أيها الساده .. كلكم مزورون !
أيها الساده .. كلكم مزورون !
أتمنى أن أقف أعلى برج الجزيرة وأصرخ أيها السادة الكرام كلكم مزورون.. الحكومة لا تزور الانتخابات.. ولكن نحن المزورون.. فالانتخابات تعتمد على شراء الأصوات والبلطجة الرسمية وغير الرسمية وعلى العصبيات ونفوذ المرشح وعائلته.. بغض النظر عن كونه صالحاً أو طالحاً!!
ومعنى الانتخابات أن الناخب عندما يدلى بصوته، فإنه يشهد أمام الله أن هذا المرشح هو أفضل المرشحين، أمانة ووفاء ووطنية ونظافة.. ليس له فى السرقة ولا التزوير..
ولا القمار ولا بيع تأشيرات حج بيت الله الحرام، ولا الاستيلاء على أراضينا نصباً واحتيالاً.. و.. وإلى غير ذلك.. من الجرائم التى يرتكبها الذى ينفق الملايين التى يعلم مصدرها، شراء لحصانة يرتكب بها ما أعانه شيطانه عليه..
فهذا المرشح إضافة إلى كل هذه الشبهات... هو مزور بالدرجة الأولى.. وببجاحة.. إذ يقدم نفسه للقوم على أساس طهارة اليد وطهارة القلب.. ولا هو طاهر القلب ولا هو طاهر اليد.. ولكن.. نحن معشر الناخبين- قبلهم- مزورون.. فأعضاء الأحزاب كلها، كبيرها وصغيرها.. يضعون الالتزام الحزبى قبل الالتزام الوطنى!!
كلهم وبلا استثناء وضعوا مصر التى آوتهم وأطعمتهم وربتهم وراء ظهورهم.. ويروجون ويهللون ويهتفون زورا وبهتاناً لمرشحين بعينهم، وهم يعلمون هم ومرشحوهم أنهم كاذبون ومزورون.. ابتغاء لمصلحة فردية هزيلة..
ونقف نحن الناخبين (ضحايا الجهل ومغفلين) أمام الصندوق، ويختار معظمنا فى ظل كل هذا اختياراً خطأ.. ألسنا أيها السادة الكرام، كلنا مزورين.. ألسنا كلنا نكذب مرشحين وناخبين.. ثم يأتى مجلس- أى مجلس- ليقول موافقون موافقة.. أيها السادة.. كلنا مزورون وكاذبون.. ولحساب الحكومة صاحبة طوابير العيش والاستيلاء على أموال المعاشات وانهيار التعليم والصحة والتجويع والعلاج على نفقة أموال الغلابة.. ألسنا.. كلنا «نستاهل» أكثر وأكثر مما يجرى لنا؟!
عميد بالمعاش/ عزمى عدوى هانى
مما راق لى
