بأمر مولانا الوالى و برضا مولانا القاضى
نعم اندهشت حينما سمعت الحكم فلازال لدي بعض من القدرة على الأندهاش ....على الرغم من ان اصدقائي قد حذروني من ان احتفظ بأي قدرة على الأندهاش وكانوا دائما يرددون حينما تكون فى بلاد العجائب فاءن الاندهاش يصير خطيئة تؤدي بك لمستشفى الأمراض العصبية..
منذ القرون الوسطى وانا لم اسمع بهذا الحكم العجيب الذي يمنع فيه سجين ايا ما كانت تهمته من ان يكتب كلمات على سطور ورقية لن تتحول بأى حال من الأحوال الى قنابل يمكن ان تهدد الأمن العام كما انها وبكل تأكيد لن تؤدي الى تعطيل المرور ولا تلويث مياه النيل ولن تساهم في زيادة مشكلة رغيف العيش ولن ترفع سعر الحديد ...
لم اندهش لأن النظام كشف عن وجهه الفاجر الذي يسعى الى انتقام اشبه ما يكون بأنتقام العصابات ومحترفي الأجرام لا تصرفات تقوم بها دولة حتى ولو كانت استبدادية، لم اندهش لأن هذا الوجه الفاجر اظهره النظام من زمن بعيد وليس بجديدا علينا ، ولكن اندهاشي حينما اكتشفت كيف تحول القضاء بكل ما يحمله فى نفوسنا من امل وتقدير واكبار تحول الى مجرد مطية يمتطيها مولانا الوالي لتصفية حسابه مع رجل سجين لا يملك من امر حريته شيئا ..
لا اعرف كيف يقبل قاضي على نفسه ان يتحول الى مجرد سماعة تليفون تسمع الكلام من على الطرف الأخر ثم ينقله كما هو دون ان يعمل قلبه او عقله او ضميره ...ثم كيف تتبدل المخاوف وتتقلب الضمائر فبدلا من ان يخاف القاضي يوم ان يقف بين يدي ربه يخاف رضي الله عنه يوم ان يقف بين يدى مولانا الوالي ...
اعذروني اذا استخدمت مصطلحات العصور الوسطى فأنا اشعر يا اصدقائي اننا عدنا فعلا بالزمن الى العصور الوسطى حينما تصير كل حقوق البشر الى مجرد هبة يمنحها الوالي الى عبيد احسانه فأن شاء منعها وان شاء منحها ...ولكن حتى في العصور الوسطى كانت للخصومة شرف وكان للقاضي كلمة ...
لم احزن على ايمن نور بقدر حزني على القضاء الذبيح على مذبح مبارك فأيمن من هؤلاء الذين اظنهم تثقلهم المحن وتصنعهم الشدائد، لم يتراجع عن موقف رأه حقا ولم يلين والأزمة تعتصره عصرا ، ولكني حقا حزنت ان يكون هذا قضاء مصر الذي جلس عليه يوما الليث ابن سعد والعز ابن عبد السلام والمستشار السنهوري والمستشار ممتاز نصار وغيرهم الكثير واخيرا والمستشار العشماوي الذي مات منذ شهور قليلة والله وحده يعلم كيف مات الرجل ..
يا اهل القضاء اتقوا الظلم فان الظلم ظلمات يوم القيامة وهو يوما - لو تعلمون- عسير ، ويا اهل الحكم اعلموا ان الله ليس غافلا عما يعمل الظالمون وانما يؤخرهم ليوما تشخص فيه الأبصار، ويا اخواني فى الحركة الوطنية اثبتوا وثابروا الا ان نصر الله ات الا ان نصر الله ات
محمد سعد ممادو -غد الاسكندرية
رد: بأمر مولانا الوالى و برضا مولانا القاضى
تسلم احمد
والله يكون في عونك ايمن نور ويفك اسرك
يبارك بقلبك
رد: بأمر مولانا الوالى و برضا مولانا القاضى
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طيف عابر
تسلم احمد
والله يكون في عونك ايمن نور ويفك اسرك
يبارك بقلبك
مشكورة كتير طيف على مرورك و ردك على الموضوع و ربنا يكون فى عونا كلنا
