مبادرة لإطلاق قمر صناعي إسلامي.. وقناة "الناس" تتخلى عن ثوبها الديني
أعلن بعض الأفراد المنتمين لما يُدعى "التيار الإسلامي" مبادرة لإطلاق "قمر صناعي إسلامي"، في معرض احتجاجهم على الإجراءات التي اتخذتها السلطات الإعلامية المصرية في مواجهة بعض القنوات الدينية أخيرا، حسب ما كشفت مصادر خاصة نقلا عن تقرير لصحيفة الشرق الأوسط السعودية أمس (السبت).
وفي الوقت ذاته أعلن مسئول قناة "الناس" الفضائية، التي أغلقت مؤخرا، تخلّي القناة عن ثوبها الديني، وتبنّيها خريطة برامج جديدة متنوّعة.
وفي تطوّر آخر نظّم عدد من الجماعات السلفية الجمعة مظاهرة شارك فيها المئات، من بينهم نساء، بعد صلاة الجمعة أمام مسجد النور بمنطقة "العباسية" بالقاهرة نددت بإغلاق بعض القنوات الدينية.
يُذكر أن شركة "نايل سات" قررت مؤخرا إغلاق عدد من القنوات الدينية والصحّية والمنوّعات، مبررة القرار بقولها إنه جاء بعد "مخالفة القنوات لاشتراطات التعاقد ولجوئها لبثّ الفتنة بين أطياف الأمة، أو الترويج لخرافات العلاج البديل، أو ترويجها للإباحية".
ومن جانبه نفى أنس الفقي -وزير الإعلام- وجود أي دوافع سياسية وراء اتخاذ هذا القرار.
وقال "منتصر الزيات" -المحامي وثيق الصلة بالجامعات الإسلامية- إنه أطلق المبادرة المنادية بطرح اكتتاب عام لتوفير التمويل اللازم للقمر الصناعي الإسلامي، مشيرا إلى أن هذه الخطوة لا مناص منها في ظلّ التطوّرات التي تشهدها الساحة الإعلامية حاليا.
وأضاف أن الطرح القائل بانتقال القنوات الإسلامية الدينية المغلقة أو التي ضيّق عليها الخناق -على حد تعبيره- إلى أقمار صناعية عربية أخرى قد يكون حلا مؤقتا، ولكن لا يمكن الاستناد إلى هذا بصورة دائمة؛ حيث تتفق الدول العربية على المدى الطويل في المرامي، ومما يأتي في هذا السياق اتفاق القمر الصناعي المصري "نايل سات" والأردني "نور سات" على وقف قناتي "الرحمة" و"الحكمة".
وتابع: "إننا في حالة كرّ وفرّ وحرب ضروس ولا بد أن نبحث عن البدائل في أوروبا على الأقل في الفترة القليلة المقبلة"، واستبعد نكوص القنوات الدينية، ضاربا المثل بقناة "الناس"، وتراجعها عمّا تقدمه من برامج دينية والعودة لبثّ الموسيقى والمسرحيات، قائلا: "هذا أمر غير طبيعي ومستحيل أن يحدث".
ومن جانبه أكد "علي سعد" -نائب رئيس مجلس إدارة قناة "الناس"- أن إدارة القناة قدّمت بالفعل تعهّدات مكتوبة باحترام ميثاق الشرف الإعلامي، والخرائط الجديدة للبرامج؛ لتتسق مجددا مع التعاقد الذي منحت الشركة على أساس منه الترخيص، مؤكدا أن القناة ذات هدف تجاري بحت، "ولا بد من احترام القانون والدستور الذي نعمل تحت ظله".
وأعرب "سعد" عن تفاؤله بحلّ أزمة القناة، وعودتها للبثّ خلال أسبوع واحد، مؤكدا أن مصر لا تزال واحة الإعلام الحر، وأن الخريطة الجديدة توخّت تقسيم برامج القناة على جميع المجالات التي تهمّ المشاهد، ليجد فيها الإنساني والنفسي والتربوي والاجتماعي جنبا إلى جنب مع المواد الدينية، وقد لاقت الترحيب من الجهات المسئولة.
وقال نائب رئيس "الناس": "إن كون القناة متنوعة لا يتناقض مع كونها محافظة، فلا يوجد ما يُكرهنا على بثّ مواد غنائية أو موسيقى أو إظهار مذيعات بمظهر غير وقور، كما أن اشتراط عدم التصدي للفتوى إلا للمؤهلين شرط التزمنا به، وسنواصل الالتزام به".
وكانت أنباء قد تواترت عن إضراب الداعية صفوت حجازي عن الطعام حتى إعادة بث قناة "الناس"، وتداولت مواقع إلكترونية إسلامية الدعوة لجمع التبرعات لشراء حيز تردّدات في قمر أوروبي أو قمر "سهيل" القطري المقرر إطلاقه نهاية العام الحالي 2010.
ويذكر أن قناة "الحكمة" الموقوفة عادت يوم الجمعة إلى البثّ من خلال قمر "أتلانتك بيرد" الصناعي التابع لشركة "يوتلسات" الفرنسية، وهو قمر موازٍ لـ"نايل سات" أي يدور على مداره ذاته.
وأفاد منتصر الزيات أنه أتمّ ترتيبات عقد مائدة مستديرة غدا (الإثنين) لمناقشة "إغلاق القنوات الفضائية وحرية التعبير"؛ لحشد التأييد لهذه الفكرة، مشيرا إلى أن ما يحدث على مختلف أصعدة الساحة الإعلامية من تجفيف للمنابع لا بد أنه تمهيد لتطوّر غير طبيعي على الساحة السياسية، ولكنه أمر لا يمكن التنبؤ به في الوقت الحالي.
وتابع: إن القمر الجديد لن يكون إسلاميا، بمعنى أنه لن يبثّ سوى القنوات التي تكتفي بالمواعظ والإرشاد الديني، ولكنه سيمثّل مصداقا لفكرة حرية التعبير، وأوضح أنه تمّ إعداد الدراسة الشاملة لهذا المشروع، بيد أنه يشعر بأن هذه الفكرة ستجد صعوبات كثيرة وقت التنفيذ؛ لافتقارها إلى الدعم السياسي.