ظل الاب يفكر فما عساه ان يفعل ..
فهو لا يكاد يملك دفع حساب المستشفى فكيف بنفقه طفل عاشر ؟!!
و كالتاجر الذى فقد كل ماله بدأ يراجع دفاتره
تذكر ان له عند (عبد المنعم) خمسمئه جنيه كان اقترضها من منذ اكثر من شهر و لم يستردها منه بعد فتهلل وجه فرحا
لكنه ما لبس ان تذكر انه اتفق مع (عبد المنعم) ان يستردها منه بعد شهرين و لم يكاد يمر شهراً .. تنهد قائلا .. اللهم فرجك !!
فكر الرجل فى الاقتراض من (عبد الغفور) فهو رجل غنى و قادر ع اعطاءه الكثيير وخاصه بان (حسن)مشهود له بالخلق و الطيبه
لكن(عبد الغفور) رجل شحيح سئ الخلق و تذكر موقف زميله(حسنين) عندما اتى (عبد الغفور )الى المصلحه و ظل صرخ باعلى صوته مطالبا بماله .. يا رب رحماك
اسند ظهره ع حائط كان خلفه و رغم ما به من غم الا انه مازال يرسم بسمه ع وجه يعرف بها كل مؤمن
يا رب لا تذرنى فردا و أنت ارحم الراحمين .. قالها (حسن) رافعا بصره الى اعلى
سيدى .. سيدى .. سيدى .. كان صوت الممرضه قاطعا ع (حسن ) تفكيره
اه .. نعم .. اسف .. سرحت
لا عليك سيدى ..لكن المدام فاقت و هى ف انتظارك
تذكر (حسن) وقتها انه لم يرى ولده منذ ولادته فنهد مسرعا الى حيث يوجد سرير زوجتة ..
و من وسط الكثير من الاسره و رغم ازدحام الغرفه بالزوار استطاع (حسن) روئه زوجه تمسك بمولدها و تبدو ع وجها علامات الارهاق الشديد الا انها مبتسمه :)
اقترب(حسن) منها و فقبلها ع جبهتها
الف سلامه عليك يا حبيتى
الله يسلمك يا حبيبى
-رغم انهم أتمو منذ شهر خمسة عشر عاما ع جوازهم و رغم قله زاد اليد فما الا ان ذلك ما زادهم الا حبا وقربا من بعضهم-
فتظاهر حسن بالابتسام و قلبه يحمل هم كبير
-فلقد اخبرته الممرضه بانه ينبغى عليه دفع مبلغ العمليه الكيسريه التى اجرتها زوجه و التى تقرب من الف و خمسمئه جنيه-
و تناول الولد و طبع ع خده قبله حانيه فوجه وجها ملائكيا يشع نورا اضاء به قلب حسن بالحب
حسن اريد ان اخبرك بأمر ما -قالت الزوجه-
خيرا -رد حسن-
قالت له لقد بعت الخاتم الذهبى الذى اهديته لى قبل شهر فلقد اخبرنى الدكتوره بانى ينبغى ان انجب كيسريا و ما احبب ان اثق قلبك الطيب بالهموم
- وناولته مبلغ الف جنيه جنيه ثمن الخاتم و حق الزوجه ف جمعيه كانت قبضتها منذ ايام قليله قبل عمليه الوضع -
ورغم مشاعر حسن الجياشه اتجاه زوجه الوفيه الا انه لم يستطع ان ينطق ببنت كلمه مكتفيا ببسامه ساحره علت وجه الطيب :)
و ما كادت تمر دقائق الا و وجد حسن اولاده عنده مبتهجون مسرورون فهذا يقبل امه و تلك تحمل اخوها
بابا ممكن لحظه- صوت محمد ابن حسن الاوسط-
خيرا يا محمد
ممكن تقبل منى دول ؟!!
-وناول الاب ظرفاً صغيرا مغلقا-
ما هذا يا محمد؟!!
قال له هذا اول مرتب لى بعد ما تعين ف الكليه اخذت النصف استعين بها باقى الشهر و تركت لكم النصف:)
فتهلل وجه حسن مبتهجا و احتض ابنه حضنا ابويا فاضت منه حنان ابوى لا يمكنه سوى اباء مثل حسن
فتح حسن الظرف ووجد به مبلغ خمسمئه جنيه
ياااا رب رحماك - تنهد بها حسن-
و ما مرت لحظات الا ووجد حسن زميله (عبد المنعم) يهنئه و يبارك له و اخبره ان الله قد فرج قربه سريعا و حان وقت سداد دينه و ناوله خمسمئه جنيه اخر
رن هاتف (حسن ) الشخصى و اخبره من ع الهاتف ان زوجه حسن فازت ف مسابقه القرعه و انه سوف يرافقها الى الحج بصحبتها ف الموسم المقبل
تذكر حسن ان تلك هى المره الخامسه التى تقدم فيها زوجه ف تلك المسابقه و لم يوفق فيها تسرب اليأس الى قلبيهما . . .
و بعد ان اغلق حسن هاتفه وجد امامه ابنه الكبير -الطبيب المشهور- يرجع اليه بعد طوووول غياب و قطيعه
فقبل يده و اخبره انه حان له ان يرتاح و انه قد هجهز له و لاخوته دورا كاملا ف بيوته لهم و انه يستكفل بمصاريف اخوته كاملا طالبا فقط رضاء ابوه وامه عنه
فنظر حسن مبتسما الى السماء و نزلت من عينه دمعه حاره انسابت كالحرير ع خده حتا بلت لحيه البيضاء
قائلا
الحمد لله الذى لم يذرنى فردا و هو ارحم الراحمين
ستااااااااااااااااار:)