كنت أتجول على النت منذ أيام فأرسلني محرك البحث لأحد المواقع التي يحكي فيها أحد الشباب عن تجربته مع قوات الشرطة عام 2008 عندما خرج مع أقرانه يوم 6 ابريل ... فقد اختار أن يعترض بطريقة جديدة عن طريق السير ببالونات مكتوب عليها (خليك نظيف خليك نظيف ) ،( و إحنا اتنفخنا) ... ويوزعها على المارة ... حتى فاجأه أحد الضباط وقبض عليه ... وعندما سأله الشاب عن سر القبض عليه في حين أنه لا يفعل شئ سوى توزيع البالونات ... رد عليه الضابط ( إحنا قوات مكافحة البلالين يا روح .... ) ..
وهذه يوضح مدى الجرم الذي ارتكبه هذا الشاب العميل ... فدعوني أسرد إليكم الجرائم التي إرتكبها هذا الشاب عندما أمسك ببالوناته ..
1- إشترى الشاب كمية كبيرة من البالونات بدون اخذ تصريح من قوات مكافحة البلالين ... وعقوبة هذه الجريمة في القانون رقم 78 لسنة 1988 تنص على أنه ( في حالة القبض على أحد المواطنين بحوزته كمية تزيد عن 10 بالونات بدون أخذ تصريح من الجهات المعنية .. يتم تغريم المتهم 10000 جنيه أو السجن تلات سنوات )
2- بقيام هذا الشاب بنفخ هذه الكمية الكبيرة من البالونات فقد خالف القوانين لأن الجهة الوحيدة المخول بها القيام بعملية النفخ هي جهاز الشرطة ... وأي جهة اخرى تقوم بهذه العملية تعتبر جهة خارجة عن القانون .
3- قيام المتهم بتعطيل الضابط عن أداء مهمته ... فهو لم يكتفى بما يفعله من توزيع للبالونات في وضح النهار ... بل يتجرأ ويسأل الضابط عن سر القبض عليه ... وكأن توزيع البلالين في الشوارع ليست جريمة يشمأز منها الصغير والكبير .
4- إهانة الحكومة والجهات السيادية في البلاد ... فكتابة شعارات مضلله على البالونات مثل ( إحنا إتنفخنا ) .. تعكر صفو الامن العام ... فنجد أن الجملة كتبت في صيغة المبنى للمجهول حيث حذف الفاعل ... فأكتفى بذكر المفعول به وهو المنفوخ .. ولم يذكر الفاعل وهو النافخ وذلك كي يثير تسائل الشعب (ياترى مين هو النافخ ؟! ) ... فقد يجيب أحد أفراد الشعب عن هذا السؤال ويقترح أن يكون النافخ هو الحكومة ويقترح الآخر الشرطة ... وقد يشطط أحد المجرمين بأفكاره الشيطانية ويقترح أن النافخ هو سيادة الرئيس ( وهذه جريمة لا يكفى فيها الإعدام ) .
5- إثارة الذعر في المارة ... فمن المعلوم أن البالونات لكي يخف وزنها يمكن أن تملأ بغاز الهيدروجين ... وبذلك فهذه البالونات تعتبر قنابل هيدروجينية موقوته يمكنها الإنفجار في أي وقت لتحصد أرواح مئات الابرياء .
ومن أجل هذه الاسباب تم القبض على الشاب وإيداعه لأحد السجون على ذمة التحقيق ... لحين التحقيق في جريمته .
أعزائي القراء ... تكشف السطور السابقة مدى التخلف الذي كانت الشرطة المصرية تتعامل به مع أبناء شعبها ... ومع أي من المعارضين الذين كانو يعترضون بطرق سلمية ... ولكن خوف وهلع النظام من قيام أي إحتجاجات قد تؤدي لسقوطه جعلته يعتقل أي من المعارضين حتى لو كان هذا الشاب الذي خرج ببالوناته ..