن الرحلة ليست للسياحة بدليل أن جمال ليس له أي دور في مسألة المفاوضات، خاصة مع وجود والده، الذي يقوم بدور ملحوظ في هذه المفاوضات.
وأضافت «التايم» الأمريكية أنه علي الرغم من أن حسني مبارك ـ وبالتالي نجله جمال غير ديمقراطيين إلا أنهم يغنون لحناً معقولاًومرضياً جداً بالنسبة لإسرائيل حول عملية السلام، فهم يكرهون حركة حماس الغاضبة من النظام المصري بسبب علاقته مع إسرائيل ـ كما أن رؤية الرئيس مبارك التي أعلنها في مقاله لصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية هذا الأسبوع مثيرة للعجب، خاصة أنها رؤية زعيم لدولة يكره معظم سكانها إسرائيل، إلي جانب أن مبارك يري أن من مصلحته اللعب بجوار الرئيس أوباما لضمان القوة في مواجهة النفوذ الإيراني المتصاعد في المنطقة، وهو ما يري أنه سيحد من المد الفارسي.
ونقلت المجلة الأمريكية عن روبرت كاجان ـ الخبير الأمني في معهد كارنيجي لدراسات السلام ـ تحذيره من أن زيارة جمال مبارك للولايات المتحدة برفقة والده ستثير السخرية والتساؤل في الشارع المصري، وفي جميع أنحاء العالم، لأنها ستعطي انطباعاً للجميع أن الولايات المتحدة الأمريكية باركت الفصل الأخير من مسلسل دعم الاستبداد الذي يمتد لتاريخ طويل في مصر، وهوما سيغضب الجميع ولكنه سيرضي الرئيس مبارك وولده جمال.
علي جانب آخر، أشار بيان صادر عن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي رحب بتعهد مصر بالتزاماتها من خلال مراجعتها المبادئ العالمية لمجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، وأشار البيان إلي أن أوباما طالب مبارك بضرورة وجود مجتمع مدني قوي وحيوي في مصر، مطالباً بوجود منافسة سياسية مفتوحة، وأن تجري الانتخابات المقبلة في إطار من الجدية والشفافية.
