كنت فى سفر فى الايام القليله الماضيه ولاحظة فى البلد التى نزلنا فيها انهم جميعا تنتشر فيهم صفة سيئه جدا وهى صفة الحسد ولذالك فكرة ان اقدم قصة ظريفه وسريعه فى ذم الحسد ارجوا ان تنال اعجابكم وهى .........
كان بعض الصالحين يجلس بجانب احد الملوك يحكى له بعض عجائب السابقين واخبار الغابرين ويقدم له النصح والعظه فحسده رجل من الجلوس على قربه من الملك واخذ ينظر الى الرجل الصالح ويحدق فى وجهه وهو يدبر فكره تغضب الملك من الرجل الصالح فيقوم بطرده من القصر وفى احد النظرات المسمومه توصل الحاسد الى حيله زكيه وهى ذهب هذا الحاسد الى ساعى قصر الملك واعطاه مال كثير واوصاه ان يصنع طعاما للرجل الصالح ويكثر فيه الثوم والبصل وبالفعل بعد ان انتهى الساعى من الطعام نادى الرجل الصالح ودعاه الى الطعام فرفض الصالح ولكن الملك امره ان يذهب الى الساعى وياكل لانه فى قصر ملك صاحب كرم ولم يستطع الصالح ان يعصى الملك وذهب الى الطعام فانتهز الحاسد فرصة عدم وجود الرجل الصالح بجوار الملك فاستاذن الملك بان يقول له امر خطير فاذن له الملك فقال الرجل الحاسد للملك ان الرجل الصالح يا مولاى الذى تقربه الى مجلسك وتكرمه وتجله يزعم انك تخرج من جسمك رائحة كريهه والدليل على ذالك يا مولاى انك ترى الرجل الصالح كلما اقتربت منه يضع يده على انفه وفمه حتى لا يشم ما يخرج منك فقال له الملك انصرف انت وسوف انظر فى الامر فخرج الحاسد ووقف امام القصر ينتظر فى شوق ما سيفعله الملك بهذا الرجل الصالح وبعض دقائق انتهى الرجل الصالح من الطعام وخرج من عند الساعى وذهب الى الملك بحكم عادته وجلس بجواره فاراد الملك ان يتاكد من كلام الحاسد فقال للرجل الصالح اقترب منى فاقترب الرجل الصالح من الملك ووضع يده على انفه وفمه فلما راى الملك ان هذا الصالح يضع يده على انفه قال صدق الرجل وكان عادة الملوك فى هذا العصر الا يكتب الملك بخط يده الا جائزه او ترقيه فقال الملك اتونى اكتب كتابا فكتب بخطه لبعض عماله اذا اتاك صاحب كتابى هذا فاجلده واذبحه ثم ابعثه لى حتى اراه وهو مذبوح فيشفى غيظى ويرتاح قلبى ثم اعطى الملك هذا الكتاب الى الرجل الصالح وقال له اذهب به الى عاملى فاخذ الرجل الصالح الكتاب وخرج من القصر فلقيه الحاسد عند باب القصر فقال ما هذا الكتاب فقال له الرجل الصالح ان الملك خط هذا الكتاب بيده واعطاه لى وانت تعلم ان الملك لا يخط بيده كتابا الا جائزه او ترقيه او هديه ولا اعلم ما بداخله وسوف اذهب به الى عامل الملك فقال الحاسد للرجل الصالح اعمل معروف واعطنى هذا الكتاب هدية منك فانى احتاج الى ما كتبه الملك من مال او هبة او ترقيه اكثر منك فقال الرجل الصالح تفضل يا اخى واعطى الكتاب للحاسد واخذ الحاسد كتاب الملك وذهب به الى عامل الملك فقال له العامل بعد ان قراه مكتوب فى كتابك ان الملك يامرنى ان اجلدك واذبحك ثم ابعث بك اليه فقال الحاسد ان الكتاب ليس لى وحلف له كثيرا فقال العامل ليس لعمال الملك مراجعة الملك فجلده ثم ذبحه وبعث به الى الملك وفى اليوم التالى عاد الرجل الصالح الى الملك كعادته وهو كحالته الاصليه لم يحدث فيه شىء فتعجب الملك وساله ماذا فعلت بالكتاب فقال الرجل الصالح لما خرجت من القصر لقينى فلان فطلبه منى فاعطيته له فقال الملك ان فلان الذى اخذ منك الكتاب قال لى انك تزعم انى تخرج منى رائحه كريهه فقال الرجل الصالح ما قلت ذالك فقال الملك فلما كنت تضع يدك على انفك وفمك كلما اقتربت منى فقال الرجل الصالح ان الساعى اطعمنى ثوما وبصلا وكلما اقتربت منك كنت اضع يدى على انفى وفمى حتى لا تشم منى شىء تكرهه قال الملك صدقت ايها الرجل الصالح فقربه منه وكافئه وحباه وفى النهايه احب ان انصح كل من قرا قصتى هذه نصيحه وهى
لا تظهر الشماته لاخيك...فيرحمه الله ويبتليك
