((عيـون تترصد ، وأصـابع تعبث ، وعناصر خسيسة))
بسم الله الرحمن الرحيم ،
ـــــ
حقا كنت في حيرة أأبكي أم أفرح؟ ولكن إدراكي الجيد للموقف جعلني أومن أنه لا مجال للفرح أو النحيب .. بل إنه وقت العمل المتفاني لمعالجة الأمور على جميع المستويات السياسية والإجتماعية ، لنمر بسلام من هذا المأزق ، الذي أيقن أنه (مُرتبـا) وليس عفويا .. أقصد بذلك التصعيدات التي سيست حركة يناير سواء بأيدي داخلية أو خارجية ، رغبة في إشعال الفتنة الداخلية في مصر بعد فشل حادث الكنيسة بالأسكندرية في تحقيق رغباتهم الدنيئة من انقسامات طائفية داخل مصر.. إذ تجدهم الآن جنبا إلى جنب تأييدا للسيد الرئيس/محمد حسني مبارك تحت شعارات صادقة تعزز التقارب بين الجانبين المسلم والمسيحي .
كنا مع مطالب الشباب بقلوبنا إن لم نكن في قلب الميادين .. ولكن بعد تحول حركة 25 يناير إلى حركة مسيسة ، تأججها جهات داخلية وخارجية -أجنبية وعربية- وفقا لمصالحها ومطامعها ، مستغلة غياب بعض الضمائر والنفوس الضعيفة الأمارة بالسوء ، فتخضع أمام بعض الجنيهات مقدمة لتلك الجهات المندسة بكل خسة رغباتهم الحقيرة على "طبق من ذهب" .
لابد أن ندرك أنه لا نظام على وجه الأرض يحظى برضا الجميع ، فلكل نظام أعداءه .. ولا يعني صمت شعوب دول القوى الكبرى أنهم راضون تمام الرضا عن أوضاعهم ، فربما يُقطع لسان الناطق بمعارضة النظام ، مع السرية التامة لهذا العمل. فهذا الموقف الذي لا نحسد عليه من وقفة يناير وحتى تصاعد الموقف ، إن دل على شيء فهو يدل على الديمقراطية القائمة بالفعل. ويوضع في الاعتبار الاحتمالية الكبيرة لإلتفاف المنافقين الخونة حول مبارك لكونه رئيسا للجمهورية ، للبحث عن كيفية الكسب من وراء منصبه .
إن الذين يقفون حتى الآن بميدان التحرير مطالبين برحيل الرئيس محمد حسني مبارك ، ويلقون عليه اللعنات وينهشون في لحمه بدافع من الغرضين ، ما هم سوى عقول ضيقة الأفق ، تنظر تحت أقدامها ، ويستمعون لأصحاب المساعي الدنيئة ، ويقبلون رشاويهم بلا خجل !
فلأسأل أحدهم : ماذا بعد رحيل مبارك؟؟ وبدون شعارات وذكر ما عشناه من 30 عام في استقرار وأمان فقدناه الآن .. فخطابي لكل من يقف معارضا حتى الآن .. ولكل من لم يتوقف عن إسقاط اللعنات والسباب على السيد الفاضل رئيس الجمهورية : ألا من العظمة والمروءة أن يتمسك الرئيس بمكانه حتى إقرار السلام في وطنه ، ولرحل تاركا مصر آمنة مستقرة لمن بعده ، ولم يضرب بكل ذلك عرض الحائط بما أنه راحل راحل لا محالة بعد 9 أشهر ، ولم يفر بطائرة خاصة إلى السعودية .. بل يقف بكل شموخ مستجيبا لمطالب ابنائه لحقن الدماء وتهدئة الثائرين ، وليستمر في ذلك بكل طاقته حتى ينهي عمله وفترة رئاسته على أكمل وجه .
كل هذا مدعاة للفخر .. فلم يترك هذا الجليل مبررا لاستمرار التمرد والثورة .. كما لم يجد المغرضين مبررا للاستمرار سوى أن يرحل الرئيس وكفى .. ناظرين إلى عنادهم ، وإلى سبيل تحقيق مطاعهم .
فهذا التمرد المستمر لرحيل الرئيس مبارك ، والذي يدعمه عناصر غير مصرية .. دليل كافي على ترصد العيون الداخلية والخارجية للحظة رحيل الرئيس مبارك ، لتعم الفوضى ، ولتلتحم السياسات في صراع على الكرسي ، واشتعال الحروب الأهلية داخل مصر .. كل ذلك وأكثر في سبيل إضعاف مصر داخليا كي تصبح (علكة) مستساغة داخل افواه الطامعين.
قالـــوا .. أن الذعر الذي عشناه ليلة الجمعة ، من انتشار البلطجية والهجامين .. ما هو إلا من تدابير المطبخ السياسي المصري ، لتأديب الشعب لخروجه يوم 25 يناير .
وليكن ...
فبِــمَ تفسرون إذن وجود عناصر غير مصرية بين المتظاهرين في رفض نظام مبارك ؟!
بِــمَ تفسرون قيام تلك العناصر بتوزيع منشورات تحرض على الإستمرار في معارضة مبارك والمطالبة برحيله ؟!
بِــمَ تفسرون قيام تلك العناصر بتوزيع الرشاوي من جنيهات ووجبات الأطعمة على المتمردين للإستمرار في تمردهم الغير مبرر ؟!
بِــمَ تفسرون وجود شاشة عرض أمام (الجامعة الأمريكية) تعرض لقطات من تجمع "جمعة الغضب" وكتابة كلمة (صامدون) ؟!
بِــمَ تفسرون وجود تطعيمات مسمــومة للأطفال بالتزامن مع هذه الأحداث ؟! وذلك في سبيل القضاء على الأجيال المصرية القادمة !
بِــمَ تفسرون نشر موقع ويكيليس لوثائق تفيد تحالفا بين قطر واسرائيل ضد مصر باستخدام قناة الجزيرة ؟!
بِــمَ تفسرون اشتعال المنطقة العربية بأكملها في تزامن متتالي مُرتََب ؟!
العديد من الأسئلة المستثارة ، وأظن أن إجاباتها تنحصر في أن الموقف أكبر من تصوراتنا نحن ، وأبعد من الأفق السطحية التي ينظر إليها هؤلاء الحمقى المساقين خلف طامعي مصر داخليا وخارجيا .. ذلك المغنم النفيس الذي ستتصارع عليه جميع القوى العظمى بمجرد سقوطه ، والعياذ بالله .
وليس هذا وقت المناداة بتوسيع الأفق ، فالوقت يداهمنا والدقائق محسوبة علينا وليست لنا ، فلتكن إذن المساعي لتشتيت تلك الفرق لقمع الفتنة ، وسد الطريق وغلق جميع المنافذ أمام الدخلاء العاملين على أشدهم لخراب مصر.
وجدير بالذكر ، أن انسحاب الشرطة في بداية الأمر لم يكن سوى مسلكا دنيئا من أحد الخونة المحيطين بالرئيس الفاضل ، وأعتقد أنه قد تم الإطاحة به نهائيا ، ولا أظنه سيترك منعما في أرض الوطن الطاهرة الرافضة لأمثاله .. ولكن علينا أن نذكر أيضا تمسك البعض من رجال الشرطة بأماكنهم ، ومنهم من سقط شهيدا على اثر حرق أقسام الشرطة وكذلك هروب المساجين من السجون ، وما حدث أثناء تلك الكوارث من مشاحنات .
وأخيرا ، أوجه استنكارا حاااادا للرجل الذي قد فقد احترام وتقدير الجميع له "البرادعي" ، والشباب المغيب الملتف حوله .. بأي حق تنادي برحيل مبارك وتطالب بأن تُنصََب رئيسا لمصر ، وبأي صفة تنوي تنظيم "جمعة الرحيل" ، وأنت بعيد كل البعد عن وطنك مصر المتبرئ منك ومن الملتفين حولك .. ألحساب مطامعك في الكرسي تعمل ، أم لحساب قوى أخرى لست أكثر من لعبة خشب لجامها بين أصابعهم ؟؟
ارحل يا برادعي .. فمهما كان من فساد في عهد مبارك .. فيكفي نزاهة موقفه الأخير .
اللهم احمي مصر وشبابها وحضارتها من كل سوء
ملحوظة/ لست سوى مواطنة عادية عبرت عن وجهة نظرها بدجون أي مصلحة.
أعتذر للإطالة /
هدير زهدي