http://www.muslmh.com/save/70/data/hekam.gif
~◘ الحديثُ الرابـع ◘~
عن أبي عبد الرحمن عبدالله بن مسعودٍ رضى الله عنه قال : (( حدثنا رسولُ الله - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - وهو الصادقُ المصدوق : إنَّ أحدكم يُجْمَعُ خلقُه في بطن أمه أربعين يومًا نطفة ، ثم يكونُ علقةً مِثلَ ذلك ، ثم يكونُ مُضغةً مِثلَ ذلك ، ثم يُرسَلُ إليه المَلَكُ فيَنفخُ فيه الروح ، ويُؤمَرُ بأربع كلمات : بكتب رزقه وأجله وعمله وشقىٌّ أو سعيد ، فو اللهِ الذي لا إله غيرُه إنَّ أحدكم ليعملُ بعمل أهل الجنة حتى ما يكونُ بينه وبينها ذراع فيَسبقُ عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها ، وإنَّ أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكونُ بينه وبينها ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها )) رواه البخارىُّ ومسلم .
◘---♦---•---♦---•---♦---•---♦---◘
◘---♦---•---♦---•---♦---•---♦---◘
وقد قيل : إنَّ قوله في آخر الحديث (( فو اللهِ الذي لا إله غيره ، إنَّ أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة )) إلى آخر الحديث مُدرَج مِن كلام ابن مسعود ، كذلك رواه سَلَمَةُ بن كهيل عن زيد بن وهب عن ابن مسعود من قوله ، وقد رُوِىَ هذا المعنى عن النبىِّ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - من وجوهٍ مُتعددة .
قال عبد العزيز بن أبي رَوَّاد : ‹‹ حضرتُ رجلاً عند الموت يُلَقَّنُ "لا إله إلا الله" ، فقال في آخر ما قال : هو كافرٌ بما تقول ، ومات على ذلك ›› .. قال : ‹‹ فسألتُ عنه ، فإذا هو مُدمِنُ خمر ›› .
وكان عبد العزيز يقول : ‹‹ اتقوا الذنوب ، فإنها هي التي أوقعته ›› .
وفي الجملة : فالخواتيمُ مِيراثُ السوابق ، كُلُّ ذلك سبق في الكتاب السابق ، ومِن هُنا كان يشتدُ خوفُ السَّلَفِ مِن سُوءِ الخواتيم ، ومنهم مَن كان يقلقُ مِن ذِكر السوابق .. وقد قيل : إنَّ قلوبَ الأبرار مُعلَّقةٌ بالخواتيم ، يقولون : بماذا يُختَمُ لنا ؟ وقلوبَ المُقرَّبين مُعلَّقةٌ بالسوابق ، يقولون : ماذا سبق لنا ؟ وبكى بعضُ الصحابةِ عند موته ، فسُئِلَ عن ذلك فقال : سمعتُ رسولَ اللهِ - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول : (( إنَّ اللهَ تعالى قبضَ خلقه قبضتين ، فقال : هؤلاء في الجنة ، وهؤلاء في النار )) ، ولا أدري في أىّ القبضتين كنتُ ؟ صحيح : مُسند أحمد ، الصحيحة .