حين يهرب عليك القدر

عندما تضيق بك الانفاس
فتصير كالحبيس في الاقفاص
ترى الهم دواء الغم
فيصبح الموت مصيرك المحتم
تفقد احاسيسك و تفقد مشاعرك
في وسط الغابات لا تبصر غيرك
و كأن الألم حكم أبدي
فتغدو العَبر امرا اعتيادي
تغدو الحقيقة كالسراب
فيبدو لك الصادق كذاب
و المنافق جذاب

و الغبي ذو ألباب
فتتوه وسط الكذب و الحقيقه
تخشى الناس و تفقد الثقه
فكل تلك الذكريات تصبح ممزقه
أما الدموع فهي الآن صديقه
لا تتركك و لا تغفل عنك
ان ضحكت انقلبت عليك
و ان صمت زادت بين عينيك
فهي الان تتحكم بكل ما يعنيك
أما بسماتك التي تعبت و انت تحاول انتشالها من سماء الحزن
تبتعد أكثر فأكثر عنك وأنت واقف تشاهد طفوها مودعا
فتتساءل
اي اهون البكاء ام الصبر و الشقاء
تتراءى لك المتاعب من بعيد
و كانها لن تتركك لكنها الهموم ستزيد
تحاول الهرب
لكن ما من هارب من القدر
فحتى و ان اخرها فسيدركه الدهر
فلا مهرب و لا مفر
مما قد كتب في سطور قدر البشر
فكل له مكتوب
نحاول الهروب
لكننا لا نخدع سوى انفسنا
و لا نضحك سوى على حالنا
و لسنا بفارين من هنا
حتى وان سافرنا و اكبر المسافات قطعنا