بسم الله الذى لا اله غيره و لا رب سواه المعبود الواحد الاحد الذى لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد القائم بنفسه المنزه عن الحوادث المهيمن على خلقه كفيل برزقهم الذى اوجب على ذاته المقدسه كل كمال يليق بلاهوتيته العالم بالذر و النوى و العالم وما حوى و القلب وما نوى ارسل الرسل الى عباده لهديهم بعد ان ضلهم الشيطان بعباده الاوثان و انزل الكتب لينشر تعاليمه التى تكفل حياة طيبه للفرد والجماعه فقد امر الانبياء بتبليغ الهدى الى الخلق حتى يستبين الحق فعن الحارث الاشعرى قال قال رسول الله ان الله تبارك و تعالى امر يحيى بن زكريا عليهما السلام بخمس كلمات ان يعمل بها و ان يامر بنى اسرائيل ان يعملوا بها و انه كاد ان يبطىء بها فقال له عيسى ان الله امرك بخمس كلمات ان تعمل بها وتامر بنى اسرائيل ان يعملوا بها فاما تامرهم بها و اما ان امرهم بها فقال يحيى اخشى ان سبقتنى بها ان يخسفى بى او اعذب فجمع الناس فى بيت المقدس فامتلا المسجد بهم و قعدوا على الشرف فقال ان الله امرنى بخمس كلمات ان اعمل بهن وان امركم ان تعملوا بهن اولاهن ان تعبدوا الله و لا تشركوا به شيئا فان مثل من اشرك بالله كمثل رجل اشترى عبدا من خالص ماله بذهب او ورق و قال هذه دارى و هذا عملى فاعمل واد الى فكان يعمل ويؤدى الى غير سيده فايكم يرضى ان يكون عبده كذلك ثانيهن ان الله تعالى امركم بالصلاة فاذا صليتم فلا تلتفتوا فان الله ينصب وجهه لوجه عبده مالم يلتفت ثالثهن امركم بالصيام فان مثل ذالك كمثل رجل فى عصابة معه صرة فيها مسك و ان ريح فم الصائم اطيب عند الله من ريح المسك رابعهن امركم بالصدقه فان مثل ذالك كمثل رجل اسرة العدو فاوثقوا يديه الى عنقه و قدموه ليضربوا عنقه فقال انا افدى نفسى منكم بالقليل والكثير ففدى نفسه منهم خامسهن امكركم ان تذكروا الله فان مثل ذالك كمثل رجل خرج العدو فى اثره سرعا حتى اتى على حصن حصين فاحرز نفسه منهم و كذالك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان الا بذكر الله فقال رسول الله للصحابه وانا امركم بخمس الله تعالى امرنى بهن السمع و الطاعه و الجهاد و الهجره و الجماعه فان من فارق الجماعه قيد شبر فقد خلع ربقة الاسلام من عنقه الا ان يراجع و من دعى بدعوى الجاهليه فهو فى جهنم فقال رجل وان صام و صلى يا رسول الله فقال وان صام وصلى فادعوا بدعوا الله الذى سماكم المسلمين عباد الله تعالى فقد استبان الامر و ظهرت الحقائق فدعوة يحيى الى اليهود هى دعوة عيسى الى النصارى و دعوة عيسى هى دعوة محمد الى المسلمين كائنه فى هذه الخمس كلمات اذا فقد كفر اليهود و غضب الله عليهم بعد تحريفهم للتوراه و كتابتهم و شريهم بها ثمن قليلا و قتلهم الانبياء بغير حق و قد كفر النصار و ضلوا واتبعوا اهوائهم بقولهم ان اللاهوت المقدس حلا فى جسم عيسى و ما دام كذالك فان الله يخاطبهم مباشرة على لسان عيسى و السؤال هو اذا كان الله قد حلا فى جسم عيسى فقد بطلت التوراة و الصلب لانه ما دام الله يخاطبكم من جسد عيسى فهو يبلغكم الاوامر والنواهى فلا حاجه الى التوراة و تصبح التوراة باطله مزيفه و مادام الله فى جسم المسيح فكيف صلبتموه و قتلتوه الا يستطيع الاله ان يدافع عن نفسه و ينقذ عيسى من القتل و هو بداخله اذا فالصلب باطل فلا توراه ولا صليب و لما تحيروا قالوا ان عيسى هو بن الله و اثبتوا التوراه و الصلب و هذا باطل لان الذى ينجب لا بد له من جسم و غريزة حيوانيه واذا اثبتوا ذالك فقد رموا الله بالنقص و العجز تعالى الله عن ذالك علوا كبير اذا فعقيدة النصارى باطله و توراتهم محرفه و كفروا بما قالوا و مثلهم المجوس عباد النار و الصابئه عباد الكواكب السبع السياره و البوذيه و الهندوسيه كلهم عبدوا اشياء خلقها الله فانيه و اتبعوا اهوائهم ( وما امروا الا ان يعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ) ولا يوجد ذنب الا و يغفره الله بالتوبة والندم الا الشرك ( ان الله لا يغفر ان يشرك به و يغفر ما دون ذالك ) و اصبحت عقيدة الاسلام هى الصحيحه الثابته التى تقر بانه يجب على الله كل كمال يليق بذاته المقدسه وكمالات الله لا تعد ولا تحصى و التى تقول ان محمد عبد الله ورسوله بشر اختاره الله للرساله عقيده خالصه لله حنيفيه عظما فقد اقرها الله فى قوله ( ان الدين عند الله الاسلام ) فنحن الان فى نعمة الاسلام التى لا يثقل معها نعم لابد و ان نحافظ عليها بالدفاع عنها و ان نعمل بتعاليمها و ان نسترشد باوامرها ونواهيها و القران دستورها و السنه تشريعها التى و ضعت خطط تكفل مصالح الفرد والجماعه و تكافل الاسرة و المجتمع و شرعت الحريات و ابانت الحقوق والواجبات للمراة و الرجل على حد سواء و ضبطت النظم فى التعاملات و بنت المجتمع المدنى الحر و اخذت بالتدابير لبناء سقف هذا المجتمع اقتصاديا و اجتماعيا ووضعت القوانين لضبط معايير المعيشه فى التعامل بين الناس فى ظل الاحترام البشرى المتبادل فعلينا باتباع ما امر به الله و رسوله و ان نتقى الله فى القول و العمل و نحافظ على مقدساتنا و السمع والطاعه و الالتزام بالمنهج و درء الفتن و البدع مسلمين لله غير مشركين به لضمان معيشه اسلاميه طيبه و الفوز برضا الله فى الدنيا والاخرة هدانى الله و اياكم و جعلنا جميعا من الراشدين الذى بدينه متمسكين و لشريعته مطبقين الى يوم الدين
