الرقص وتحرير القدس
17 ربيع الثاني 1429هـ الموافق له 23- 4- 2008م
في حين توجه الصواريخ إلى قطاع غزة، وتذبح غزة، بل لا تزال أشلاء الأطفال عالقة على أشجار الزيتون في منطقة جحر الديك، وعمليات الذبح لإخواننا في غزة ما زالت متواصلة، بل إن غزة فعلاً قد دخلت في كارثة لا تحمد عقباها، وكم سطرنا عن حال غزة الذي يبكي المُقل، ومع هذه المصائب التي تتوالى على غزة؛ نجد هناك من يرقص على آهات شعبنا معتبراً الرقص والغناء وسيلة للتحرير!!
حيث انطلقت فعاليات مهرجان الرقص المعاصر في مدينة رام الله معقل فريق محمود عباس يوم الخميس الماضي 17 إبريل ويمتد لنحو أسبوعين، والذي تنظمه سرية رام الله بحضور فرق رقص من عدة دول أوروبية من بينها إيطاليا، وإسبانيا، وصربيا، وبلجيكا، وسويسرا، وغيرها من الدول الأوربية، كما ويضمن حضور العشرات من المغنين والموسيقيين، والراقصين والراقصات، كما يتضمن ورش عمل للتدريب على الرقص والخلاعة!!
وقفات محيرة مع هذا المهرجان الذي يزعم منظموه بأن الرقص نوع من المقاومة، مفارقات من العسير فهمها، ولكن هذا ما دأب عليه أعداء الأمة من خلال إيجاد عبيد للدينار والدولار لتطبيق أجندة خبيثة في مجتمع بذرته طيبة، ويعتبر العقيدة الإسلامية جزءاً لا يتجزأ من جسده، بل يدفع الغالي والرخيص من أجل الذود عن حياض الأمة ومقدساتها، ثم بعد ذلك نجد راقصين وراقصات من بني جلدتنا ينسبون زوراً للشعب الفلسطيني.
إن لم تستح فاصنع ما شئت:
من جانبه اعتبر الدكتور سالم سلامة النائب في المجلس التشريعي عن حركة حماس، ورئيس رابطة علماء فلسطين سابقاً، وأستاذ الحديث سابقاً في الجامعة الإسلامية في حديث لـ"مفكرة الإسلام" أن مهرجان الرقص الغنائي الذي يتم تنظيمه حالياً في قصر الثقافة يندرج تحت حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت)، مستهجناً كيفية تنظيم مهرجانات لرقص ماجن في الوقت الذي يقتل الأطفال والنساء، ولا يجدون ترياقاً أو دواء لعلاجهم بسبب الهجمة الصهيونية الشرسة على غزة.
وحول قيام فضائية فلسطين بعرض الأغاني الماجنة والرقص بالتزامن مع المجازر التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني؛ أكد الدكتور سلامة أن ما يعرض من تفاهات عبر فضائية فلسطين التابعة لعباس وفريقه لا تمثل أبداً توجهات الشعب الفلسطيني الأصيل، وإنما تمثل زمرة عباد الدولار، مشيراً إلى أن فضائية الأقصى والقدس تعمل كل ما بوسعها من أجل إظهار صورة مشرفة ومشرقة للشعب الفلسطيني وجهاده من أجل دحر اليهود من أرضنا المقدسة.
وشن الدكتور سلامة هجوماً لاذعاً على الراقصين على آهات شعبنا الفلسطيني المكلوم قائلاً: إن هؤلاء الراقصين لا يوجد عندهم ذرة دم أو حياء ولا حتى شهامة، إذ يتراقصون في الوقت الذي تذبح فيه غزة.
واعتبر سلامة أن هذا المهرجان الماجن، والذي يتزامن مع ذكرى النكبة التي تعرض لها الشعب الفلسطيني؛ بأنه مخطط له مسبقاً لكي ينسى الشعب الفلسطيني نكبته ومقاومة المحتل الغاشم، وأضاف: لقد باع هؤلاء فلسطين على مذبح الدولار الأمريكي، فهم يطبقون أجندة صهيونية غربية مقابل الدولار الأمريكي، قائلاً: لقد أضاعنا الأقرباء، وذبحنا الأعداء.
ورداً على ما زعم به مشرف المهرجان خالد عليان بأن الرقص جزء من مقاومة المحتل تساءل الدكتور سلامة: هل عندما يرى أولمرت لحوم المتبرجات الكاسيات العاريات سيهرب ويفر، ويترك القدس والمسجد الأقصى لأصحابه؟!
لم يكن أبداً من ثقافة الفلسطينيين:
وفي السياق ذاته شدد الدكتور عطا الله أبو السبح وزير الثقافة السابق في حكومة حركة حماس، وأستاذ الفقه في الجامعة الإسلامية في حديث لـ"مفكرة الإسلام" على أن الرقص لم يكن في يوم من الأيام من ثقافة الشعب الفلسطيني المسلم المجاهد، وذلك رداً على مزاعم منظمي مهرجان الرقص الماجن.
وتابع الدكتور أبو السبح: إن هذا الرقص والتمايل والتخاصر عبث ومجون، بل استهتار بدماء الأطفال أمثال الطفل محمد البرعي، وإيمان حجو، مشدداً على أن هؤلاء الراقصين افتقدوا أدنى مقومات الإحساس والأخلاق.
ودعا الدكتور أبو السبح منظمي مهرجان الرقص لمراجعة أنفسهم تجاه هذه المهرجانات التي لا تمثل إلا منظميها، ولا تمثل الشعب الفلسطيني الأصيل.
وكذلك أكد بدوره أن الهدف من وراء تلك المهرجانات الماجنة صرف الفلسطينيين عن قضيتهم، داعياً في الوقت ذاته لضرورة تصدي القنوات والمواقع الإسلامية لمثل هذه التفاهات.
وحول ما تقوم ببثه فضائية فلسطين التابعة لحركة فتح ولحكومة محمود عباس من برامج خلاعية، وأغان ورقص بالتزامن مع المجازر الصهيونية ضد غزة قال الدكتور أبو السبح: إن فضائية فلسطين المنسوبة زوراً وبهتاناً لفلسطين لا تمثل إلا العار والخزي ولا تمت لشعبنا بصلة، بل إن هناك من أبناء فتح من يشعرون بالخزي تجاه ما تقوم ببثه هذه الفضائية.
وقلل الدكتور عطا لله أبو السبح من تأثير ما تبثه فضائية فلسطين، وهذا المهرجان على سمعة الشعب الفلسطيني وجهاده في سبيل الله"؛ لأن العالم الإسلامي والعربي بات يعرف هؤلاء القوم، ويعرف منهجهم جيداً.
http://islammemo.cc:المصدر