قوات الدفاع الجوي-الافق المشتعل 2
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قوات الدفاع الجوي-الافق المشتعل 2
اليوم الثاني للحرب
في السادسة والنصف من صباح اليوم الثاني للقتال-7اكتوبر- قامت الطائرات المعادية بمهاجمة سبعة من المطارات المصرية المتقدمة ، هى بني سويف وبير عريضة والقطامية والمنصورة وجناكليس وشبراخيت وطنطا ، وخصصت 8 - 12 طائرة فانتوم وسكاي هوك لكل واحد من هذه المطارات.
وكان هذا تكرارا آليا للخطة التي اتبعتها القوات الاسرائيلية صباح الخامس من يونيو 1967 وحققت بها نجاحا ساحقا اخرج القوات الجوية المصرية من المعركة حتى نهايتها.
واقتربت الطائرات الاسرائيلية على ارتفاعات منخفضة جدا فوق البحر المتوسط لتباغت مطارات شمال الدلتا ووسطها ، وفوق البحر الاحمر لتنقض على المطارات الاخرى ، وظنت انها سوف تتغلب بذلك على الحقل الراداري المصري ، وتفاجىء دفاعنا الجوي .. ولكن المفاجأة جاءت هذه المره من جانب مصر.
وجدير بنا ان نتوقف هنا لنفحص امر المفاجأة التي يصعب تحقيقها بقوات ذات طبيعة عمل دفاعية ، اي التي لا تتحكم في توقيت ومكان الضربة التي تكيلها للعدو ، كما ان اخفاء حجم وتمركز وحدات الصواريخ يعتبر امرا مستحيلا الى حد كبير مع التطور الهائل في وسائل الاستطلاع حيث يستطيع اي قمر صناعي امريكي جوال ان يلتقط لها صورا دقيقة ومتجددة بصفة مستمرة ، كما تستطيع اي طائرة استطلاع امريكية الصنع سواء اطلقتها الولايات المتحدة او اسرائيل ان تقوم بنفس المهمة وبدقة افضل.
ولقد وعت قوات دفاعنا الجوي هذه المبادىء ، وبذلت كل الجهد لتحقيقها ، ففشل هجوم العدو على مطاراتنا فشلا زريعا ، وكل ما استطاعت تلك الطائرات الثماني والستون التي هاجمت قواعدنا الجوية ومطاراتنا صباح السابع من اكتوبر ان تفعله لم يزد على مجرد القاء قنبلة في نهاية ممر فرعي بأحد المطارات ، وقنبلة زمنية اخرى بجوار مبنى منعزل في مطار آخر اصابته بتصدع بسيط ، لم يمنعه من مواصلة العمل.
واستمرت القاذفات المصرية تقلع من هذه المطارات لتقصف اهدافها في عمق سيناء .. بينما كانت المقاتلات المصرية تنتظر الطائرات المعادية قبل ان تبارح المجال الجوي المصري لتدخل معها في معركة جوية وتدمرها .. فبترت بذلك ذراع اسرائيل الطويلة .. وخسر العدو في هذا الهجوم ثماني عشرة طائرة فانتوم وسكاي هوك ، وعددا من طياريه وملاحيه.
لم يكن ذلك سهلا على قوات دفاعنا الجوي لان اكتشاف الطائرات على الارتفاعات المنخفضة مع تركيز الاعاقة والشوشرة الالكترونية التي تقوم بها ما زالت احدى المشاكل العلمية التي يعكف العلماء على دراستها ، وبالاضافة فان اصابة الطائرات الحديثة بالصواريخ عمل يحتاج الى درجة عالية من الكفاءة ، مثل طائرات الفانتوم الي نحتاج الى موضوع كامل لذكر مميزاتها الرهيبة.
فطائرات الفانتوم تحمل صواريخ تعمل على ترددات الاجهزة الالكترونية المصرية وصواريخ اخرى حرارية تتجه نحو مصدر الحرارة كمولدات القوى ( بطاريات الصواريخ ) وكذلك الصواريخ الموجهه بالتليفزيون ، ورغم كل ذلك فقد امكننا ان نتغلب على هذه الصواريخ وان نسقطها بعيدا عن اهدافها ولكن كيف ؟ انه سر حربي مازلنا نحرص عليه كل الحرص توصلت اليه العقول المصرية ومهندسو الالكترونيات المصريون.
وخير تعقيب على ذلك ما قاله احد طياري الفانتوم الاسرى الرائد طيار جيرو يعقوب امنون " لقد كانت الصواريخ المصرية مؤثرة للغاية وكنا نحاول الابتعاد عن مواقعها خشية ان تصاب طائراتنا .. وعلى الرغم من محاولات التملص منها الا انها كانت فعالة للغاية ، مما ادى الى وقوع خسائر كبيرة في الطائرات الاسرائيلية ، خاصة طائرات الفانتوم "
ايقن العدو من فشل هجومه الاول على المطارات المصرية ، فراح يطور اسلوبه ، ويجري بعض التعديلات التي تلخصت فيما يلي :-
1- مضاعفة عدد الطائرات التي تقوم بالهجوم لتصبح 16 24 طائرة ضد كل مطار.
2- مهاجمة مواقع الرادار بكثافة.
وفشل العدو في اسلوبه الجديد بفضل المدفعية والرشاشات م/ط التي كانت تدافع عن مواقع الرادار ، والتي كانت رغم صغر حجمها على درجة عالية من الكفاءة اجبرت العدو على الهجوم من ارتفاعات اعلى مما يجب ، فسقطت اغلب قنابله بعيدا.
مطار واحد فقط استطاعت الطائرات الاسرائيلية اغلاقة لمدة لا تزيد على ثلاث ساعات ، ولم يكن هذا المطار الوحيد مدافعا عنه بالصواريخ وانما بوحدة مدفعية صغيرة ، وعلى الرغم من ذلك فقد دمرت هذه الوحدة بالتعاون مع الوحدات الاخرى اثنى عشر طائرة اي ما يساوي ثمان واربعون مليونا من الدولارات.
وظلت القواعد الجوية والمطارات المصرية تستقبل الطائرات وترسلها الى اهدافها طبقا للخطة الموضوعة ، ولم تصب ايه طائرة مصرية وهى على الارض طيله ايام القتال .. وكان معنى ذلك ان ذراع اسرائيل الطويلة قد بترت وفقدت بأسها بفضل دفاعنا الجوي الباسل.
الموضع التالي
الجزء الاخير من الافق المشتعل
قوات الدفاع الجوي - الافق المشتعل 3
قصة صمود اربع بطاريات للصواريخ ببور سعيد الباسلة
