سياسي وأديب وروائي متميز وأحد كبار المثقفين الذين ارتبط دورهم بفترة النهضة الثقافية في مصر في الستينات من القرن العشرين.
وُلد يوسف محمد عبدالوهاب السباعي في 17 يونيو 1917، في عائلة ذات اتجاه أدبي حيث كان والده كاتباً مبدعاً، فورث السباعي من والده الشغف للأدب منذ طفولته.
بدأ القراءة في سن صغيرة تشبهاً بوالده، وبعد ذلك بدأ في محاولة الكتابة فكانت على شكل مقتطـفات شعـرية وزجلية وقصصية إلى أن نشرت أول قصة له في مجلة "المجلة" و "المجلة الجديدة" وهو طالب في المدرسة الثانوية عام 1933 واستمر في مواصلة حياته الدراسية.
دخل الكلية الحربية وتخرج منها ضابطاً بسلاح الفرسان عام 1937، وبعد تخرجه أصبح يعمل كضابط مهني بالجيش وتقلد العديد من الأماكن العسكرية لدراسته في الكلية الحربية، وختم عمله المهني في عام 1952 كمدير للمتحف الحربي.
كما حصل على دبلوم معهد الصحافة من جامعة القاهرة.
وصلت حصيلة إنتاجه الأدبي إحدى وعشرين مجموعة من القصص القصيرة، وخمسة عشر قصة طويلة، وأربع مسرحيات، وثماني مجموعات من المقالات في النقد والاجتماع، وكتاب في "أدب الرحلات" بخلاف مقالاته التي كتبها في الصحف والمجلات.
كما عرضت له السينما المصرية أكثر من قصة أشهرها فيلم "رد قلبي" و "الليلة الأخيرة" و "أرض النفاق" و "بين الأطلال" و "إني راحلة".
لعب السباعي دوراً مهماً في الأدب المصري منذ 1951 وتعاون مع الروائي والصحفي الشهير إحسان عبدالقدوس في إنشاء نادي الروائيين واتحاد الكتاب العرب ونشرت تحت إشرافه العديد من المجلات.
تقلد العديد من المناصب حيث اُنتخب سكرتيراً عاماً لاتحاد كتاب آسيا وأفريقيا، وكان وراء إنشاء المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية.
وفى عام 1958 أُنشئت منظمة التضامن الأفريقية الآسيوية، فعمل سكرتيراً عاماً للمنظمة، وفي عام 1973 عُين وزيراً للثقافة، ثم رئيساً لمجلس إدارة الأهرام في عام 1976، وفي عام 1977 اُنتخب رئيساًَ لنقابة الصحفيين المصرية والذي ظل يشغله حتى اغتياله في عام 1979.
وبفضل ميوله السياسية ومكانته، سافر السباعي إلى أكثر من مكان في العالم مما سمح لخبراته وانطباعاته أن تنعكس بشكل حيوي في كتاباته.
كان للسباعي اهتماماً بالغاً بالقضية الفلسطينية وكتب عدداً من القصص والروايات عن مأساوية الشعب الفلسطيني.
ففي مؤلفه "طريق العودة" حث السباعي الشعب الفلسطيني ألا يتركوا أرضهم، وفى مؤلف آخر اسمه "ابتسامه على شفتيه" ناقش السباعي جذور الصراع العربي الإسرائيلي، وما إذا كانت قضية فلسطين هي مسألة ارض مغتصبة أم لا.
فالقضية كانت بالنسبة للسباعي ليست إلا صراع بين الحضارات وفيها يتعرض قدر الأمة العربية للخطر.
لقي السباعي تكريماً من عدة دول منها الجمهورية العربية المتحدة، وايطاليا، والاتحاد السوفيتي، ومصر، ومن بين أوسمته كان جائزة الدولة التقديرية للأدب في عام 1973، كما حصل أيضا على وسام الجمهورية قبل أيام من اغتياله في الثامن عشر من فبراير عام 1978
الله يرحمه ويرحم أمواتنا وأموات المسلمين.