لو رايت الدنيا محبوسه عنك
ان الحمد لله حمدا طيبا مباركا فيه وصلاه وسلام على من لا نبى بعده خير خلق الله وعلى اله الطاهرين رغما عن انف الحاقدين وسلام على الصحابه اجمعين ومن تبعه باحسان الى يوم الدين وبعد
اخوانى واخواتى فى الله
ان الله تعالى لطالما ابتلى الانبياء والصالحين على مر العصور
ومن ثم فان الابتلاء حتما فى هذه الدنيا التى نحياها
ومن لم يبتلى فى حياته فعليه النظر فى ذاته ونفسه
فالمومن يبتلى على قدر دينه
البعض ياتى له الشيطان من هذا الباب ويقول له لا تجعل ايمانك فى زياده كلما زاد ايمانك زاد ابتلاؤك
ولكن المؤمن الفطن لا يبالى من هذا الكلام
لان ابتلاء المولى تعالى فيه رحمه اى ظاهره فيه عذاب وباطنه فيه رحمه
والفطن من ادرك هذا
والله ان ابتلاء الله مهما كان
فيه رحمه وكلنا نشعر بها
وان كنا من اهل البلاء فى الدنيا فالحمد لله ان شرفنا بهذا قبل لقائه
لكن يتوجب علينا قبل ان نحمد الله ان نرضى بقضائه فان الرضا من تمام الحمد والشكر للمولى
وبعد ان نحمده تعالى نتوكل عليه فى كل امورنا
فالتوكل على الله هو نبراس الحياه شرط ان يكون التوكل نابع من قلب صادق متيقنا وواثقا بحكم الله
ارايتم سيدنا يوسف الصديق عليه السلام عندما دعته امرات العزيز وافترت عليه الكذب
ماذا كان حاله؟؟؟؟؟؟؟
كان متنيقنا من نصر الله ومتوكلا عليه فجاءه البرهان من الله سبحانه وتعالى
وبعد ذلك قد ظلمته امرات العزيز مره اخرى وزوجها فاودعاه فى السجن لبضع سنين ومع ذلك صبر واتخذ من سجنه مكانا
للدعوه الى الله ولم يبالى بهذا المكان
لانه على علم انه لن ياخذ من الدنيا الا ما قدر له منها
وان هذا نصيبه من الله فى هذا الوقت
وبعد ان صبر وصبر اخرجه الله من السجن ومكن له فى الارض وجعله مالكا لخزائن الدوله وجمع شمله بابيه النبى يعقوب عليه السلام واخوته وكل اهله من بعد فراق يقارب اربعون عاما
هل تعلمون لماذا رفعه الله هكذا ؟؟؟؟؟؟؟؟
الرد فى هذه الايه الكريمه
قال تعالى
((انه من يتق ويصبر فان الله لا يضيع اجر المحسنين))
فالدنيا مهما زاد ابتلاؤها فهى راحله
ومهما زاد نعيمها فهى زائله
وبشرى لك ايها المبتلى الصابر انك من اهل البلاء اسوه بالانبياء والصالحين ومعهم فى الجنه بامر الله
يا الله هل فكرنا يوما كيف سيكون حالنا يومها يوم ان دخلنا الجنه بامر الله مع الانبياء وهم يتحدثون معنا
وينادوننا باسمائنا ويتقربون منا هؤلاء الذين صبروا فى الدنيا واصطفاهم الله وكلمتهم الملائكه فى الدنيا
يتقدمهم سيدنا محمد نور الكون صلى الله عليه وسلم
ونكسى من نوره ونوره يغمرنا فلا شمس هناك ولا قمربل اكثر من هذا والله عقلى لا يصدق هذا
ويالله لو كان معنا اهلينا فى الدنيا
والله كل هذا يهون علينا جميعا
وماذا عندما نراه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
من بكينا خوفا منه
واملا فيه
من عصيناه
وكم سترنا
من اعطى لنا قلوبا نقيه بامره ترجع له عند العصيان وعند الاحزان
وتتلذذ بمناجاته
فها نحن الان نجازى
وما هو الجزاء ؟
انه وعد الله فى الدنيا عندما نرضى بحكمه وعدله ورحمته
يالله
سياتى سياتى ذلك اليوم لا محاله بامر الله
اما الى سعاده واما الى شقاء
اسال الله ان نكون من اهل السعاده
هل تعادل لحظه واحده فى الجنه بكاءنا طوال حياتنا وتعبنا
وهل تعادل نظره واحده الى الله تعالى عناء الكون كله
لاوجه لمقارنه اصلا
بكينا الان وسنبكى غدا
لكن قريبا سينتهى وقت الدموع بامر الله
قال الامام الغزالى
اذا رايت الله يحبس عنك الدنيا ويكثر عليك الشدائد والبلوى
فاعلم انك عزيز عنده
وانك عنده بمكان
وانه يسلك بك طريق اولياؤه
وانه يراك
اما تسمع قوله
((واصبر لحكم ربك فانك باعيننا))
يتوجب علينا ان نعلم ان قدر الله له حكمه من الله لو علمناها لراينا القضاء هو عين النعمه والمن من الله
نسالك يا الله يا مسهل الشديد
وملين الحديد
ويا من هو كل يوم يامر بجديد
ان تخرج عبادك من حلقات الضيق الى اوسع الطريق
قال احد السلف فيما معناه
يجد العبد طعم الراحه عند اول قدم يضعها ويخطو بها فى الجنه
حقا والله
لذلك يتوجب علينا اخوتى فى الله
الا نحزن على ما فى الحياه
فما خلقنا الا لنمتحن ونبتلى
لذلك علينا ان نهون على انفسنا
ولا نتكدر
اعلم انه صعب والا لما جعل الله ثوابه عظيم جدا
علينا ان نتاكد ان الفرج قريب قاذا اشتد سواد السحب
بامر الله عما قليل ستمطر
وكلنا نعلم جيدا
ان اشد ساعات الليل ظلمه يليها فجرا ونورا
اسال الله العظيم ان يهون برحمته على عباده المؤمنين
وان يسلكهم داب الصالحين
وان يجعلهم من المقبولين
وجزاكم الله خيرا اجمعين
معذره للاطاله
