رغم كل شيء ما زلت أهواك وأذوب وجدا للقياك...
في ساعة غاب فيها القمر ، واستحال الجو ظلاما دامسا ، نشر هدوء مطبق عباءته فوق بيتي ما مزق أرفاله سوى صوت صرصار الليل .........
كنت هائمة في عالم رحب لا يستوطنه سوانا نعيش حياتنا كما يحلو لنا...
ما كسر حاجز الأحلام سوى خطواتك الثقيلة تجر قدميك كمن يجر خلفه أطوادا من الهّم
جلستَ على الأريكة الوحيدة في حجرة خلت من أي شعور دافئ ......
دفنت صفحة وجهك بين يديك و همّ مستديم ترك بصماته في مقلتيك .... وقفتُ أراقب كعادتي مشدوهةً بغرابة ...
لم أنبس ببنت شفه كأن الكلام قد نهب من ذاكرتي
رفعتَ رأسك وأسندتَ متنك إلى الخلف ومسحتَ وجهك بيديك نظرتَ صوبي عقدتَ حاجبيك وانطلقتَ تحدثني ،
صدمتني كلماتك ،وحطمتَََْ بغلظة حلماً شاعرياً لطالما حلمتُ به ،
أتيتَ تطلب مني النوى !!!
سألتك أمن عذرٍ وجيه للفراق ؟ أهي نقاشاتنا الساخنة وتغايرنا بوجهات النظر ؟؟
أ هو وجلي عليك؟؟ واحتراق مهجتي جوىً ؟؟
أنسيت كم تحملنا سويةً؟؟ كم سهرنا نخطط للمستقبل ؟؟ أنسيتَ عهود الصبوة ونذور الوفاء ؟؟
إنّ الذي بيننا يا خليلي يفوق كل اللغات ويتعدى بسموه عنـــــــــان السمـــــــــــــــــــــ ــــــاء
قلّب في قراطيسك القديمة
أترى ما تحويه من حالة غريبة من الوجد السرمدي العجاب
الذي لطالما حسدنا عليه الحاسدون وعذلنا فيه العاذلون ....
لمن تتركني؟ لمن تجفوني يا شمسي يا قمري المنير؟
عندما أحببتك أصبحت خارطتي بوصلتي إسطرلابي ..
كيف تطلب مني الابتعاد؟؟ ...
ونحن كلّما ابتعدنا لساعات لم نطق بوناً فتغلبنا مقاساة النزوع المرير فتتسابق أرواحنا للقاء ...
يا صاحب الكبرياء: هل لك أن تعطني شيئا نزرا من وقتك الثمين ؛
لأشرح فيه حبي إن استطعت؟
أسمعت يوما بالإقامة الجبرية ؟
إنّ حبك معتقل وإقامة جبرية لي لا أجد لها تبيان...
حبك سالب للإرادة ماسح لمعالم الشخصية ...
إن وقفت أمامك سلبتني أحداقك قدرتي على المقاومة ، وقيدتني بأصفاد ذهبية من أسى مستعذب ...
كلما لمحت طيفك كففت عن التنفس ، وأصمتني دقات مضطربة من قلب لم يطق جلدا يا مالك الفؤاد ....
يا جرحي المستعذب
سلمتك مفاتيح قلبي ، منحتك حياتي ،
أصبحت في نظر الكافة شهيدة الحب السرمدي ،
أصبحت وسواسي وبؤرة تفكيري ...
أضحيت ساهمة مشغولة فيك ...
تغيرتُ لأجلك ...
مسحتَ بيديك شخصيتي فاستحلت ورقة ناصعة البياض
صغت فيها معالم جديدة لشخصية خلقتها أنت .....
تكلمت بكلامك ، نطقت بحروفك ، أكلت ونمت سهرت وشربت عشت أيامي كما أردت...
أصبحت عشقي وصرت أمامك أمة وأنت استحلتي معبودي...
أدور في دائرة رسمتها لي بريشة من مداد أحمر
كنت قلبا صغيرا لا دربة لي بالحب وشؤونه ، سرت في سبيل حبك صماء بكماء عمياء ، أتلذذ بكل خطوة أخطوها...
سرت فوق الأشواك ساعة وفوق الورود هنيهة
مضت الأيام وما تغيرتُُ للحظة ، تهكمتَ علي بالشكوى والادعاء ، جرّحتني بنفس اليد التي ضممتني بها ...
أنسيتك كل الهموم ، نسيت لتقصيرك أني أنثى
تحولتَ فجأة مدقق حاذق للأخطاء اليومية ،
جلاد قاس يحمل سياطه يجلد ذاتي كل ساعة...
كلما تقربت منك ذكّرتني بقلبي الصغير الذي لا حنكة له بالحياة...
ألا يكبر القلب؟ أما من خبرة اكتسبتها في سنوات دنوي منك؟
أتعلم أن يوما واحدا معك يساوي سنة من الخبرة أيهــــــا المزاجـــــــي
رغم هذا كنت تغار علي حتى من نسمة تداعب برقة في ليلة صيفية شعري المسدل فوق منكبي ....
رغم كل شيء ما زلت أهواك وأذوب وجدا للقياك...
كيف تسألني الفراق؟
أتعلم قبل أن تجفوني أمسك مسدسك وبرصاصة رحمة فجّر مهجتي ...
بدد حياتي فلا طعم ولا لذة للحياة دونك