التحذير من قصة الشاب التائب الذى اغتصب فتاه ميته هام جدا
لقد أمتلات الكتب والمجلدات بمجموعه كبيره جدا من الاحاديث الموضوعه والاسرائيليات الدخيله على الاسلام مما ليس له اصل يستند اليه ولا مرجع يقويه ولا سند رجاله ثقات اعتمدهم ائمه الاسلام فى نقل الاحاديث وانما تجد هذه الاحاديث الموضوعه دائما تحمل فى سياقها قصه لا تروى بسند وان رويت بسند لم يصح لتهمت احد رواته بالكذب واسقاط عدالته او عدم مقابلة الراوى لما روى عنه وكل هذا يتضح لنا عن طريق الجرح والتعديل فى الرواه والسند والاسناد متنا وروايه ومن الاحاديث الموضوعه الدخيله فى الاسلام والمدسوسه على تعاليمهم الدينيه والتى أشدد فى التحذير منها هذا الحديث
( دخل عمر بن الخطاب على رسول الله باكيا وفى روايه معاذ بن جبل الا ان اكثرها روايه انه دخل عمر على رسول الله باكيا فسلم فرد النبى السلام ثم قال ما يبكيك يا عمر فقال عمر يا رسول الله ان بالباب شاب طرى الجسد نقى اللون حسن الصوره يبكى على شبابه بكاء الثكلى على ولدها يريد ان يدخل عليك فقال النبى ادخل الشاب يا عمر فادخله فسلم فرد عليه السلام ثم قال ما يبكيك يا شاب فقال الشاب كيف لا ابكى وقد ارتكبت ذنوبا ان اخذنى الله ببعضها ادخلنى نار جهنم ولا ارانى الا سياخذنى ببعضها ولا يغفر لى ابدا
فقال الرسول هل اشركت بالله شيئا فقال الشاب اعوذ بالله ان اشرك بربى شيئا فقال الرسول اقتل النفس التى حرم الله قال الشاب لا فقال الرسول يغفر الله لك ذنوبك ولو كانت مثل الجبال الراوسى قال الشاب فان ذنوبى اعظم فقال الرسول يغفر الله لك ذنوبك ولو كانت مثل الاراضين وما فيها من بحار وانهار واشجار وجبال ورمال فقال الشاب ان ذنوبى اعظم فقال الرسول يغفر الله لك ذنوبك ولو كانت مثل السموات وما فيها من العرش والكرسى قال الشاب ان ذنوبى اعظم من ذالك فنظر النبى الى الشاب كهيئة الغضبان ثم قال ويحك يا شاب ذنوبك اعظم ام ربك فقال الشاب سبحان ربى ما شىء اعظم من ربى فقال الرسول وهل يغفر الذنب العظيم الا ربك العظيم فقال رسول الله وما هو ذنبك يا شاب فقال الشاب ان ذنبى
انى كنت انبش القبور سبع سنين كنت اخرج الاموات وانزع الاكفان وابيعها وفى ذات يوم ماتت جاريه من بعض بنات الانصار فلما حملت الى قبرها ودفنت وانصرف عنها اهلها وجن الليل اتيت قبرها فنبشته ثم استخرجتها ونزعت ما عليها من اكفان وتركتها عاريه مجرده على شفير قبرها ومضيت منصرفا فأتانى الشيطان فأقبل يزينها لى ويقول اما ترى بطنها وبياضها فلم يزل يقول لى هذا حتى رجعت اليها ولم املك نفسى حتى جامعتها وتركتها مكانها فاذا انا اسمع صوت من ورائى يقول يا شاب ويل لك من ديان يوم الدين يوم يقفنى واياك كما تركتنى عريانه فى عساكر الموتى ونزعتنى من حفرتى و سلبتنى اكفانى وتركتنى اقوم جنبه الى حسابى فويل لشبابك من النار
فما سمع رسول الله كلام الشاب حتى قال له تنحى عنى يا فاسق انى اخاف ان تنزل علينا نار من السماء فتحرقنا بذنبك اخرج من هنا وليس لك توبه فخرج الشاب من عند الرسول يبكى فأتى المدينه فتزود منها ثم اتى احد جبالها فتعبد فيها ولبس مسحا وغل يديه الى عنقه ونادى يا رب انا عبدك بين يديك مغلول يارب انت الذى تعرفنى اصبحت من النادمين واتيت نبيك تائبا فطردنى وذادنى خوفا منك فاسالك باسمك وجلالك وعظمة سلطانك لا تخيب رجائى سيدى ولا تبطل دعائى ولا تقنطنى من رحمتك فلم يزل يقول ذالك اربعين يوما وليله ثم رفع يده الى السماء وقال اللهم ان كنت تقبلت دعائى وغفرت خطيئتى فاوحى الى نبيك وابلغه انك قد توبت على وغفرت لى فاوحى الله الى نبيه بواسطت جبريل وقال له يا محمد اانت ترزق الخلق فقال لا اانت خلقت الخلق فقال لا فقال جبريل لو خلقتهم يا محمد لرحمتهم ابلغ الشاب ان الله قد تاب عليه فقال النبى لاصحابه من يدلنى على هذا الشاب فقال عمر يا رسول الله بلغنا انه فى جبل كذا فمضى النبى مع اصحابه حتى انتهوا الى ذالك الجبل فصعدوا اليه يطلبون الشاب فاذا هم يجدون الشاب قائما بين صخرتين مغلولة يداه الى عنقه قد اسود وجهه وتساقطة اشفار عينيه من البكاء وقد احاطت به السباع وصفت فوقه الطيور وهم يبكون لبكائه فدنا منه الرسول وفك يديه وقال له ابشر فانك عتيق الله من النار وان الله قد تاب عليك
ان هذا الحديث موضح فيه الركاكه فى اللفظ وعدم ضبط اصول المتن وهو من الاحاديث الموضوعه المنقوله عن بنى اسرائيل والمدسوسه فى بعض الكتب والمجلدات وهى من الدخيل على الاسلام والتصحيف و صور الوضع ظاهرة جدا فيه ومنها انه يصور عمر بن الخطاب يبكى على بكاء هذا الشاب الفاسق مع ان الجميع يعلم من هو عمر بن الخطاب الذى اعز الاسلام به والذى جعله الله سيفا يفتح به البلاد ويوسع فى الرقعه الاسلاميه الشجاع الذى لا يخشى فى الله لومة لائم الذى يغار على الدين من اى منتهك لحرمات الله تعالى قسى القلب على الفسقة المعتدين يصوره هذا الحديث الموضوع المكذوب انه يبكى على بكاء فاسق انتهك حرمات الله وايضا يصور ان رسول الله الرحيم العطوف الذى قال له ربه فبما رحمت من الله لنت لهم والذى وصف اخلاقه فقال وانك لعلى خلق عظيم تجد ان هذا الحديث يصور الرسول فى صورة الرجل الجبار القاسى القلب الذى يقنط الناس من التوبه ويخوفهم من جبروت ربهم ويسطوا على افكارهم فيرعبهم كما فى هذا الحديث ويقول اخرج يافاسق لعل الله ينزل علينا نار من السماء فتحرقنا بذنبك فهل من المعقول ان يحرق الله نبيه بناره بسبب معصيت عباده وتجد هذا الحديث المكذوب ايضا يصور جبريل عليه السلام وهو يقسى قلبه على النبى وينكر عليه فعله مع الشاب بقوله اانت خلقت الخلق اانت ترحم الخلق ذالك جبريل الامين الذى يحب رسول الله وكان رفيقا له فى رحلة الاسراء والمعراج ولما توفى النبى تجد ان الملائكة فى السماء تقف صفوفا لانها تقوم بعزاء جبريل فى النبى من شدة حبه له وتجد ايضا ان هذا الحديث يصور السباع والطير محشورة لهذا الشاب تبكى معه والله الذى لا اله غيره ولا رب سواه ما وجدت ولا اجد مثل سليمان و داوود عليهم السلام لتقف السباع والطير لتحشر لهم فهل هذا الشاب اصبح نبى مع فسقه فنعوذ بالله من هذا القول ونستغفره من هذا الكلام المكذوب واذا تمعنتم فيه جيدا فسوف تخرجون الكثير من علامات التكذيب والضعف واثار الكذب واضحت فيه ناهيكم عن ان ليس لهذا الحديث اسنادا ولا راويا متفق على روايته له حتى نقف على عدالته وضبطه وانا احذر المسلمين جميعا من مغبة الوقوع فى تصديق هذا الحديث المكذوب فانه من الاحاديث الاسرائيليه الدخيله لتضليل المسلمين عن تعاليم دينهم وروايته حرام والمصدق به اثم ومذنب لانه يساعد بنقله نشره بين شباب المسلمين فيرتكب الفواحش على غراره ويأتوا بالكبائر مستدلين به
وفى النهايه اشكركم على مروركم الكريم واسال الله ان اكون وفقت فى بيان تكذيب هذا الحديث ومدى تضعيفه وتحريم نقله واستودعكم الله
