ابدأ الان بتقديم فارس الكلمة وليغفر لى ذلتى ان انقصته حقه وانا اعلم انى لم اوفيه ولم استطع ذالك ابدا وانا استاذن حضراتكم ان نمشى جميعا اليه على اطراف اصابعنا تادبا واحتراما واجلالا لشخصه وعظيم مكانته ومقداره انه الذى يعظم اهل الدين ويقرب المساكين لا يطمع القوى فى باطله ولا يياس الضعيف من عدله الذى قال فيه ضرار العدائى اشهد بانى رايته فى بعض مواقفه وقد ارخى الليل سدوله وغارت نجومه رايته قابضا على لحيته يتململ تململ السليم ويبكى بكاء الحزين وهو يقول لنفسه ( يا دنيا غرى غيرى الى تعرضت ام الى تشوقتى هيهات هيهات قد طلقتك ثلاثا لا رجعة فيها فعمرك قصير وخطرك حقير آه ......... آه ....... من قلة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق )
انه الفقيه الواثق والخطيب البليغ حاضر البديهه يسعفة علمه الواسع وفطنته الرشيده الرجل الذى شهد له بحرارة ايمانه وعمق تفكيرة وحسن بلاغته وفلسفته فى الحياة التى لا يدانيها احد اتدرون من هو
انه فيلسوف الفلاسفه وعالم العلماء وفارس الكلمه الذى لم يسجد لصنم الفتى العرمرم ( على بن ابى طالب ) الذى قال عنه رسول الله مدينة العلم انا وعلى بابها
انه اول المسلمين من الشباب و اول المبارزين يوم بدر و اول الثابتين يوم احد واول الفاتحين يوم خيبر واول السابقين يوم فتح مكة انه الرجل الذى كرم الله وجهه فلم يسجد لصنم قط الذى قدم روحة فداء للنبى وتغطى يوم الهجرة ببردة الحضرمى الاخضر الذى لم يهزم سيفه ابدا يصيح الصيحة فى الحرب فتنخلع لها قلوب الشجعان الذى تتفجر ينابيع العلوم والحكم فى لفظة وكلمته
لقد وصف الله جل جلاله فقال
( لا يشغله شان ولا يغيره زمان ولا يحويه مكان ولا يصفه لسان لا يعزب عنه قطرة ماء ولا نجوم السماء ولا سوافى الريح فى الهواء ولا دبيب النمل على الصفا ولا مقيل الذر فى الليلة الظلماء يعلم مساقط الاوراق وخفى طرف الاحداق )
ووصف خلق الانسان فقال
( ام هذا الذى انشاه فى ظلمات الارحام نطفة دهاقا وعلقة محاقا وجنينا ثم راضعا ووليدا ثم يافعا ومنحه قلبا حافظا ولسانا لافظا حتى اذا قام اعتداله واستوى مثاله نفر مستكبرا وخبط سادرا ماتحا فى غرب هواه كادحا سعيا لدنياه )
الم اقل لكم انه فارس الكلمه
وتجده عندما راى فيه الناس شخصا تتوافر فيه كل صفات الحاكم القوى فدعوة الى الخلافة فقال
( دعونى والتمسوا غيرى فانا مستقبلون امرا له وجوه والوان لا تقوم له القلوب ولا تثبت عليه العقول ان الافاق قد اغامت والمحجة قد تنكرت واعلموا انى لو احجبتكم ركبت بكم ما اعلم ولم اصغ الى قول قائل وعتب عاتب ان تركتمونى فانا كاحدكم ولعلى اسمعكم واطوعكم لمن وليتموة امركم وانى لكم وزيرا خير لكم )
انه الامام على باب النبى وفارس الكلمه الذى كانت اخر وصية قالها لنا قبل ان يفارق دنياه وهو يوصى بها ابنه قبل وفاتة فقال
( يا بنى اوصيك بتقوى الله والغيب والشهاده وكلمة الحق فى الرضا والغضب والقصد فى الفقر والغنى والعدل على الصديق والعدو والعمل فى النشاطوالكسل يا بنى ما شر بعد الجنة شر ولا خير بعده النار خير وكل نعيم دون الجنة حقير وكل بلاء دون النار عافيه واعلم يابنى ان من ابصر عيب نفسه شغل عن عيوب غيرة ومن رضى بقسم الله لم يحزن على ما فاته ومن هتك حجاب اخيه انكشفت عورات بنيه ومن اعجب برايه ضل ومن استغنى بعقله زل ومن سفة على الناس شتم ومن سلك مسالك السوء تهم ومن خالط الانذال حقر ومن جالس العلماء وقر ومن كثر كلامه كثر خطؤه ومن كثر خطؤه قل حياؤه ومن قل حياؤه قل ورعه ومن قل ورعه مات قلبه ومن مات قلبه دخل النار )
الم اقل لكم انه فارس الكلمه التقى الفاضل الذى كان منطقه الصواب وملبسه الاقتصاد الذى عرضت عليه الدنيا فلم يريدها واسرته ففدى نفسه منها فليغفر لى الامام ذلتى فلم اعطى له حقا ولو تحدثت عنه الى حين
اتمنى ان اكون قد افدتكم بما قدمته ولا لوم على فلم اوفيه حقه واستودع الله دينك و خواتيم اعمالكم
