http://www2.0zz0.com/2010/09/09/03/241062415.gif
في آخر أيام شهر ابريل ... قامت قرية في جنوب شرق بيروت بقتل مصري و التمثيل بجثته .... أخذوه من الشرطة قصرا .. إثر القبض عليه لقيامه بقتل أسرة من والدين و طفلتين .. لأنهم رفضوا تزويجه أحد ابنتاهما ... قتلوه .. سحلوه بسيارة في شوراع القرية " كاترمايا" ثم انهالوا عليه ضربا -جميع أهل القرية-و قتلوه ثم مثلوا بجثته .. و علقوه على أحد أعمدة الإنارة في أحد الميادين العامة .. بعد أن سمحوا "للأطفال"بأن يلقوا عليه الحجارة قائلين : الله أكبر الله أكبر .
مشهد مروع .. و لننقل الصورة كاملة هذه بعض أقوال أحد اللبنانين لأحد أصدقائه المصريين نقلا عن أهالى القرية و بعض تعبيراته :
اقتلوا المجرم اقتلوا الخائن اقتلوا المصرى وهجموا على سيارة الشرطة
---
فللعلم الناس هنا لا يفرقون بين الإسرائيلى والمصرى فنحن قرية فى الجنوب اللبنانى واكتوينا بنار إسرائيل وعملائها عدة مرات
---
فبعد أن قتلوه أخذوا يمثلون بجثته ويقولون لقد انتقم الله من المجرم انتقم الله من العملاء الخونة وأخذ بعض الأطفال يلقون الحجار على جثته ويرددون الله أكبر الله أكبر الله أكبر
---
وللحقيقة فإن الناس هنا يكرهون مصر أكثر من كرهم لإسرائيل، فهم يرددون دائماً (ولظلم ذوى القربى أشد مضادة من الحسام المهند
----
نقلا عن جريدة اليوم السابع
و لنرى المشهد كاملا و لنستخرج منه الحقائق و الدلائل .. نعم لقد قام هذا المصري بقتل أسرة و اغتصاب طفلة فيما يقولون .. قد يرد بهذا البعض لتبرير ما حدث .. و لن نتكلم باسم العدالة و القانون .. فنحن هنا لاستخرج بعض الحقائق.
أولها : لاحظنا من التعليقات أن "الأخوة" اللبنانيون يكرهون مصر عموما .. صوروها على أنها الخائنة للقضية .. بل معظهم يكرهوناها أكثر من اسرائيل على حد تعبيرهم ... مصر تهاوت داخليا .. و تهاوت صورتها خارجيا .. مصر أكلها الفساد .. فهيا كيان يقوم على الفراغ .. و بدأ يسقط في عيون الأخوة .. مصر بلد الشهداء و الوحدة العربية .. أصبحت بلد الخائنين .. مصر أم الدنيا .. و إلهام العرب .. صارت خارج الدنيا .. و مهانة العرب .. و الصورة هنا عامة لا سياسية فقط .. فأنا و أنت و كلنا مسئولين .. لأننا ظلمنا أنفسنا و سكتنا على الظلم .. فصرنا لا شيء .. و ووضعنا جبين أبائنا في التراب .. و دوسنا عليه بأقدامنا .. صرنا من مهد الحضارة إلى مزبلة الحضارة و هامشها .. و الكلام يطول .. و العمر يقضر بالحزن و الكبت و الغيظ .. و لا يسمع منادى !!!!!
ثانيها : فأمر الأخوة يهمنا .. لأنهم مننا .. ونحن منهم .. لهم أعذراهم مما رأوه من عذاب لا يوصف ولا ينتهى من الاحتلال الإسرائيلي .. لكن هل وصلت إنسانيتهم إلى هذا الحد ؟ لقد وقف المتفرجون يصورون بالتليفونات المحمولة .. بمنتهى البلادة ... أعرف أن الحروب مصدر الأدباء و الشعراء .. لا مخرج الوحوش و أشباه البشر ... حتى الأطفال رمز البراءة و الجمال و الحرية و الحب .. صاروا وحوشا .. قتلوهم نفوسا لا أجسادا .. هؤلاء أي مستقبل ينتظرهم ؟!!!! لقد رموه بالحجارة قائلين : الله أكبر ...سبحان الله ... صار القتل باسم الله .. الله بريء منكم و من أعمالكم !
نتيجة جهل .. ظلم .. حروب ... الإنسان صار حيوانا .. بل الحيوان أفضل و أكرم .. فلا يعرف انتقاما ولا شرا
منقول لما احببت
