لو تخيلنا إن قطرة ميه كتبت اليوميات بتاعتها ... يا ترى هتكتب فيها إيه ؟!
تعالو نشوف قصة حياة قطرة الميه دي ..
1- في أحد الايام المشمسة التي بلغت درجة حرارتها الاربعين , كانت هناك أحد قطرات الماء التي تسكن في احد البحار ... وقد كان الجو شديد الحرارة على هذه القطرة المسكينة التي لم تجد أي شئ يحميها من هذه الحرارة الشديدة ... لذلك إستنجدت بزميلتها التي تسكن بجوارها في هذا البحر : بقولك إيه ؟ ... معندكيش شمسية سلف , ولّا حتى كاب ....
الزميلة : ياريت يا ختي ... ده إحنا حتى من حظنا إننا ساكنين على وش البحر, وكل يوم الشمس تلسعنا ... ياما قولتلك تعالي نسكن جوه بعيد عن السطح , أعدتي تقوليلي بتخنق وبخاف من الضلمة ... إستحملي بقى يا حلوة .
القطرة الاولى : بس إنهاردة الحرارة عليت أوي... أنا مش قادرة أستحمل , أنا حاسة إن النهاردة خلاص اليوم إلي هنتبخر فيه .
القطرة الثانية وقد شعرت بقرب النهاية : يالهوي .. يعني بدل ما أحنا سايلين كده هنبقى بخار ... وبدل ما الجزيئات بتاعتي كانت ماسكة في بعضها , كل جزئ هيفك من إيد أخوه ... وأبقى ماشيه مش عارفه أتلم على جزيئاتي .
القطرة الاولى وهي تشير لأعلى : شايفه البخار إلي طالع من هناك ده ؟ ... ده طالع من بيت الجيران .
القطرة الثانية : إيه ده هما عندهم حريقة دي ولا إيه ؟
القطرة الاولى وقد على صوتها : ياريت ياختي... دي مش حريقة ... دول جيراننا بيتبخرو .. وإحنا الدور جاي علييييييينا .
لم تعقب القطرة الثانية من هول الصدمة ...ولم يكن امامها إلا الإنتظار حتى تصل درجة حراراتها إلي الدرجة التي تسمح بتبخرها... ولم يمضي سوى دقائق حتى تحولت القطرتان من الحالة السائلة إلي الحالة الغازية, وحينها كانت القطرة الاولى تصيح في زميلتها : خلى بالك يابت والجزيئات بتوعك بيبعدو عن بعض لجزئ يهرب هنا ولا هنا .... عدّي جزيئاتك كويس .
لكن لم تكن القطرة الثانية في الحالة التي تسمح لها بأن تنصت لما تقوله زميلتها , فقد كانت تعمل جاهدة على الصمود ومقاومة التحول إلي بخار , لكنها في النهاية لم تستطع التغلب على حرارة الشمس التي حولتها في النهاية إلي الحالة الغازية .
صعدت القطرتان لأعلى ... وكانت القطرة الاولى شديدة السرور بما حدث لها من تغيير في شكلها وخفة وزنها ... فالآن تستطيع أن تطير لأعلى بكل سهولة بعد ان قضت العديد من عمرها لا تستطيع الطيران ... الآن فرصتها كي تغيظ زملائها الذين ما زالو على سطح البحر .... هاهم مجموعة من زميلاتها يقفو على سطح البحر وهم ينظرون بحسد للقطرة الاولى التي تتحرك كيفما تشاء .
أبعدت القطرة الاولى نظرها عن أعين هؤلاءالحاسدين ... وأخذت تبحث عن القطرةالثانية ... وعندما وجدتها قالت في سعادة بالغة : شايفه يا بت شكلي بقى عامل إزاي؟ ... بذمتك مش شكلي كده أحلى ؟
لكن زميلتها لم تشعر بالإرتياح لهذا التغيير لذلك إكتفت بقول كلمة واحدة ردا على زميلتها : آه ...... حلو .
القطرة الاولى : مالك يا بت ... هو إنتي مش مبسوطة إننا بقينا بخار ميه ؟
القطرة الثانية : مش حكاية مش مبسوطة , أنا بس مبحبش التغيير ...وبعدين مش شايفة جزيئاتي بدل ما كانو لازقين في بعض , دلوقتي كل جزئ ماشي في حته... أنا كده مش هعرف أسيطر عليهم ...
تقطع كلامها وتنظر إلي جزيئاتها التي أخذت في الإبتعاد وتصيح فيهم : خدي يابت متلعبيش بعيد ... تعالي هنا ... إنتي يا مقصوفة الرقبة ..... آآآآآآآه ياني تعبت ....
لقطرة الاولى : مسيرك تتعودي على التغيير ده ... وبعدين مش كل التغيير وحش , التغيير مطلوب في بعض الاحيان ... وأنا عارفة إنك هتغيرى رأيك لماأقولك إحنا رايحين فين دلوقتي .
القطرة الثانية : رايحين فين ؟
القطرةالاولى : إحنا طالعين فوق عشان الهوا يشيلنا ونعمل سحابة .
يتبع