قصـــة لـــم تكـتـمـل ...

ولمحتها خلف الغروبْ

والشمس فى الآفاق تبحث

عن طريق للهروبْ

أسرعت أجرى نحوها ..

أسرعت أقفز فوق أسوار الدروبْ

فلكم حلمت بأن أراها وحدها

حتى أصارحها بحبٍ

بين أركانى يذوبْ

بل كى أصارحها بحبٍ ..

فيه أركانى تذوبْ



وظللت أجرى فى الطريقْ

بل كنت ألتهم الطريقْ

والشوق فى الأعماق يكوينى

بنيران الحريقْ

ودنوت منها وابتسمتْ

وشعرت أن الحزن فى الأحشاء ذابْ

ورأيتها تجرى الى بلهفةٍ

ماكنت أعرف وقتها

ان كنت فوق الأرضِ

أو فوق السحابْ

ان كنت كهلا يُحتضَرْ

أم أننى مازلت ..

فى عمر الشبابْ

ووقفت مبهورا أفتش عن كلامْ

الصمت حاصرنى ..

فلم ألقَ الكلامْ

أغمضت عينى .. وانتظرتْ

وسبحت فى بحر من الأحلامْ

فرأيت نفسى أحتويها

بين أحضانى ..

تصب جمالها الفتانَ فى عينى ..

فأغلق فوقه أجفانى

وسمعتها تشدو بلحنٍ ..

أُبدِعتْ فيه المعانى

قبَّلتها .. حدثتها ..

ناجيتها من عمق وجدانى

وانساب قلبى بين أنسام الخيالْ

وظللت أحلم أننى

أجتاز أسوار المحالْ

وشعرت أن الحلم طالْ

وفتحت عينى بعدها ..

اسود فى عينى الوجودْ

ما عدت أدرك أى معنى ..

للفناء أو الخلودْ

صمت الكلام وماتت الأحلامُ

أقسمت الأمانى يومها ..

ألا تعودْ

وسقطت فى بحر الشرودْ

يا حزنَ قلبى ..

لم تكن تجرى الىَّ



لملمت خطواتى ..

وعدت أجرجر الأقدام

حزنا .. للوراءْ

ووقفت أرقب من بعيدْ ..

قلبين ذابا بين أحضان اللقاءْ

الحب بينهما كبركان تفجَّرَ

ثم ضاق به الفضاءْ

والشوق يصرخ بين عينيها ..

وفى عينيه يلتمس البقاءْ

لم ألقَ فى عمرى عناقاً ..

يحتوى هذا النقاءْ

قالت حبيبى ..

خِلت أنكَ سوف تنسى موعدى

فأجابها : أنسى ..؟

وكيف وفى عيونكِ مولدى ..؟

قالت أحبكَ

قال حبكِ صار غايةَ مقصدى .

قالت ألن تنسى زمانى ..

خلف أسوار السنينْ ..؟

فدنا ليطبع قبلة فوق الجبينْ

وأجاب فى رفقٍ :

سيبقى حبنا رغم السنينْ

وسنعبر الأحزان مهما

حاصر الدربَ الأنينْ



قالت ..

وقال ..

وراحت الكلمات بينهما

تبوح بكل ما فى القلب

من حب دفينْ

وأنا وحيدٌ أرقب الأحداث فى صمتٍ ..

بقلب مستكينْ

الشمس غابت ..

ثم جاء الليل مكسورا حزينْ

رحلا معاً .. وأنا وحيدٌ ..

بين آلامى سجينْ



وجلست أبكى بين أشلاء الأمانْ

سقطت عيونى فوق أنقاض الحنانْ

وقف الزمانْ ..

وتمزقت أرض المكانْ

الصخر يبكى ..

والنجوم تموت فى

قلب السماءْ

والبدر يغرق بين أمواج الفضاءْ

والكون من حولى ..

شقاء فى شقاءْ



لملمت آلامى وسرت

على الطريق بلا طريقْ

وكأن روحى قد هوت

فى بئر أحزان عميقْ

واليأس فى قلبى

وفى عينىَّ ..

قد مات البريقْ