القوات الجوية - فوق السحاب
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في هذا الموضوع سوف يتم عرض بطولات القوات الجوية المصرية اثناء حرب اكتوبر المجيدة.
* لم يسبق لطيارينا البواسل ان خاضوا حربا جوية حقيقية مع اسرائيل ، اذ باغت العدو طائراتهم وهى جاثمة على الارض في الجولتين السابقتين فدمرها ... مساء في خريف 1956 بواسطة الكانبيرا البريطانية والميراج الفرنسية بالوكالة عن اسرائيل ، وصباحا في صيف 1967 بالقوات الجوية الاسرائيلية بالاصالة عن نفسها ..
وكانت قواتنا البرية والبحرية اثر كل ضربة مفاجئة مركزة للعدو تجد نفسها وقد تعرت من غطائها الجوي في مسرح الحرب المكشوف ، وصارت في وضع بالغ الشدة والحرج.
اما في حرب رمضان ، فقد دارت الامور بصورة مختلفة تماما عما سبق ، اذ نشط القتال الجوي منذ اللحظة الاولى للحرب حتى لحظتها الاخيرة .. فالعملية الهجومية الاستراتيجية "بدر" قد استهلت نشاطها القتالي بتوجية ضربة جوية مركزة مفاجئة للعدو ، اعقبها قتال جوي عنيف ، استمر على اعلى درجات النشاط ، حتى حققت قواتنا الجوية العملاقة كل مهام القتال المحددة لها ، وخرجت بعد كل هذا الجهد الرائع وذلك الانجاز العظيم قوية الجانب واسعة الخبرة عالية الكفاءة شديدة الايمان بعون الله وتوفيقه..
وكان خلف هذا النجاح الكبير عمل دؤوب بدأه الرجال باصرار وهمة بمجرد ان خمدت النيران في مطاراتهم بانتهاء النكسة الكئيبة.
وبدأ الاعداد لانشاء شبكة هائلة من المطارات في كافة ارجاء مصر ، لتستوعب الاعداد الكبيرة من الطائرات والطيارين ، وتنهض بالمهام الخطيرة والكثيرة التي سوف توكل الى القوات الجوية في الحرب القادمة.
استهلت العملية الهجومية الاستراتيجية "بدر" اعمال القتال بالضربة الجوية المركزة المفاجئة ، في تخطيط رائع بين الجبهتين المصرية والسورية ، وتنسيق دقيق مع باقي الافرع الرئيسية للقوات المسلحة العربية..
وقامت تشكيلاتنا الجوية بقوة 220 طلعة طائرة قتال بالانطلاق شرقا في توقيت واحد ، نحو اهدافها المنتخبة بحذق ومهارة بالغة ، لكل تشكيل جوي هدفه الذي يتعين عليه ان يدمره ، واهدافه التبادلية للطواريء .. ولكل تشكيل جوى وجهته المحددة ، وسرعته وارتفاعاته المحددة ، وللجميع هدف واحد ، هو الحاق الدمار بالعدو حيثما كان واينما يصير..
1- مطارات المليز وتمادا ورأس نصراني تحولت الى حطام.
2- عشرة مواقع صواريخ ارض جو طراز هوك صارت هباءا.
3- ثلاثة مواقع رادار ومراكز توجية وانذار صمتت الى الابد.
4- محطتا ام خشيب وام مرجم للاعاقة والشوشرة في سيناء امستا شعلة من النيران.
5- ثلاثة مناطق شئون ادارية راحت على العدو.
6- النقطة القوية شرق بورفؤاد سحقها طيارونا البواسل.
واستمرت المقاتلات القاذفة تضرب بشدة لتحقق السيطرة الجوية ، فتقصف مطارات العدو في سيناء واجهزة الرادار ومواقع الهوك ، طيلة فترة العمليات ، وانجزت في هذا السبيل حوالي 300 طلعة طائرة.
يذكر ان الضربة الجوية الاولى تمت بنسبة نجاح بلغت 95% وخسائر لقواتنا بنسبة 2% على الاكثر.
ومع فجر السابع من اكتوبر تصدت المقاتلات لهجمات العدو الجوية ضد مطاراتنا ، واشتبكت معها في معارك جوية دارت اعنفها قاطبة على امتداد ايام 7 ، 8 ، 9 ،10 اكتوبر ، في شمال الدلتا ، حيث كان العدو يدفع في كل هجمة من 60 الى 70 طائرة ، وامكن لمقاتلاتنا في تعاون رائع مع دفاعنا الجوي ان تصيب وتدمر الكثير منها ، وان تمنعها تماما من تحقيق اي هدف لها ، بما اجبرها على التخلص من قنابلها وصواريخها في الحقول ، فيما خلا بعض طائرات قليلة كانت تتسلل نحو المطارات فتصيب احدها اصابات تافهة لا تستغرق عملية اصلاحها الا ساعات قليلة..
وجدير بالذكر ان العدو خلال المدة من 7 حتى 20 اكتوبر قد حاول مهاجمة 10 طائرات مصرية وهى القطامية والمنصورة والصالحية وطنطا وشبراخيت وجناكليس وقويسنا وابو حماد وبني سوبف وبير عريضة ، ولكنه فشل تماما على الرغم من مهاجمة مطار القطامية مثلا 6 مرات بعدد 166 طلعة/طائرة ، ومهاجمة مطار المنصورة 5 مرات بعدد 66 طلعة/طائرة الا ان هذين المطارين ظلا يعملان بكفاءة تامة طوال المعركة.
وذلك بالاضافة الى النجاح الساحق الذي حققته قواتنا الجوية خلال المعارك الجوية ، وشهدت منطقة السويس وفايد اعنف المعارك الجوية ، التي اشترك فيها من كل جانب ما يربو عن السبعين طائرة مقاتلة ، في تلاحم ونضال مميت ، استمر في بعض الاحيان ساعة كاملة واكثر.
وبلغ اجمالي عدد المعارك حوالي 50 معركة جوية ، منها ثمانية معارك كبيرة تدخل سجل الخلود في تاريخ قواتنا الجوية المظفرة ، التي اسقطت للعدو خلالها فوق شمال الدلتا وبورسعيد وفايد والسويس ما يقرب من 90 طائرة..
ويقول طيار اسرائيلي وقع في الاسر "قد شاهدت معركة جوية بين الطائرات الاسرائيلية والمصرية اسقطت فيها ثلاث طائرات فانتوم ، وسيطرت الطائرات المصرية على المعركة"
وذلك فضلا عن اسراب المقاتلات القاذفة التي حققت ارقاما قياسية في معدلات اصابة وتدمير الاهداف المعادية ، وقد انجزت فيما بينها ما ينيف على الالف طلعة/طائرة..
وعن المعاونة الجوية المباشرة للجيش فقد تمت بكفاءة نادرة وتنسيق فعال منذ ان بدأ القتال وحتى صمتت النيران ظهر الثامن والعشرون من اكتوبر ، وقد انجزت القوات الجوية حوالي 3000 طلعة/طائرة في هذا السبيل..
وعن قاذفاتنا فقد انطلقت من قواعدها تصب الدمار على اهدافها المنتخبة وتلقي مئات الاطنان من القنابل المهلكة على مطارات سدر والطور ، وتبيد وتشتت تجمعات العدو المدرعة وقواتة الميكانيكية التي تسللت عبر الثغرة نحو الدفرزوار ، وتحطم معابره ومراكز قيادته..
وحقق الفنيون والمهندسون اعلى درجات الكفاءة والمهارة في آداء الواجب المنوط بهم ، فاحتفظوا بنسبة صلاحية الطائرات في اعلى درجاتها ونجحوا في اتمام اعمال اعادة ملء الطائرات بالوقود والذخيرة والقنابل في ما لا يزيد عن 6 دقائق .. ولم يملؤوا الدنيا ضجيجا لتلك الارقام المذهلة ، كما ملأتها اسرائيل عام 1967 عندما حققت رقما نادت بأنه الاعجاز الذي لا يجارى ... وكان مجرد 7 دقائق ونصف .. لم يملأ رجالنا الدنيا ضيجا لانهم كانوا على ثقة انه الواجب ... مجرد الواجب.
وهكذا استمرت قواتنا الجوية تنفذ مهامها بنجاح طوال ايام الحرب مما شكل تهديدا مباشرا لاهداف العدو في سيناء المحتلة وفي عمق اراضيه ، ومما يدل على شدة خشيته من طائراتنا ونسورنا انه خصص حوالي نصف طلعاته القتالية للقيام بمهام المظلات الجوية فوق سيناء.
على هذا النحو قاتل رجال قواتنا الجوية في حرب رمضان فصالوا وجالوا فوق السحاب ، وانجزوا المهام الجسيمة ، وحققوا الهدف المنشود ، وصدق فيهم قوله سبحانه وتعالى " من المؤمنين رجالا صدقوا ما عاهدو الله عليه " ... فكانوا اصدق المؤمنين.
جدير بالذكر ان قائد القوات الجوية في حرب اكتوبر هو /
القائد البطل لواء طيار/ محمد حسني مبارك
http://www.youtube.com/watch?v=7-Mcm...layer_embedded
الموضوع القادم بأن الله
القوات البحرية - المضيق والمندب
