البلاك بيري والامن القومى
و معركة
مع واحدة
من خدمات الرسائل الهاتفية
البلاك بيري
أولا
بحجة المواقع الإباحية وحماية الأخلاق
ليتبين
لاحقا أنها مشكلة أمنية
فهي الخدمة الوحيدة خارج نطاق الرقابة الأمنية
رغم ما قيل من مبررات لحجبها
ويصعب علي أن أصدق حتى ما قاله المسؤولون
من أنهم سيحجبون الخدمة
إن لم تستجب لهم بإغلاق ثلاثةألاف موقع إباحي
لأننى واثق من أن المشكلةأمنية وليست أخلاقية
ومن المؤكد أن الشركة لن تقبل
بإغلاق موقع واحد
مما يبرر غداإغلاق كامل خدمتها في منطقتنا
وستنتهي المعركة بمنتصر واحد
إما الحرية أو الأمن
فماذا تختارون؟
الـ"بلاك بيري"
يعني أقصى أنواع الحرية التي تتيح للجميع
أن يتراسل بعضهم مع بعض دون
أن يستطيع أحد أن يتلصص على ما يبوحون به
من أسرار وخصوصيات أو يمنعها
ومن جانب أخر نحن نعيش فى واحد من أسوأ الأزمنة
من حيث الإرهاب والقرصنة
والأنظمة المتمردة والحروب الكبيرة المستمرة
وبسببها تتعاظم الأخطار
مع استخدام الإرهابيين
لشبكات الاتصال الحديثة لتنفيذ جرائمهم
والأجهزة الأمنية تقول
إنها استطاعت إنقاذ حياة كثير من الناس
بفضل الترصد الرقابى
وهذا ما يجعل الـ«بلاك بيري» محل اعتراضهم اليوم
لأنه النظام الهاتفي الشعبي الوحيد
الذي لا تستطيع أجهزة الأمن فك شفرته
حتى أصبح العامل الأمني
يصبح فوق الخصوصية المدنية
هذه وجهة نظر الحكومات
التي تعتبر نفسها في حالة حرب مستمرة
من أجل ضمان استقرار مجتمعاتها وسلامتها
أما وجهة نظرى كفرد عادي
فإن الحكم في هذا الموضوع ليس سهلا
لأن الخيار بين أغلى اثنين
بين قلب الإنسان وعقله
بين الحرية الشخصية وسلامة المجتمع
ولو خيرت شخصيا
سأقدم الحرية على كل شيءأخر
لكننى
أعرف جيدا أن هذا ليس قرار الفرد العادى
بل قرار حكومات تعتبر نفسها
هي المسؤولة والمحاسبة عن النتيجة النهائية
ولا أريد أن أدخل في جدل حول أهمية الحرية
لأنني أدرك أن المسؤول
يفضل
أن يدير قطيعا طيعا
لا أفرادا لهم خياراتهم المختلفة في الحياة
ولهذا لو كان الخيار لي لفضلت الـ«بلاك بيري»
على سلامتي
لكن المسألة ليست مطروحة للتصويت
ولا أعتقد أن الـ«بلاك بيري»
سينجو من الملاحقة
مالم يتمكن الأمنيون من كسر الشفرة
والدخول إلى صندوق الشركة
وفحص كل ما بداخلها من رسائل ومكالمات
والحقيقة أن الشركة المشغلة «رم»
لا تملك حجة جيدة في معركتها مع الدول
التي تلح بحق المرور والاطلاع
لأن الشركة تسمح للأمن في كندا والولايات المتحدة وبريطانيا
بالاطلاع وتمنع بقية الحكومات بحجة حماية الخصوصية
ولو أن الحريات الشخصية مقبولة
وتحترم
في منطقتنا
ما كان يهمنا من يتلصص عليها
لكن بكل أسف حريتنا
شبه معدومة بسبب التضييق
المستمر