الاصول و الدوافع وقوة النفس
بسم الله و لا معبود بحق الا اياه ولا رب سواه لا اله الا الله ........ و بعد
فانا الانسان من حيث بشريته ركب من اربع اصول اساسيه هى المسؤله بشكل اساسى عن السلوك و الدوافع حال حياته فى هذا العالم
الاصل الاول هو \ العقل وهو الجوهر الغيبى النورانى سيد الجسد و رئيس الاعضاء الموهبه الالهيه و المنه الربانيه مركز الحركه ومدار الفكر و اساس الافعال و الدوافع
واليه تسند الاعمال الجاده التى تصلح معيشة الانسان وتفسدها من تطوير الى الافضل او الى الاسوء وبه يحكم على افعال الانسان بالذكيه او الغبيه وبه جوهره لطيفه وموهبه دقيقه الا وهى البديهيه
الاصل الثانى هو \ القلب وهو مركز الاحاسيس والمشاعر ورب الوجدان واليه تسند دوافع الخير من حب و عواطف وود ودوافع الشر من انتقام و عداوة و غيرها وهو طور تجلى الله فى جسد العبد حيث قال تعالى فى الحديث القدسى ( ما وسعتنى سمائى ولا ارضى ولكن وسعنى قلب عبدى المؤمن ) وبه النيه التى هى زمام العمل قال رسول الله ( ان فى الجسد مضغه اذا صلحت صلح العمل واذا فسدة فسد سائر العمل الا و هى القلب )
الاصل الثالث هو \ النفس وهى جوهر نارى مركب فى جسد الانسان تسند اليها المسؤليه الكامله فى الاعمال الشهوانيه و شتى المشتهيات من مأكل و مشرب وملبس ومنها تخلق النوازع الشريرة والخيرة وهى اعدى اعداء الانسان وقد اشارة اليها امراة العزيز فى قولها (وما ابرأ نفسى ان النفس لأمارة بالسوء )
الاصل الرابع هو \ الروح وهى جوهر نورانى لطيف مصدر الحياه غير محسه مطمئنه
خيرة غيبيه لا يعرف كنهها الا الله ولا يعلم حقيقتها احد سواه و يرجع اليها كل دوافع الزهد والتجرد و الورع
بناء على ذالك فاى سلوك يقوم بفعله الانسان نستطيع ان نرجعه بسهوله الى اصله المسؤله اليه ولكنى اريد ان اقف وقفه مع النفس لانها الاصل الاصيل فى كل عمل شرير وشهوانى فان النفس الامارة بالسوء هى اعدى للانسان من ابليس وانما يتقوى الشيطان على الانسان بسبب هوى النفس و شهواتها فلا تغرنك نفسك بالامانى فجاهد النفس يكون بالطاعه و قلة الكلام وحمل الاذى من الانام والاقتصاد فى الطعام فتكتسب من قلة الكلام السلامة من افات اللسان ومن احتمال الاذى البلوغ الى الغايات ومن قلة الطعام موت الشهوات ولذالك كان الصحابة والتابعين الصالحين يجاهدون النفس ويزجرونها اذا دعتهم الى نوازعها التى ذكرتها انفا فكان الامام على بن ابى طالب يقول ( ما انا ونفسى الا كراعى غنم كلما ضمها من جانب انتشرت من جانب اخر من امات نفسه يلف فى كفن الرحمه و يدفن فى ارض الكرامه ) وروى ان مالك بن دينار كان يمشى فى سوق البصرة فرأ التين فاشتهته نفسه فخلع نعله واعطاه الى البقال وقال اعطنى التين فرأ البقال النعل وقال لا يساوى شيئا فمضى مالك فقيل للبقال الا تعرف من هذا قال لا فقيل له هذا مالك بن دينار فحمل البقال الطبق على راس الغلام وقال له ان قبل مالك منك هذا فانت حر فمضى الغلام خلف مالك بن دينار وقال له اقبل هذا منى فأبى فقال اقبل فان فيه تحريرى فقال مالك ان كان فيه تحريرك ففيه تعذيبى فألح الغلام عليه فقال مالك بن دينار حلفت ان لا ابيع الدين بالتين ولا اكل التين الى يوم الدين
فلابد للانسان ان يقمع شهوات نفسه ويقبع نوازعها ويتقى الله ربه حتى يحظى بخيرى الدنيا والاخرة ولا يكون كالذى اتبع نفسه هواها فخسر الدنيا والاخرة وهذا هوالخسران المبين ويجاهد نفسه فان الصحابة كانوا اذا رجعوا من جهاد الكفار قالوا رجعنا من الجهاد الاصغر الى الجهاد الاكبر وهو جهاد النفس
انى ابتليت بأربع ما سلطوا .... الا لشدة شقوتى وعنائى
ابليس والدنيا ونفسى والهوى .... كيف الخلاص وكلهم اعدائى
وارى الهوى تدعوا اليه خواطرى .... فى ظلمة الشهوات والارائى
فيا ربى خلصنى بحقك منهم .... وارزقنى عفاف و تقى وبهائى