السلام عليكم ورحمة الله
أذعنت لطلبات زوجتي الكريمة ورغبة أبنائي الأعزاء في زيارة حديقة الحيوان لرؤية الفيل أبو زلومة وإنسان الغابة وغيرهم من الحيوانات الجميلة اللي دايما يشوفوها في ناشيونال جيوجرافيك وفي قرارة نفسي فرحان بأنها جت على قد جونينة الحيوانات يعني فسحة الغلابة جنينة وخضرة وحيوانات وكبيرك يا موعلمي 30 جنيه والعيال يكتبوها في ذكرياتهم أنهم راحو الجونينة ورغم بساطة الفسحة إلا إني شعرت بمدى الدوامة التي نعيشها في خلاط الحياة وآليت على نفسي ألا أفكر في أي شيء فقط أستجم وأتنفس هواء نقيا بدون أخبار الطماطم والانتخابات والبرادعي والبامبرز بتاع العيال واللحمة الله يرحم أيامها وبالفعل فقط اكتفيت بمتابعة أبنائي الاثنين وهم ينظرون للحيوانات المحبوسة في أقفاصها ولكن عادت ريما من عند خالتها في مارينا ولقيت عقلي سرح في خواطر عميقة نحو أحوالنا التي تنطبق على حديقة الحيوان وكان الآتي
• ملحوظة صغنونة قبل قراءة المقال: المقال ليس مكتوبا بالحبر السري ولكن فيه الكثير من الإسقاطات لن أوضحها تاركا العنان لتفكيركم لاستنباط ما في بطن الدكتور اللي هو أنا ولو مش فاهم الإسقاطات مش مشكلة كبيرة لأني أنا نفسي مش فاهم نصها [IMG]http://www.**********/vb/images/smilies/crazy.gif[/IMG]
1- القطط : لاحظت تواجد كبير للقطط في كل مكان في الحديقة في جبلاية القرود عند الحمار الوحشي عند الخرتيت وطبعا فيه كام قطة في قفص عشان تكمل الحدوتة قطط كتير مش موجودة في مكانها منتشرة في كل مكان هدفها تأكل اللي مش من حقها وتتحايل على حراس الحديقة للوصول لما تريد في مكر ودهاء وبكل السبل وبكل الطرق التي تساعدها على الهروب من قوانين الحياة لكن هيجيلها يوم وتدخل قفص الأسد.
2- الحمار الوحشي : الكائن الجميل اللي بيعتبره الكثير من الحيوانات القديمة باعتباره أبيض وأسود ودلوقت احنا دخلنا عصر الLCD وال HD كان واقف في مكان مهمل ومستخبي جنب حيطة آيلة للسقوط كأنه حاسس أنه مالوش وجود في الحياة عايش في الظل بعيد عن عيون المسؤولين أهو بياكل اللي يترمي له وعايش لغاية ما يقابل وجه رب كريم.
3- جبلاية القرود : من أكثر الأماكن التي أستمتع بها سواء في حديقة الحيوان أو في مشاهدة التلفزيون ولكني وجدت شيئين مثيرين للاهتمام الأولى النحافة الشديدة للقرود طبعا عشان الموز غالي الحاجة الثانية فهو القرد القائد حيث الجميع يخطبون وده لكي ينالوا المكانة في الجبلاية ويا ويل كل من يفكر التجرؤ على قائد الجبلاية الذي يتحرك في رشاقة وخفة بين أنحاء الجبلاية لفرض سيطرته واختيار الحاشية التي تتحرك معه.
4- الفيل : ذلك الكائن الضخم الذي أثقله جسده الثقيل الذي لا يطاوعه في الحركة يمينا ويسارا وفوق كل ذلك مكبل بالحديد كي لا يتجاوز مكانه فهو محبوس لا يستطيع فعل أي شيء دون أمر سيده وهو يمد خرطومه لكي يتلقف ما يلقيه إليه المحسنون في وعند ما يتركه الجميع فوجئت به يهيل التراب على ظهره ولولا الملامة كان هيلطم ويشق هدومه بل وكاد أن يغضب وسرعان ما ذهب إلى سيده عندما أشار إليه بالأكل مرة أخرى.
5- الأسد : رغم قوة جسده ونظرته الصارمة الموجودة على ملامحه المتأهبة للانقضاض على الفريسة وكل شوية يزأر بصوت عالي جدا ويتحرك يمنة ويسرة في القفص ليداري ما فعلته به السنون فالعمر لا يقف والشيب لن يتركه حتى لو داريته بألوان الأضواء أو بتغمية العيون أراه يترحم على كونه زعيم سابق اكتفى بكاميرات المصورين وطعام أسياده رغم ما يحاول إظهاره بأنه لا يزال الزعيم ولكنه فقط في استراحة محارب وأنه يداه طليقتان غير مكبلتين ولكن القفص ما هو إلا حالة مؤقتة سيتم التفاوض بشأنها فيما بعد لكي يعود لسابق عهده يزأر ويقود الغابة متذكرا قول الشاعر
قد نسمع عن ملك باغٍ وبيده الصولة والشان
وزعيم في الوهم غريق الماء لديه وظمئان
ووجوه لطخها عار وعيون فيها النكران
فإلى من خانك يا وطني ستعد تعد الاكفان
6- الزرافة: الوحيدة اللي كانت رأسها دايما مرفوعة وعايشة عشان كده للأسف ماتت ونسي الجميع اللي كانت بتعيش برأسها المرفوعة دائما وطبعا للأسف لم تستطع إدارة الحديقة استجلاب زرافة أخرى لعدم وجود كائنات تستطيع العيش برأس مرفوعة.
انتهت زيارتي للحديقة وعدت لمقعدي في خلاط الحياة وأيقنت أنه لا مجال للخروج من هذا الخلاط ولو حتى بالفكر دون الجسد إلا أن يتغمدنا الله برحمته
لكن الحسنة الأساسية التي خرجت بها أنه لا زالت في بلدنا الحبيب أماكن لفسحة الغلابة يعني بأتوبيس بجنيه أو تركب مترو وتنزل محطة السيدة زينب وتركب ميكروباص جامعة ب 75 قرش وتذكرة الجونينة ب 2 جنيه يعني ممكن بعشرين جنيه تتفسح فسحة مووووووووووووووووووز وتحيا مصر وعظيمة يا مصر يا أرض اللوا وانزل بالسلام الجمهوري.
