عالم الملائكه هو عالم ملىء بالغموض و هو فى علم الله محض وفى مكنون محيط بحور كثيف غيبه صرف وقد امرنا الله تعالى بالايمان بوجود الملائكه وجعله من اركان الاسلام وقواعد الايمان وانما انا اردت ان اتحدث عن عالم الملائكه الاخيار وحديث عنهم ليس من قبيل الترف العلمى ولا الجدل الفلسفى بل اردت التحدث عنه ترسيخا للايمان بوجودهم وتاكيدا على حقيقة خلقهم وتعميق لكينونيتهم بيننا ولالقى الضوء عليهم لترى ببصيرتك العظمه الالهيه فى مخلوقات الله الجليله الجميله فى ( عالم الملكوت ) كما ترى ببصرك الجمال والروعه والسحر الذى تحمله الطبيعه فى هذا العالم المحسوس الملموس وهو (عالم الملك ) وتقول معى بتعمق اليقين سبحان مالك الملك والملكوت سبحان الله الحى الباقى الدائم الذى لا يموت والان سوف اتحدث عن عالم الملائكه الاخيار فى عناصر بسيطه ومركزيه دقيقه
من هم الملائكه
الملائكه هم \ ارواح لطيفه خفيفه شريفه رقيقه دقيقه قائمه مزدوجه مقترنه باجسام نورانيه علويه طاهره خيره ذوات حقيقه موجوده متصفه بصفات جليله حميده واعمال شريفه رشيده واقوال صادقه مخلصه سديده ولهم القدره على التشكل باشكال حسنه جميله ولقد عصمهم الله من اسباب و دوافع الشر والمعصيه وبراهم من الشهوات الجامحه فهم لا يتزوجون ولا يلدون ولا يولدون ولا يوصفون بالذكوره ولا الانوثه ولا ياكلون ولا يشربون وهم يسكنون فى السماء وفطرهم الله على الطاعه والعباده فهم مجبولون عليها لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون
عبادات الملائكه
ان الله تعالى تكرم وتفضل وتعطف على الملائكه ففطرهم على عبادته وطاعته فعبادة الملائكه لله هى غذائهم و دوائهم و راحتهم وسعادتهم وترك الملائكه للمعاصى و فعلهم الطاعات لا يكلفهم مجاهده ولا مكابده و لا مشقه لانهم مفطورون عليها والملائكه لا يعتريهم تعب ولا نصب ولا هم ولا غم ولا كرب ولا حزن ولا يأس بل على العكس ان الله يغمرهم بالسرور والسكون والراحه والسلم والطمانينه وذالك من فرط عبادتهم لله تعالى فقلد روى الامام احمد والترمزى والنسائى عن ابى ذر الغفارى قال قال رسول الله ( انى ارى ما لا ترون واسمع ما لا تسمعون أطت السماء وحق لها ان تئط ما فيها موضع اربع اصابع الا وفيه ملك واضع جبهته لله ساجدا والله لو تعلمون ما اعلم لضحكتم قليلا و لبكيتم كثيرا ولما تلذذتم بالنساء على الفرش ولخرجتم الى الصعدات تجأرون الى الله ان يرحمكم ) وروى الامام البيهقى عن عدى بن أرطاه قال قال رسول الله ( ان لله ملائكة ترتعد فرائصهم من مخافة الله ما منهم ملك تقطر من عينيه دمعه الا وقعت ملكا قائما يسبح وملائكه سجودا منذ خلق الله السماوات والارض لم يرفعوا رؤسهم ولا يرفعونها الى يوم القيامه وملائكه ركوعا لم يرفعوا رؤسهم ولا يرفعونها الى يوم القيامه وصفوفا لم ينصرفوا عن مصافهم ولا ينصرفون عنها الى يوم القيامه فاذا كان يوم القيامه تجلى لهم ربهم فنظروا اليه وقالوا سبحانك ما عبدناك كما ينبغى لك ) ومن عبادتهم ( الصلاة ) فصلاة الملائكه قال تعالى ( والصافات صفا فازاجرات زجرا فالتاليات ذكرا ان الهكم لواحد رب السماوات والارض وما بينهما ورب المشارق ) فى هذه الايه اقسم الله تعالى بطوائف من الملائكه صافات للصلاة والعباده صفوفا متراصه خاضعين خاشعين لرب العالمين ورزى الامام مسلم والنسائى والترمزى عن جابر بن سمرة قال قال رسول الله ( الا تصفون كما تصف الملائكه عند ربهم ؟ قلنا وكيف تصف الملائكة عند ربهم ؟ فقال يتمون الصفوف المتقدمه ويتراصون فى الصف ) اذا فالملائكة يصلون ومن عبادتهم ( الصيام ) فصيام الملائكه فالملائكه كرمهم الله تعالى فهم لا يأكلون ولا يشربون ولا يتناكحون لأن جميع اوقاتهم لعبادة الله تعالى لا ينفقون لجظه فى تناول الطعام واعداد الطعام ثم التخلص من نفياته و بقاياه فهم صائمون لا ياكلون ولا يشربون ولا يتناكحون منذ خلقهم الله فى هذا الصيام الى قيام الساعه ومن عبادتهم (الحج ) فحج الملائكه كما وضع لنا البشر الكعبه نحج اليها وضع الله ايضا لهم البيت المعمور فى السماء يحجون اليه ففلملائكه كعبه فى السماء السابعه يحجون اليها هى البيت المعمور روى الامام البخارى فى صحيحه ان رسول الله قال فى حديث الاسراء ( ثم رفع بى الى البيت المعمورواذا هو يدخله كل يوم سبعون الف ملك لا يعودون اليه مرة اخرى ما عليهم ويطوفون به كما يطوف اهل الارض بكعبتهم والبيت المعمور هو كعبة اهل السماء السابعه ووجدت النبى ابراهيم مسندا ظهره الى البيت المعمور لانه بانى الكعبه الارضيه والجزاء من جنس العمل ) من اجل ذالك فرض الله على المؤمنين عبادات الملائكه ففرض الصلاة وفرض الصيام وفرض الحج تعطفا وتكرما على البشر المؤمنين حتى يشبههم بالملائكه فلا يحرموا الاجر الجزيل من الله تعالى وحتى يباهى بهم الملائكه فى عبادتهم وطاعته له تعالى
علاقة الملائكه بالبشر
وعلاقة الملائكه بالبشر لا تخرج عن نطاق التكليف الذى الزمهم الله به ووظائفهم التى وظفهم الله تعالى بها ومدار عملهم الذى امرهم الله به مما يجعل هناك علاقه بينهم وبين البشر وهى علاقه تقتضى اللزوم والمصاحبه وهو بمقتضى عملهم المنوط بهم والعلاقه هى على الموجز المختصر
1- ملائكة تصوير وتطوير النطفه فى الاجنه
2- الملائكة الكتبه
3- الملائكه الحفظه
4- الملائكه السفرة بين الله ورسله من البشر
5- ملائكة الالهام والافهام والتحديث
6- ملائكة الامداد والتثبيت و التبشير والنصر
7- ملائكة نفخ الروح المتمثله فى ملك الموت واعوانه
8- ملائكة الجنه وخزنة النار
9- ملائكة مجالس العلم والذكر والقران
10- ملائكة الرؤيه المناميه
وكل هذا يوضح طبيعة علاقة الملائكة بالبشر وهى علاقه اللزوم والمداومه من اجل القيام بمهام وظائفهم المنوطه بهم على اكمل وجه
سادة الملائكة ورؤسائهم
جبريل وهو الموكل بتبليغ الرسالة للمرسلين والنزول بالوحى على النيين وهو سفير السماء الى الارض وهو اكبر سادتهم ورؤسائهم جميعا
ميكائيل وهو الموكل بتقسيم الارزاق بين الخلق ونزول الغيث والمطر من السماء الى واخراج النبات من الارض
عزرائيل وهو الموكل بقبض ارواح البشر ونزعها من الجسد
اسرافيل وهو الموكل بالنفخ فى الصور يوم القيامه
وحملة العرش الذى يسبحون الليل والنهار لا يفترون
وخزنة الجنه الموكلون بحفظها والقيام بخدمة سكانها واهلها
وخزنة النار الموكلين بحفها والقيام باقامة النكال والوبال بسكانها واهلها
فهؤلاء هم اشراف الملائكه ورؤسائهم وقادتهم وسادتهم وهم من الملائكه الكرام والارواح العظام عليهم جميعا من الله الف الف سلام
وجوب الايمان بهم
يجب على كل مسلم الايمان بوجود الملائكه الكرام فالايمان بالملائكه ركن من اركان الاسلام وشعبة من شعب الايمان ومن انكر وجودهم فهو كافر لانه انكر شىء معلوم من الدين بالضروره صرح بوجوده القران وخبر به النبى فى سنته
عرفت الهوى مذ عرفت هواك ... واغلقت قلبى عمن عداكا
وقمت اناجيك يا من .... تعرف خفايا القلوب ولسنا نراكا
فلا الحمد فى ولا ذالك لى ... ولكن لك الحمد فى ذا وذاكا
ولست على الشجو اشكو هواكا ... فانى رضيت بما شئت لى فى هداكا
ارجوا ان اكون قد افدتكم بمادة دسمعه عن عالم الملائكه الاخيار الغيبى الذى يجب الايمان به مع عدم القدرة على رؤيته وانما تكلمت عن هذا العالم حتى اطلعكم عن بعد اخباره وافعاله ارجوا ان اكون وفقت فى ذيادة معلوماتك و معرفتكم بهذا العالم فى هذه اللمحه البسيطه والكلمات الموجزة الدقيقه
