أبجديات الحزن على صفحات قلوبنا
أبجديات الحزن على صفحات قلوبنا
الحزن ذاك الكابوس الذي يلازم واقعنا أينما ذهبنا ، فيصبح لنا كـ [ ـالظل ] ملازماً ومسايرا ً لخطى أقدامنا ، تلك الصفة التي تلبسنا أثواباً سوداء وتغطي رؤوسنا [ أحجبه ] غير واضحة [ الألوان ] إلا أن الطاغي عليها هو [ السواد ] نعم ذاك السواد الذي يرمز للـ [ ـيأس ] و [ الإحباط ] و [ الاستسلام ] كلها فروع وأصلها [ الحزن ] ،
هو الكبير الذي قد يأتي إلينا مسرعاً [ بسبب ٍ] وبدون [ سبب ] ، والمصيبة عند عدم معرفة السبب ، لأن عقولنا ستثقل بـ [ ـالتفكير ] و [ الغموض ] .. والأدهى والأمر أننا سنصبح صيداً سهلاً للـ [ ـحزن ] فيسهل عليه التحكم بنا حينها .
فيتغلغل إلى أعماق [ قلوبنا ] ليكوّن [ صفحات ] يكتب عليها ما يشاء من حروف وأبجديات .. فيترجمها العقل [ آلياً ] لتصبح وللأسف طوع [ التنفيذ ] فتخرج على شكل إفرازات ٍ من [ الكتمان ] و [ دموعاً ] من الأعيان ...!!
الألف :
بداية الطريق والبوابة الأولى للحزن .. يشق طريقه بـ [ ـثقة ] و [ إصرار ] و [ عزيمة ] حين لا يجد [ أمل ] و [ مناعة ] قويه تمنعه من مواصلة [ المسير ] لقلب ٍ بات أمره [ محتوما ] .. فيتعدى [ الحواجز ] ليصل إلى [ اللام ] وكله [ سرور ] بأول [ إنجاز ] ..
http://aljazeeratalk.net/upload/1/1161490372.jpg
اللام :
انتهى من دخول [ البوابة ] الأولى ... ليجتاز من خلالها لحظات من وضع [ أثر ] سيرجع إليه في النهاية لـ [ ـيذكرنا ] به ولكي لا يكون لدينا [ مبرر ] في سؤاله عما قام به وما هو [ سبب ] قيامه بذلك .. هنا من المنطق أن [ نمدحه ] على هذا [ التخطيط ] ونشيد وبقوه على [ رجاحة ] عقله ...
http://oasis.bindubai.com/bin/upload...1205397698.jpg
الحاء :
عند حرف الحاء .. سيكون دور [ الحزن ] كالمشاهد والمتابع .. لحديث [ عاطفتنا ] مع [ عقولنا ] عن سبب مجيئه .. ستدور أسئلة كثيرة وسيطول [ الحديث ] عن الأسباب .. هل السبب حظنا [ العاثر ] مع [ الماديات ] و [ المعنويات ] أم بسبب [ المشاكل ] اليومية مع الأقارب .. أم بسبب [ الحب ] .. أم بسبب [ جرح من إنسان غالي ] أم بسبب [ رحيل إنسان غالي ] .. أم [ أنه لا يوجد سبب معين ] سواء أن الحزن اختارنا ؟ أم .. أم .. أم ..
http://www.hewaratonline.com/admin/m...nelyPierot.jpg
الزاي :
عند حرف الزاي .. يقوم [ الحزن ] بالإجابة عن الأسئلة التي دارت بين [ عاطفتنا ] و [ عقولنا ] لا لأنه [ يحبنا ] أو لأنه يريد [ مساعدتنا ] بل ليضعنا في موقف [ محرج ] ويحسسنا بمدى [ غبائنا ] في تناول الأمور
وصناعة [ الأسباب ] وإخراج [ النتائج ] على أنها مواد [ استهلاكية ] فيجيب على [ تساؤلنا ] الأول بخصوص [ الحظ ] العاثر.. فيقول واثقاً وبجواب ٍ مختصر .. "
إنني لا أؤمن بالحظ .. بل أؤمن بقضاء وقدر رب العالمين " ويستدرك ذلك [ بالتوكل ] على الله في كل الأمور من [ ماديات ] و [ معنويات ] مع الأخذ
بـ [ ـالأسباب ] .. ليصل إلى تساؤلنا الثاني بخصوص [ المشاكل ] في البيت أو مع الأقارب .. ليجيب بأن المشاكل وحلها هي من تعلمنا [ الحياة ] والقوي من يستطيع تجاوزها دون [ عثرات ] أو زرع ٍ [ للحقد ]
و [ الضغينة ] ويدّعم جوابه بمثل يقول: " لا يوجد بيت من غير حمّام " .. يستكمل [ الحزن ] أجوبته عن
تساؤلاتنا ليصل إلى [ الثالث ] الخاص بـ [ ـالحب ] فيردّ قائلا ً .. " من خلال تجربتي في الحياة وجدت أن [ الحب ] من أتفه الأسباب المسببة للـ [ ـحزن ] فلماذا أحزن على شخص ٍ تخلى عني أو خانني ؟ ولماذا أحزن عن شخص ٍ لم يقدر طيبي ؟ ولماذا أحزن عن شخص لم يفهم شعوري نحوه ؟ يسكت هنا الحزن لـ [ ـبرهة ]
ثم [ يصرخ ] قائلاً هل الحب سبباً يجعلني أحزن وأتخلى عن [ كرامتي ] في بعض [ المواقف ] .. أفيقي يا [ عاطفة ] من سباتك ِ .. فمن تخلى عنك ٍ ستجدي بدله [ ألفا ] يحس بك ويقدرك ِ .. فهذه هي [ الحياة ] لا يدوم فيها [ حبيب ] ... ً يصل الحزن إلى التساؤل [ الرابع و الخامس ] ليجب عنهما مرة ً واحدة قائلاً: هذه أسباب أراها منطقيه جداً للحزن .. فأنتم يا بني [ البشر ] كُتل من [ الأحاسيس ] و [ المشاعر ] ومن الطبيعي جداً أن تحزنكم مثل هذه [ الأسباب ] بيد أن الجرح من إنسان غالي يختلف في [ درجاته ] فقد يكون [ كبيراً و عميقا ]
أو [ صغيراً ] ولا يتعدى الـ [ 1 ملم ] فإن كان كبيراً أو صغيراً حاولوا أن تضفوا صفة [ التسامح ] في كلتا الحالتين
ونعمة [ النسيان ] هنا قد تلعب دوراً كبيراً في [ براءة ] الجرح .. وأما فقدان [ شخص غالي أو رحيله عن الدنيا ] فكلنا إلى هذا الطريق .. وكما قال المثل [ عاشر من تعاشر فلا بد من الفراق ] وهذه حقيقة يجب أن نتقبلها برحابة صدر ..
في الأخير وحين إجابته على آخر تساؤل بخصوص [ إتيان الحزن بدون سبب ] يقف الحزن بشموخ قائلاً :
إنني آتي إلى القلوب التي أراها [ ضعيفة ] ومستعدة لـ [ ـتقبلي ] والتي تبتعد عن ذكر [ الله ] والتقرب منه ..
ويستمر في الحديث قائلاً [ إن دواء كل هذه الأسباب ] هو [ الدعاء ] إلى الله و [ تفويض ] الأمر إليه وحده لا شريك له .
http://0a.img.v4.skyrock.net/0a6/ayo...84868417_2.jpg
النون :
هنا سيذكرنا الحزن بـ [ الأثر ] الذي وضعه عند حرف [ اللام ] قائلاً : أنا لم أقدم إليكم إلا لأنني وجدت فيكم الأنفس [ الضعيفة ] والوجوه [ الهزيلة ] فلو كنتم على [ صبر ] و [ إيمان ] لما رأيتم [ وجهي ] ومن طيبي وكرمي أنني فتحت لكم كتابي مجيباً على تساؤلاتكم .. وبيديكم أن أرحل أو أبقى أن عالجتم أنفسكم بما قلته لكم في آخر حرف [ الزاي ] .
http://up.alfrasha.com/u/7499/8657/97914.jpg
كلمة أخيرة :
أخي / أختي لا شك أن وجود الحزن طبيعي في حياتنا وأنا واحدٌ منكم إلا أننا يجب أن نكون أقوياء مؤمنين بالله وبقضائه وقدره في كل شيء .. لأننا مخلوقات [ ضعيفة ] لا حول لها ولا قوة إلا بالله .. فلا داعي للحزن وأنصح هنا [ نفسي ] أولاً لأن هناك أشياء نستحق أن نعيش من أجلها .
تحياتى
DREAM